|
التحالفات كالأوراق تعيد خلطها رياح التغيير
نشر بتاريخ: 21/03/2016 ( آخر تحديث: 21/03/2016 الساعة: 10:31 )
الكاتب: تمارا حداد
التحالفات السياسية والاقتصادية في العالم ما هي إلا دوامة متغيرة ورمال متحركة لا تتوقف وتظل تتحرك وفق المصالح والمنفعة الذاتية ، فهي تحولات متلاحقة وسريعة حيث تتبدل الاوراق وتعيد خلطها رياح التغيير ، فكل فترة تشهد منطقة الشرق الاوسط حراكا مختلفا بين الدول تتغير طبقا لما يمليه اجندة العالم الخارجي والقوى العظمى .
فتلك التحالفات تنعكس على رؤساء تلك الدول لإحداث سيناريوهات معقدة وايدولوجيا جديدة تحكم الواقع الجديد . فمثلا ايران بعدما كان الجميع يهاجمها اصبحت الان على راس متغيرات قومية ليصبح هناك تقارب امريكي ايراني من اجل تقسيم المقسم في الشرق الاوسط . وهناك تقارب تركي ايراني خوفا من اقامة دولة كردستان الكبرى للأكراد وتلك الدولة سوف تقوم على اجزاء من تركيا وسوريا والعراق وإيران ، فإذا قامت دولتهم الكردية سيهدد دولة تركيا حيث ان الاكراد متواجدين بالقرب من انقرة وهذا سيقسم الاجزاء الكبيرة من تركيا . وبالتالي سوف تتآكل تركيا نتيجة قيام دولة كردستان وهذا سيضعف الكيان الوجودي لتركيا وسيهدد كيانها الملاحي في السيطرة على الممرات البحرية وبالتالي سيهدد اقتصادها وتجارتها . فدولة الاكراد مقرر وجودها منذ 1919 حسب معاهدة فيشر وتلك الدولة ستتحقق عاجلا ام اجلا وبالذات ان دولة كردستان لا تتعارض مع الفكرة الصهيونية والمخطط الامريكي القائم على تنفيذه مستقبلا . فدولة الاكراد اذا قامت لا تتعارض مع دولة اسرائيل الناشئة فهنالك علاقة مثمرة بين تل ابيب والأكراد في المجالات العسكرية والاستخباراتية والأعمال الاقتصادية ، حيث ان الاكراد يسيطرون على كركوك العراقية الغنية بالنفط الذي تصدره لإسرائيل . فكردستان كيان غير معادي لإسرائيل هم مسلمين علمانيين معتدلين فمن هذا المنطلق تركيا تخشى ذلك وإيران ايضا وسوريا تخشى ذلك الوضع لان سوريا تخشى من التقسيمات القادمة لها . حتى روسيا عندما رفعت اقلامها عن سوريا ليس لتخفيف من شلال الدم وإنما لأنها اتفقت مع امريكا على اعطائها نفوذا قويا في منطقة الشرق الاوسط وإعطائها سيطرة على المياه الدافئة في البحر الابيض المتوسط . وطالما ان مثلث الشرق الاوسط زوبعة الصراعات ما هو إلا فضاء مهما لبسط النفوذ وإحكام الهيمنة الاقليمية مما يجعل المنطقة دائما ساخنة وخاضعة للتغيرات و التحولات على الدوام من اجل الثروات المتوافرة فيها . اما السعودية تقوم بدور المتفرج لأنها تعلم ان التقسيم لمنطقتها جاري وان السعودية ستبسط نفوذها فقط على مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة . مهما كانت التحولات لن تخرج عن طوع وكف امريكا ، فأمريكا تملك زمام وخيوط اللعبة وبالذات ان العالم العربي عالم مستهلك وغير منتج ويعاني من اقتصاد هش قابل للكسر في أي لحظة وبأي ضربة حتى لو كانت خفيفة . فالاتكالية الاقتصادية سيجعل الدول العربية تهز رأسها على الدوام وأمريكا ستحركنا كأحجار الشطرنج وتبقى هي الرابح دوما |