|
سرقَ شعنينةً إرضاءً لطفلته
نشر بتاريخ: 21/03/2016 ( آخر تحديث: 21/03/2016 الساعة: 11:45 )
الكاتب: عطا الله شاهين
ألحّتْ الطّفلة ذات مساءٍ على أبيها، لكيْ يحضرَ لها شعنينة من سُعفِ النّخيل، وأرغمته على الذّهاب إلى وادٍ مُوحش، وعندما وصلَ إلى شجرة النّخل الوحيدة والمزروعة بين أشجار الزّيتون، راح يبحثُ هناك بين السُّعف عن سُعفةٍ بيضاء، وقام بقطعِها على عجلٍ، لأنّه في المكان عادة تجول الخنازير، ولا يريدُ أن يحدثُ له أيّ مكروهٍ..
وحينما كان يخطو عائدا بالشّعنينة في ذات الطّريق، التي سلكها قبل دقائق شعرَ برهبةِ المكان، وبدأتْ العتمة تنتشرُ، فأسرع الرجل في خطواته مع أنّ هاتفه الخليوي ظلَّ يرنّ، وكان يردّ على طفلته التي أزعجته بإتصالاتها، وكانتْ تقول له هلْ وجدتَ شعنينة؟ فكان والدها منزعجاً منها، لأنّه أجبرته أن يسرقَ سُعفةً إرضاءً لها، ولكن شعرَ بأنه فعل فعلةً ستغضبُ ربّه، وبعد ساعةٍ من خطوٍ مجنون وصلَ إلى البيتِ، وحينما رأته طفلته فرحتْ كثيراً، ولكنها تقدمت منه وقالت له: لكنني أريدُ أنْ أنسجَها كباقي أطفال حارتنا وسأزينها بالورود، لأنني غدا سأأخذها إلى الكنيسة، مثل كل عام، لكن أبيها كان متعباً وعلت نبرة صوته وقال لها: أنتِ تعرفين بأنني لا أجيدُ نسجها، فردّتْ طفلته عليه بأنّ جارنا يستطيع أن ينسجَها في أقل من نصف ساعة، فأرغمت والدها أن يذهب إلى جاره، وحينما عاد بالسعفة منسوجة، فرحتْ الطفلة كثيراً، وبدأتْ تزينها بالورود، وفي الصّباح أتتْ الطفلة إلى والدها، وتأسفتْ له لأنها عذبته، وشكرته كثيراً، وقالت له: أنتَ تعلم بأن هذا طقس من طقوسنا، فبدون شعنينة سأبدو مختلفة عن أطفال حارتنا، كما أنها ترمز إلى دخول المسيح عليه السلام إلى مدينة القدس، لأن الناس استقبلوه بسعف النخيل، فلا يمكننا أن نتخلى عن طقوسنا.. فردّ عليه أبيها لا بأس، في العام القادم سأشتري لك شعنينةً منسوجة، لكيْ أتجنّب السّرقة، فأنا أرضيتكِ، لكنني لمْ أرضي ربّي.. |