|
عاتبتني لأنني لمْ أنظر إلى جسدها السّاحر
نشر بتاريخ: 22/03/2016 ( آخر تحديث: 22/03/2016 الساعة: 17:18 )
الكاتب: عطا الله شاهين
على الرغم من أنها كانت قدّا ساحرا ووجها مبرهرا وعينين خضراوين إلا أنني لم أنظر إليها كجسد وهذا ما كان يستفزها وذا مساء سألتني هل أنا بشعة ولهذا لا يعجبكَ قوامي وعاتبتني لأنني لم أنظر إلى جسدها الساحر، فابتسمتُ وقلت لها أنا أحتقر أولئك الذين ينظرون إلى المرأة على أنها جسد فقط وخلقت للمتعة .. فاستغربتْ من كلامي وقالت: هذه أول مرة أسمعها من شابٍّ، وخاصة أنك عربي وشرقي، فرددتُ عليها ليس لأنني شرقيٌّ بلْ لأنني إنسانٌ متحرّرٌ من العادات والتقاليد المجنونة .. فأنا إنسان أعتبر المرأة إنساناً لا تقل أهميتها عن الرجل في القيادة وفي أية مهمة توكل إليها .. فهي ليست حيوانا لأجل الغريزة، ووجدت للتكاثر .. فالمرأة هي سرُّ الحياة .. فأعجبتْ من كلامي وقالت: لقد أذهلتني أيها الرجل الشرقي، مع أنكَ لست متدينا، فقلت لها ليس أي رجل متدين فمعناه بأنه قديس .. فهناك من يصلّي خوفا من كلام الناس، وهناك من يكون متدينا بحقيقة، ولا ينظر إلى المرأة على أنها نصف المجتمع .. فالدين أنصف المرأة ولكن نحن ما زلنا ننظر إليها بنظرة دونية..
فاقتربت مني وشكرتني، وقالت: أنتَ فقط من الذين عرفتهم لم ينظر إلى جسدي كمتعة .. فقلت لها: المرأة ليس للمتعة، بل هي من تعطينا الغوص في عقلها، لأنها تستحق العدل في كل شيء، أما إذا امتلكت الجمَالَ فلا أنظر إليها كإغراء، وإنما أحبُّ الغوص في عقلها لكي أعرف ما سرّ ضعفها .. فابتسمتْ وقالت: يبدو أنك لا تحبُّ المتعة .. فرددتُ عليها المُتعة هي أنْ أعترف بأن المرأة هي إنسانٌ وليس مجرد جسد.. |