|
عن صاحب الرسوم المسيئة للفلسطينيين ومقاومتهم
نشر بتاريخ: 23/03/2016 ( آخر تحديث: 23/03/2016 الساعة: 11:06 )
الكاتب: مصطفى ابراهيم
يذكرني صاحب الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للشعب والقضية الفلسطينية بالأغنية المصرية احنا شعب وانتوا شعب، كما يذكرني عندما كنت طالباً في الجامعة الإسلامية بغزة في ثمانينات القرن العشرين ببعض المعلمين الذين لقنوا تعليمهم في جامعات السعودية ونهلوا من الفكر الوهابي، وكيف كان هؤلاء المعلمين يشوهوا التاريخ الوطني وتاريخ الثورة الفلسطينية ويحاولوا كي وعي الطلاب الجدد وغير الجدد الذين يلقنونهم الكراهية والاقصاء والعنصرية وعدم الاعتراف بالآخر.
وهذه النتيجة التي نراها الآن مع صاحب الرسوم المسيئة وجعل المقاومة حكراً على أهل حماس، ونسي هو ومن رباه وعلمه عدم رؤية الآخر وحقه في العيش وان أهل غزة هم جزء من فلسطين، والفلسطينيون جميعهم مقاومين وضحايا المشروع الصهيوني وضحايا لهذا المسيء للشعب والقضية الذي ينطلق من رؤية عنصرية وكأنه رضع الكراهية للشعب الفلسطيني. فأهل فلسطين مجتمعين حتى أولئك الذين سقطوا وسط الطريق ضحوا ويضحوا وتربوا وتعلموا على حب الوطن، فالتضحية والمقاومة ليست حكرا على جماعة، وهي عنوان للكل الفلسطيني وكل منهم برؤيته وطريقته وقدراته وأدواته التي يمتلكها، وهي ليست بالمدفع والرشاش والصاروخ الذي ايضا جلب الدمار والخراب للفلسطينيين في قطاع غزة، ولم يثبت برنامج المقاومة بعد قدرته على دحر الاحتلال، وهو لم يكتشف في عهد حماس الذي تعلمت واستلهمت تجربة الثورة الفلسطينية. وقبل ان تقرر حماس ان تكون جزء من مشروع المواجهة المسلحة مع الاحتلال. أعجب من صمت حركة حماس خاصة كتائب القسام والذي نصب نفسه متحدثا ومدافعا عنها وباسمها وان المقاومة تتقوم بالفعل المقاوم ويموت أفرادها من أجل آخرين ليسوا من حماس ولا يستحقون العيش ولا يستحق افراد المقاومة الموت لتحيا فئة من الفلسطينيين "الكلاب". نظرية الأشرار والأطهار وأنتم شعب ونحن شعب هل نسيت حماس هذه الاغنية المصرية العنصرية؟ فهذا يمارس العنصرية باسم المقاومة وفكرتها الطاهرة والنبيلة وهي بدون شعب يحتضنها لن تنجح ولن تحقق أهدافها، فالشعب الفلسطيني دفع ويدفع أثمانا غالية من حياته وعشرة سنوات من الحصار والموت المستمر وآثارها واضحة على جبهات وجوههم. العجب والإستغراب من هذا الصمت على هذا المسيء، فحرية الراي والتعبير ليست الإساءة للشعب ومقاومته وتصنيفهم بين أشرار وأطهار. اكتب هنا ليس عتبا على حركة حماس فقط إنما ألومها والمقاومة خاصة كتائب القسام على صمتها واساءته لها وللمقاومين فهو يشكل ظاهرة وليس وحيدا وهو يعبر عن فكر ورؤية إقصائية، والمقاومة ليست كذلك، ومن اختار الموت من اجل الوطن لم يطلب منه احد ان يموت. فليذهب صاحب الرسوم المسيئة للموت وحده، فشعب الحربة يجب أن تصان كرامته وتحفظ من هؤلاء الأشرار العنصريين الذين شوهوا فكرة المقاومة وحق الشعب الفلسطيني بالحياة، هذا الصمت مريب ومن دون مساءلة قانونية يؤشر بانه ظاهرة وله سند ومدافعين عنه وعن فكرتهم الإقصائية العنصرية. |