|
خبيرة نفسية تدق ناقوس الخطر من "إدمان الانترنت"
نشر بتاريخ: 25/03/2016 ( آخر تحديث: 26/03/2016 الساعة: 17:17 )
غزة- معا- يشكل الإدمان على الإنترنت والمبالغة في استخدام وسائل الاتصال الحديثة مشكلة كبيرة في حياة الأفراد لاكتسابهم بعض العادات والتقاليد السيئة جراء الاستخدام المفرط للعالم الافتراضي، فالبعض أصبح لا يستطيع النوم والبعض الآخر قد لا يكون اجتماعيا، وفريق ثالث تظهر لديه بعض المشاكل والأعراض النفسية.
وحذر خبراء وأخصائيون نفسيون من أن كثرة الاستخدام لوسائل الاتصال الحديثة تؤدي إلى القلق التوتر والاكتئاب والخيال المرضي لدرجة نسيان الواقع الذي يعيش فيه الشخص، وهو ما يسبب مشاكل اجتماعية بالإضافة إلى تأثيره على العمل والمستقبل والدراسة، وقد يصل الأمر إلى قطع علاقات مع الأصدقاء. وتعرف تحرير صافي الأخصائية في الصحة النفسية الإدمان بشكل عام بأنه عبارة عن تعلق الفرد الشديد بشيء ما، وفي حال انقطع عنه يسبب له القلق والتوتر والغضب والحياة غير المنظمة. وتشير صافي في مقابلة مع مراسل "معا" إلى وجود كثير من الأفراد ينهضون من النوم مباشرة إلى تشغيل جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول للدخول لمواقع التواصل الاجتماعي للتحدث مع الأصدقاء أو فعل نفس الشيء عند النوم وهذا يعتبر إدمانا. وأضافت :"الأطفال والشباب أكثر فئة متأثرة وتلحق بالإدمان على وسائل التكنولوجيا والانترنت.. والصبيان أكثر من الفتيات .. والمراهقون بشكل عام أكثر من الفئة الأخرى سواء كانوا أطفالا أو كبار السن". وترى الأخصائية النفسية أن الأسباب التي تجعل الأطفال أو المراهقين يفرطون في استخدام مثل هذه الوسائل تعود للبحث عن معلومات زائدة وغير مناسبة، موضحة أن هناك من يبحثون عن ألعاب متطورة باستمرار أو التسوق عند الفتيات بشكل جنوني أو التواصل مع العالم الافتراضي المعاكس للبيئة الواقعية للشعور بالسعادة المؤقتة والتي هي مضرة فيما بعد. وحول الآثار السلبية لهذا الامر سواء نفسية أو اجتماعية او صحية، تقول صافي :" الاستخدام المفرط للانترنت ووسائل الاتصال الحديثة تخلق آلام وأوجاعا بالجسم بسبب التوتر وآلام في الرقبة والظهر وفي العين من كثرة ملاحقة الألعاب أو مشاهدة الافلام او مشاهدة الفيديوهات الكثيرة.. بالإضافة إلى سوء التغذية وتدهور الوضع الصحي للعقل وجعله في حالة خمول وعدم وجود تطور فكري فيصبح العقل مغلقا". وتضيف" بعض الامهات يرون انه طالما ان ابنها في حالة هدوء ولا يتطلب شيئا عند جلوسه امام هذه الوسائل سواء كانت اجهزة حاسوب او هواتف محمولة او اجهزة التابلت تعتبره انجازا لكن في الواقع هذا خطير جدا ويلحق ضررا على المدى البعيد وبإمكانه التعرف على معلومات خطيرة أو مشاهدة العاب عنيفة تولد العنف لدى الطفل وقد تصل لدرجة الانتحار بدون قصد او يؤذي الاخرين وهو يعتقد ان هذا شيء بطولي". وتشير الاخصائية ايضا الى وجود كثير من اولياء الامور مغيبين ولا يعرفون كيف يربون اطفالهم بالاضافة الى شعور الزوجات بالفراغ في حياتهن العاطفية مقابل الازواج الذين يرون ان هناك نقصا بجوانب ومتطلبات زوجية والكل يلحق بالعالم الافتراضي لتلبية رغباته من خلال الانترنت. وتقول :" الزوج اكثر ادمانا مع انه دائما مشغول لكن السبب الحقيقي هو توفر الانترنت في كل مكان العمل والبيت والشارع ومن الممكن أن يستخدمه بسهولة وهذا الذي يجعل الادمان او الالحاق بالضرر 100% ..ولا هروب منه". وتابعت :"كثير من الازواج يبنون علاقات وهمية ويتصورون انها هي السعادة التي يبحثون عنها في حين لو صارت مشكلة بسيطة بين الزوجين تصل للخصومة ويمكن تتسع الفجوة بينهما بدلا من حل المشكلة". وأكدت الاخصائية صافي أنه لا بأس من استخدام الانترنت لكن يجب استخدامه بالطريقة الايجابية الصحيحة مع ضرورة وجود توعية من خلال الأهل والاعلام وورش العمل والمساجد للاستخدام السليم للانترنت والتكنولوجيا ، بالاضافة الى المتابعة والمراقبة والتوجيه وتحديد الاهداف سواء للشاب او الطفل وان يكون لديه وقت للدراسة ولقراءة القرآن ومساعدة الاسرة في المنزل. وبحسب تقرير صادر عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، فإن قطاع غزة شهد زيادة في أعداد المشتركين بالانترنت خلال الربع الأخير من عام 2015 بلغت نسبتها 4ر30% وفي الوقت نفسه شهدت أسعار الانترنت انخفاضا كبيرا على الرغم من استمرار الحصار المشدد المفروض على القطاع ومنع إدخال أجهزة ومعدات الاتصالات. وأوضح التقرير أن نسبة النمو في العدد الإجمالي لمشتركي الانترنت بلغت 4ر30% ليصبح 86265 مشتركا في نهاية الربع الرابع من عام 2015 مقارنة مع 66153 مشتركا في نهاية الربع الرابع مع عام 2014. إعداد: أيمن أبو شنب |