وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في ذكرى إعتقال القائد الوطني أحمد سعدات

نشر بتاريخ: 28/03/2016 ( آخر تحديث: 28/03/2016 الساعة: 10:04 )
في ذكرى إعتقال القائد الوطني أحمد سعدات
الكاتب: المحامية فدوى البرغوثي
تصادف في هذه الأيام الذكرى الرابعة عشر لإعتقال القائد الوطني أحمد سعدات (أبو غسان) الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورفاقه عاهد أبو غلمة قائد كتائب أبو علي مصطفى، واللواء فؤاد الشوبكي، وقرعان، والريماوي، والأسمر، والقروي وغيرهم، الذين تم إختطافهم من سجن أريحا بعد إقتحامه قبل عشر سنوات. وتجدر الإشارة إلى ان إعتقال سعدات ورفاقه والزج بهم في سجن أريحا جاء بموجب إتفاق بين السلطة وحكومة إسرائيل وخضوع السجن لحراسة بريطانية، وقد قامت حكومة إسرائيل وجيشها بعدوان إرهابي على السجن وإعتقال القائد سعدات ورفاقه، ومن المؤسف والمحزن ان عدوان إسرائيل على السجن جاء بالتنسيق مع الحراس البريطانيين وأمام أنظار السلطة الفلسطينية، والتي لم تفعل شيئاً لتحرير القائد الوطني أحمد سعدات التي احتجزته السلطة أصلاً في المقاطعة في رام الله قبل ان يتم الزج به في سجن أريحا بموجب الاتفاق المذكور.

لقد كان وما زال من واجب السلطة الفلسطينية العمل على إطلاق سراح أحمد سعدات بوصفه نائباً في المجلس التشريعي، وكونه أميناً عاماً للفصيل الثاني في م.ت.ف، والشريك التاريخي لحركة فتح في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة خلال عقود مضت، ونستذكر في هذا المقام الدور والمواقف التي قام بها حكيم الثورة د. جورج حبش وخلفه الشهيد القائد أبو علي مصطفى وسجل الجبهة بثبات مواقفها وتمسكها بالمباديء الوطنية وبصلابة مناضليها واستقامة قياداتها وعمق انتمائها الوطني واستقلاليتها، ويأتي في هذا السياق السيرة النضالية والوطنية المتميزة للقائد الوطني أحمد سعدات، الذي انخرط منذ صغره بحركة القوميين العرب، ثم التحق بالجبهة الشعبية مع تأسيسها أثناء دراسته الثانوية، وبدأت مسيرته الإعتقالية منذ عام 1969، وبرز كادراً ومناضلاً وقائداً في الجبهة الشعبية وأحد أبرز قادتها تحت الإحتلال الى ان أصبح أميناً عاماً لها في أعقاب إستشهاد أبو علي مصطفى في آب عام 2001، وعلى مدار ما يقارب نصف قرن يقاتل ويناضل أبو غسان في الميدان دون كلل أو ملل، مقدماً نموذجاً للقائد الذي يتقدم الصفوف ويحترم قواعد المسلكية الثورية ويعيش بتواضع متمسكاً بمبدأ نظافة اليد للمناضل والثائر، وقد قضى أبو غسان أكثر من ربع قرن من حياته حتى الآن في سجون الإحتلال وزنازينه، وسجل دوماً مثالاً للصمود في التحقيق وفي مواجهة الجلادين وفي صدقية الإنتماء لوطنه وشعبه وفي الإصرار والعزيمة والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية.

ان على الرئيس وقيادة م.ت.ف والسلطة والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية العمل على تحرير المناضل القائد أحمد سعدات والزعيم الوطني مروان البرغوثي أول نائب في المجلس التشريعي يتعرض للخطف والاعتقال، بإعتبارهما من أبرز القادة الفلسطينين وأكثرهم مصداقية، ومن المؤسف ان عملية التبادل الأخيرة ، صفقة وفاء الاحرار، قد قفزت عنهما، وكذلك فان السلطة الفلسطينية فاوضت طوال العشر سنوات الماضية دون ان تشترط الإفراج عن سعدات والبرغوثي وغيرهم من القادة والنواب المناضلين، الأمر الذي لم يعد يقبل به أي فلسطيني.
وإنني بهذه المناسبة أتوجه بالتحية لأبو غسان وأبو قيس وأبو القسام ولكريم يونس ووليد دقة وأحمد البرغوثي وخالدة جرار وفؤاد الشوبكي ولكافة الأسرى والأسيرات.

وان الحاجة تصبح أكثر الحاحاً لقادة يتمتعوا بالمصداقية والثقة من قبل شعبهم أمثال أبو غسان وأبو القسام، وذلك أمام عجز وفشل القيادة الفلسطينية بمختلف مسمياتها ومستوياتها، حيث إستمرارالإنقسام والفشل في توحيد الشعب الفلسطيني وقواه السياسية الشرط الضروري للإنتصار، والفشل في مواجهة تهويد القدس والإستيطان وتعميق الاحتلال والعجز في إحتضان الهبة الشعبية وتحويلها إلى إنتفاضة شعبية شاملة.
ولا يفوتني ان أتوجه بتحية خاصة لأسرة أبو غسان ولزوجته المناضلة أم غسان وأبناءه وأحفاده.