نشر بتاريخ: 28/03/2016 ( آخر تحديث: 28/03/2016 الساعة: 19:21 )
طولكرم- معا- قال محافظ طولكرم عصام أبو بكر بأن معركة الكرامة أثبتت بأن الإرادة الفلسطينية والعربية قَهرت جيش الاحتلال من خلال الصمود البطولي والأسطوري في معركة الدفاع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية، مؤكداً ان توحد الدم الفلسطيني و الأردني جسد أجمل دروس النصر التي وثقها تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.
جاءت تصريحات أبو بكر خلال حفل لإحياء الذكرى الثامنة والأربعين لمعركة الكرامة نظمه التوجيه السياسي والوطني بالتعاون مع العلاقات العامة في المؤسسة الأمنية في مقر قيادة المنطقة تحت رعاية محافظ طولكرم، بمشاركة كلٍ من اللواء عدنان ضميري المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية، وقائد منطقة طولكرم العقيد ركن محمد حموده ومدراء الأجهزة الأمنية ومدراء المؤسسات الرسمية وأمين سر حركة فتح مؤيد شعبان وممثلو فصائل العمل الوطني، بحضور اللواء عبد الإله الأتيري أحد المشاركين في معركة الكرامة وحشد من ضباط وضباط صف وجنود المؤسسة الأمنية.
ونقل المحافظ أبو بكر لمنتسبي المؤسسة الأمنية وجميع المشاركين تحيات الرئيس محمود عباس مشدداً على أن الانتماء الصادق للقضية الفلسطينية هو من العوامل التي حققت النصر في الكرامة وغيرها من مراحل الثورة الفلسطينية التي قادها الشهيد الراحل ياسر عرفات، وصولاً لاستمرار النضال من أجل الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف،مشيراً للصمود السياسي والقانوني الذي يقوده الرئيس محمود عباس متسلحاً بالإرادة الشعبية والجماهيرية في مواجهة احتلال يمعن باقتراف أبشع الجرائم بحق شعبنا من القتل والهدم ومصادرة الأراضي واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة في المسجد الأقصى.
وتابع أبو بكر:" في ذكرى معركة الكرامة نؤكد على الوحدة الوطنية كخيار إستراتيجي وطني يتمثل بإنهاء الانقسام وعودة اللحمة لشطري الوطن،في ظل ما نواجهه من المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية التي تحدق بشعبنا وقضيته العادلة،انطلاقا من حقوقنا غير القابلة للتصرف".
بدوره توقف اللواء عدنان ضميري عند المراحل النضالية المتعددة لشعبنا والتي حملت عدة تسميات أجمعت على ذات الهدف للتحرر من الاحتلال، مشدداً بأن معركة الكرامة كانت نقطة فارقة في النضال الوطني توحدت خلالها قوات الثورة الفلسطينية مع الجيش العربي الأردني.
وأشار اللواء ضميري إلى أهمية الوحدة الأردنية الفلسطينية ،مؤكداً أن الأردن وفلسطين بلد واحد وان فلسطين لا تستطيع أن تتنفس إلا من الرئة الأردنية والتي تتنفس من القدس، مضيفا بان الأردن وفلسطين تمثلان اليوم نموذجا للوحدة العربية المنشودة.
وتطرق اللواء عدنان ضميري إلى انسداد الأفق السياسي وإصرار حكومة الاحتلال على التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، منوهاً إلى أن المؤسسة الأمنية هي امتداد للثورة الفلسطينية العملاقة والتي يقع على عاتقها مسؤوليات حماية الوطن من العابثين والمتربصين بمقدراتنا، مستعرضاً الأوضاع الداخلية والوحدة الوطنية والانتهاكات الإسرائيلية اليومية ضد الشعب الفلسطيني.
من جانبه تحدث اللواء عبد الإله الأتيري عن تجربته الشخصية في معركة الكرامة،ملخصاً بعض الأحداث والمواقف التاريخية والخيارات التي كان الشهيد ياسر عرفات أمامها ومنها الاستماع لنصائح العسكريين العرب الذين اعتبروا معركة الكرامة جنوناً وانتحارا، أو الذهاب باتجاه خيار المواجهة والصمود والتحدي،مضيفاً بأن الثورة الفلسطينية لم يكن لها أن تكون لولا معركة الكرامة.
وذكر اللواء الأتيري بأن إسرائيل كانت تسعى في معركة الكرامة لتحقيق مجموعة من الأهداف،منها ضرب التحالف الأردني الفلسطيني، وكسر الثورة الفلسطينية، وإجبار الأردن على اتفاق سلام، وعمل تسوية لقضية فلسطين، إلا أن الأمور جاءت مغايرة للأهداف والتطلعات الإسرائيلية بعد ذلك الصمود والثبات والنصر في أرض المعركة.
وأردف اللواء الأتيري قائلاً: " كان قرار الصمود والمواجهة في أرض المعركة معاكس لكل النظريات العسكرية، حيث اعتمد الشهيد ياسر عرفات في ذلك الوقت على إرادة الفدائي ووحدة الدم مع الجيش العربي الأردني التي قلبت موازن المعركة".
إلى ذلك شدد مؤيد شعبان على أن معركة الكرامة أعادت للأمة العربية والإسلامية كرامتها بعد هزيمة عام 1967 بفعل صمود مقاتلي الثورة الفلسطينية وبالشراكة مع الجيش الأردني الذي قدم أروع التضحيات حيث اختلط الدم الفلسطيني والأردني، موضحاً بأن يوم الكرامة جاء بالأمل بعد الهزيمة، مستعرضاً المراحل النضالية الطويلة لشعبنا ومعاركه ضد الاحتلال.
ووجه شعبان رسالة للعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه الوطنية التي لا يمكن أن يتنازل عنها، داعياً العالم لوقف سياسة الكيل بمكيالين ودعم الحقوق الفلسطينية بإنهاء الاحتلال وجلائه عن أرضنا.
وتخلل الحفل فقرات فنية غنائية وطنية قدمتها الفرقة الموسيقيه العسكرية التابعه لقوات الأمن الوطني.