|
دلالات ترشيح القائد الوطني مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام
نشر بتاريخ: 28/03/2016 ( آخر تحديث: 28/03/2016 الساعة: 22:55 )
بقلم: المحامي الياس صباغ
رشح الأرجنتيني أدولفو بيريز إسكيفيل، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1980، القائد الوطني مروان البرغوثي، والقابع في سجون الإحتلال الإسرائيلي منذ 15/4/2002، لنيل جائزة نوبل للسلام، وقد قام السيد إسكيفيل بذلك طبقاً للأصول والأعراف المتبعة من خلال تقديم كتاب ترشيح رسمي للجنة الدولية لجائزة نوبل في مقرها في النرويج، وفي الوقت ذاته سلم بتاريخ 4/3/2016 نسخة من كتاب الترشيح للسفير الفلسطيني في دولة الأرجنتين السيد حسني عبد الواحد. يذكر ان السيد إسكيفيل لا يعرف مروان البرغوثي شخصياً، ولم تطأ قدماه أرض فلسطين، وكذلك لم تطأ قدما مروان البرغوثي أرض الأرجنتين، لكن بعد الإطلاع على نص كتاب الترشيح يدرك المرء ان السيد إسكيفيل قام بهذه المبادرة التاريخية والإنسانية، والتي تحمل برأيي الكثير من المعاني والدلالات، بعد دراسة عميقة وقناعة راسخة لديه بأحقية مروان البرغوثي بهذه الجائزة. وللتذكير فإن السيد إسكيفيل هو أحد الأعضاء البارزين في اللجنة الدولية لحرية مروان البرغوثي وكافة الأسرى، والتي تضم في عضويتها ثمانية أعضاء آخرين من حاملي جائزة نوبل للسلام، والتي أنطلقت بتاريخ 27/10/2013 من زنزانة الزعيم الافريقي الراحل نيلسون مانديلا في جزيرة روبن آيلند الإفريقية. ما هي دلالات هذا الترشيح؟ 1- ان هذا الترشيح هو ترشيح للشعب الفلسطيني العظيم، كما يصفه دائماً مروان البرغوثي، من خلال ترشيح أحد أهم الرموز الوطنية الفلسطينية في التاريخ الفلسطيني وهو مروان البرغوثي، والذي قضى حتى آلان 22 عاماً من عمره في سجون الإحتلال، وسبع سنوات في الإبعاد عن الوطن، وتعرض عدة مرات لمحاولات الإغتيال، وهو يناضل ويقاوم ويتقدم الصفوف منذ أربعين عاماً، وفي كل الساحات، من أجل حرية شعبه وعودته وإستقلاله. 2- ان هذا الترشيح هو ترشيح لعدالة القضية الفلسطينية ولكفاح الشعب الفلسطيني الذي يقاوم المشروع الصهيوني الإستعماري منذ مائة عام. 3- ان هذا الترشيح هو ترشيح للنضال الوطني الفلسطيني، وقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال هي أحد أهم معالم هذا النضال باعتبارها قضية وطنية وسياسية وإنسانية من الدرجة الأولى، والمسألة ليست مسألة ستة أو سبعة آلاف أسير وهذا الأسم أو ذاك بقدر ما هي علاقة دولة الاحتلال والاستعمار مع الشعب المحتل، وزج مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في السجون منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومأساة الأسرى ما زالت ماثلة للعيان ولم تنته بعد. 4- ان هذا الترشيح هو ترشيح للقدس الجريحة التي يجب ان تكون مدينة السلام ومهد الديانات والرسالات السماوية، وليست مدينة محتلة تستوطن وتهود ويهجر أهلها على مدار الساعة. 5- جاء هذا الترشيح من قارة أمريكا اللاتينية ومن بلد الأرجنتين ثاني أكبر دولة بعد البرازيل في هذه القارة، وكلنا يعرف ان شعب الارجنتين عانى القمع والإرهاب في ظل الحكم العسكري في سبعينيات القرن الماضي، وشاء السيد إسكيفيل ان يترك مهنة التدريس ليكرس حياته في الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات ليس فقط في الارجنتين بل في العالم بأسره، لذلك جاء هذا الترشيح الأرجنتيني والأممي بامتياز لصالح قائد وطني فلسطيني وعربي بامتياز، وهذا في الوقت الذي تعاني فيه البلدان العربية من إقتتال وصراعات دامية ومآسي وويلات، ونسأل أنفسنا، لماذا ترك السيد إسكيفيل كل بقاع الأرض وأحزانها وهمومها، وهو إبن القارة اللاتينية المليئة بالجوع والفقر ليوجه بوصلته نحو فلسطين والقدس؟ هذا لأن قضية الشعب الفلسطيني ومأساته ما زالت تهز الضمير الإنساني العالمي، وضمير كل الأحرار والشرفاء في العالم، ومروان البرغوثي أصبح رمزاً للأحرار والمناضلين في العالم وليس رمزاً للكفاح الوطني الفلسطيني فقط، وقد منحته حتى الآن ثلاثون مدينة وبلدة فرنسية مواطنة الشرف تقديراً لنضاله وكفاحه ومواقفه المشرفة. 6- جاء هذا الترشيح ليقول رسالة واضحة لدولة الإحتلال، إن الحل لهذا الصراع هو فقط بإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل في أرض السلام وليس هناك اي حل آخر، والحل هو حرية الشعب الفلسطيني وحرية الأسرى الفلسطينيين وحرية مروان البرغوثي. أتمنى على الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية ان ترحب بهذا الترشيح، كما أتمنى عليه أن يلتقط هذه الفرصة التاريخية والذهبية، وقلما تأتي مثل هذه الفرص، لإتخاذ قرار رسمي فلسطيني على مستوى اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لـ (م.ت.ف) بتبني هذا الترشيح والعمل مع جميع الجهات ذات العلاقة على إنجاحه، ليس من أجل شخص مروان البرغوثي، وهو بدون أدنى شك يستحق ذلك وبجدارة، بل من أجل الشعب الفلسطيني المعذب والمقهور، ومن أجل حرية هذا الشعب وحرية أسراه وعودة لاجئيه، ومن أجل تحقيق السلام المنشود. بل ان الرئيس الفلسطيني يستطيع إستثمار وحتى إستخدام هذا الترشيح، في الوقت الذي يحاول فيه البعض تهميش وتصفية القضية الفلسطينية، وذلك من أجل تسليط الضوء مجدداً على قضية الشعب الفلسطيني وحريته وحرية أسراه، وأعتقد جازماً أنه لا مانع لدى مروان البرغوثي ان تستثمر وتستخدم القيادة الفلسطينية رصيده الوطني وسجله النضالي الغني في خدمة قضية شعبه وحريته وحرية أسراه، لأن مروان البرغوثي صاحب سجل حافل في الفداء والعطاء والوفاء. التحية كل التحية للإنسان والمناضل والضمير الارجنتيني الحر أدولفو بيريز إسكيفيل، والشكر كل الشكر لكل من ساهم وساعد ورحب بهذا الترشيح وبهذه المبادرة الانسانية، والحرية لمروان البرغوثي ولكافة الأسرى الفلسطينيين. موعدنا مع الحرية والسلام آت لا محالة مهما طال الزمان أم قصر. |