وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عيسى: التطرف يجثم على صدر المجتمعات الإنسانية ويمزق نسيجها

نشر بتاريخ: 31/03/2016 ( آخر تحديث: 31/03/2016 الساعة: 14:08 )
القدس -  معا - قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، "ان التطرف أهم ما يؤرق الوطن العربي، فالغلو الديني والتطرف هو المصدر الرئيسي لتمزيق النسيج الاجتماعي وتكريس آليات التطرف عبر التاريخ".

ونوه، "ظاهرة التطرف ظاهرة سلبية تجثم على صدر المجتمعات الإنسانية قديما وحديثا، ويبرز من بين مظاهرها المختلفة التطرف الديني، والذي يقترن بالغلو والتشدد في الخطاب، وما يرتبط بذلك من لجوء إلى العنف، ورفض المختلف إلى حد قد يصل إلى تكفيره، بل ومحاولة إقصائه بشكل كلي".

"إن نطاق التطرف يتسع ليشمل الإنسان والدين والعقل والحياة، بحيث يعطل التطرف الطاقات الإنسانية كافة ويستخدمها في الصراعات، ويحول دون تكامل المجتمع، كما ويرتبط التطرف بالتدهور الثقافي والفكري والعلمي والفني".

وأشار عيسى، "الوسطاء الذين يقومون بنشر الخطاب الأيديولوجي والديني المسيس الذي يحض بشكل مباشر وغير مباشر على التطرف والإرهاب هم عديدون ويوجدون في مواقع كثيرة في المجتمع، ويسعون لإضفاء القداسة الدينية على مشروعهم السياسي والآيديولوجي، وما يترتب على ذلك من ممارسات إرهابية".

ولفت أمين نصرة القدس، "التدهور في الإنتاج يعتبر من الآثار الإجتماعية للتطرف بحيث أن أهم عنصر في قوى الإنتاج هو الإنسان العامل الذي لا بد - لكي يطور إنتاجه - من أن تتطور قدراته العقلية، بحيث يكون قادراً على الإبداع والإبتكار والتجديد، فإذا ما كان أسيراً لأفكار جامدة وعاجزاً عن التفكير وإعمال العقل، فإن ذلك يجعله متمسكاً بالأساليب البالية العتيقة في الإنتاج، بل بتنظيم العمليات الإنتاجية ذاتها كذلك".

ونوه، "التطرف تعبير يستعمل لوصف أفكار أو أعمال ينظر إليها من قبل مطلقي هذا التعبير بأنها غير مبررة، ومن ناحية الأفكار، يستعمل هذا التعبير لوصم الأيديولوجية السياسية التي تعتبر بعيدة عن التوجه السياسي للمجتمع، أما من ناحية الأعمال، يستعمل هذا التعبير في أغلب الأحيان لوصم المنهجيات العنيفة المستعملة في محاولة تغير سياسية أو اجتماعية، كذلك وقد يعني التعبير إستعمال وسائل غير مقبولة من المجتمع مثل التخريب أو العنف للترويج لجدول أعمال معين".

وتابع أمين عام الهيئة، "تتعدد خصائص التطرف لتشمل كل تصرف يخرج عن حد الاعتدال وذلك في كافة صور السلوك ومنها تعصب المتطرفين لرأي بحيث لا يتم السماح للآخرين بمجرد إبداء الرأي، أي الإيمان الراسخ بأنهم على صواب والآخرين في ضلال عن الحقيقة، لأنهم وحدهم على حق والآخرون في متاهات وضلالات، والعنف في التعامل والخشونة والغلظة في الدعوة والشذوذ في المظهر".

واستطرد، "وهناك النظرة التشاؤمية والتقليل من أعمال الآخرين والاستهتار بها والاندفاع وعدم ضبط النفس، بالاضافة للخروج عن القصد الحسن والتسيير المعتدل تعتبر من خصائص التطرف".