وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اختتام فعاليات يوم الثقافة الوطنية بتكريم رموز المقاومة الشعبية

نشر بتاريخ: 01/04/2016 ( آخر تحديث: 01/04/2016 الساعة: 20:48 )
اختتام فعاليات يوم الثقافة الوطنية بتكريم رموز المقاومة الشعبية
رام الله - معا - اختتمت وزارة الثقافة، فعاليات يوم الثقافة الوطنية في قصر رام الله الثقافي، بتكريم عدد من أبطال الصمود في وجه الاستيطان والاحتلال، والإعلان عن إطلاق كتاب أعمال الفنان المبدع الراحل بهاء البخاري، وكتاب يوم الأرض للباحث والأكاديمي المتميز جوني منصور، الصادرين عن وزارة الثقافة الفلسطينية، كما كان لمشاركة جوقة جامعة النجاح الوطنية إضافة نوعية للحفل، الذي انتظم بحضور نخبة من رجال السياسة، والثقافة، و"الباقون" في أرضهم، كما أكد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو.
وقالد. بسيسو في كلمته: نختتم فعاليات يوم الثقافة الوطنية هذا العام بالتزامن مع إحياء الذكرى الأربعين ليوم الأرض، والتي تجسد إحدى مرتكزات الهوية الوطنية الفلسطينية، وتشكل مفصلاً تاريخياً هامّاً في مسيرة نضال شعبنا .. إننا هنا على هذه الأرض الواقعة بين التاريخ والمستقبل، والمستمرة في البقاء والتجدد دون بتر في الحياة وحقوقنا الوطنية، نشكل ملامحنا من جذورنا وتراثنا وأغانينا والشعر، كي نكون امتدادنا المستمر دون نقص في ملامنا الحاضرة .. إننا من هنا، من فعل الذاكرة والنضال في الحياة اليومية، ومن وقت نعصره بأيدينا زيتاً للخبز والحياة والغد .. إننا من هنا، من فقر الجدّات على عودة الغائبين مع فجر الحرية، من دعاء الأمهات، ورغبة الآباء في رؤية أبنائهم يكبرون كي نعمر الأرض بالأسماء والحياة.
وأضاف: إننا من هنا، ومن أجل هذه الهنا، نقوم بحياتنا كل يوم، كي نؤكد على صمودنا الوطني أمام كل المحاولات التي تنتهجها حكومة الاحتلال لتفكيك الوجود الوطني الفلسطيني عل أرضنا.
ولفت د. بسيسو إلى أن الاحتفال بيوم الثقافة الوطنية الفلسطينية لهذا العام، استمر سبعة عشر يوماً، لتربط الفعاليات التي انتظمت في شتى أصناف الثقافة والفنون، وفي مختلف المحافظات الفلسطينية بما في ذلك المناطق المهمشة، ما بين يوم الثقافة الفلسطينية في الثالث عشر من آذار ذكرى مولد الشاعر الكبير محمود درويش، وذكرى يوم الأرض، لترتسم عبر هذه الفعاليات لوحة صمود عنوانها "الثقافة .. الصمود .. الأرض".
وقال د. بسيسو: في إطلاق فعاليات يوم الثقافة الفلسطينية أعلنا الفنانة ريم بنا شخصية العام الثقافية، تقديراً لمسيرتها الإبداعية التي كرستها في التجديد بالموسيقى والفن والالتزام الوطني، وفي حفل الختام استحضرنا النصب التذكاري ليوم الأرض للفنان عبد عابدي، كمفتاح لدخول قصر رام الله الثقافي، للتأكيد على الانتصار للذاكرة، وعلى رسالة التواصل والوفاء والامتنان لمبدعينا، الذين كرسوا حياتهم وإبداعاتهم من أجل فلسطين .. إنها إرادة الصمود، وتعزيز الانتماء، دون حواجز الجغرافيا، والتعقيدات الأخرى التي يحاول الاحتلال فرضها علينا.
وأضاف د. بسيسو: نحتفل اليوم بإطلاق كتابين لهما بالغ الأثر في المسيرة الثقافية والفنية، الأول يجمع أعمال الفنان القدير الراحل بهاء البخاري، الذي شكلت مسيرته إلهاماً للفنانين التشكيليين ورسامي الكاريكاتير، فالبخاري الذي هو علامة فارقة على المستوى الفلسطيني والعربي في فن الكاريكاتير، يستحق الكثير من التكريم، لهذا ارتأت وزارة الثقافة إصدار أعماله الكاريكاتيرية في كتاب، ليبقى عطاءه ملهماً للأجيال القادمة، وصوتاً للذاكرة، والثاني بعنوان "يوم الأرض" للكاتب والباحث والأكاديمي القدير د. جوني منصور، وبنشره فإننا نعزز من شهادة يوم الأرض ورسالة الصمود.
وختم د. بسيسو حديث بالقول: نؤكد من خلال هذه الاحتفالية على إيمان وزارة الثقافة بالعمل المشترك ما كافة المؤسسات الرسمية والأهلية وغيرها، طوال الفترة الماضية، وفي الفترة المقبلة، وعلى الشراكة الاستراتيجية مع هيئة الاستيطان والجدار برئاسة الوزير وليد عساف، فالثقافة لا يمكن أن تنفصل عن برنامجنا الوطني اليوم، معلناً بأن معرض فلسطين الدولي للكتاب سينطلق في السابع من أيار، ذكرى مولد الشاعر الراحل الكبير توفيق زياد، الذي كان له الدور المهم والفعال في أحداث يوم الأرض، ويستمر حتى السابع عشر من أيار مروراً بذكرى نكبة فلسطين .. مسيرة العمل الثقافي لابد أن تستمر، وهي إن استمرت، فهي تستمر بجهود الجميع .. مستمرون هنا، صامدون هنا، أو كما قال توفيق زياد "باقون هنا".
من جانبه شدد رئيس هيئة مقاومة الجدار الاستيطان، الوزير وليد عساف، على الدور الوطني الأبرز الذي يقوم به الصامدون على أرضهم، ومن وصفهم بـ"حماة الأرض"، والذين تم تكريم العديد منهم في حفل اختتام فعاليات يوم الثقافة الوطنية، مشيداً بتضحياتهم التي هي البوصلة نحو فلسطين الأرض، والقضية، والإرادة، والحياة، والصمود، غير غافل عن الدور الكبير الذي بذله الشهيد زياد أبو عين، وغير متناس حكاية الشهداء الستة الذين سقطوا قبل أربعين عاماً في يوم الأرض العام 1976، "ليستمر الشعب الفلسطيي بعدهم في كل مناطق وجوده، من الجليل والمثلث والنقب وعكا ويافا، إلى نابلس والقدس والخليل وجنين وغزة، في التوحد حول الأرض".
وقال عساف: الثقافة هي ما يربط الإنسان بالأرض .. حتى لا يحيد الإنسان عن بوصلته، وحتى نبقى مجمعين موحدين، لابد من ثقافة توحدنا، ففي اختتام فعاليات يوم الثقافة الوطنية، اختارت وزارة الثقافة أن تكون هيئة مقاومة الاستيطان والجدار شريكاً لها، لتعزيز مفهوم الثقافة الوطنية التي نريدها أن تترسخ في عقول وقلوب أجيالنا القادمة.
وكرم كل من وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، ومحافظ محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، عدداً من الأطفال، والنساء، والمسنين، والأسر، وذوي الشهداء، والإعلاميين، الذي جسدوا بصمودهم على أرضهم حكاية النضال الفلسطينية اليومية.
كما اشتمل حفل الختام، علاوة على إطلاق كتابي أعمال الفنان بهاء البخاري، و"يوم الأرض" لجوني منصور، على عرض فيلم "سوسيا"، وفيديو حول عدد من "حماة الأرض"، أو "الباقين في أرضهم"، فيما اختتمت الفعاليات بعرض أولى لعمل موسيقى ملحمي قدمته جوقة جامعة النجاح الوطنية برئاسة الفنان د. غاوي غاوي، والتي امتدت لقرابة الساعة، مستلهمة كلماتها ووسيقاها من روح يوم الأرض، وعبق فلسطين، ومقاومة أبطالها.