|
إطلاق رسالة اليوم العالمي للتوعية بالتوحد في فلسطين
نشر بتاريخ: 02/04/2016 ( آخر تحديث: 02/04/2016 الساعة: 11:16 )
جنين- معا- أطلق الدكتور سامي باشا مساعد الرئيس لشؤون التخطيط والتطوير ومدير برنامج ومركز التربية الخاصة في جامعة فلسطين الأهلية في بيت لحم ومبتكر أداة باشا للتشخيص السلوكي لأطفال التوحد رسالة هذا العام لليوم العالمي للتوعية بالتوحد في فلسطين والذي يصادف السبت 2/04/2016، وتحتفل جميع دول العالم بهذا اليوم لرفع مستوى الوعي في اضطراب التوحد وحشد اكبر عدد من المهتمين لتكاثف الجهود وتحقيق كثير من المطالب التي من شأنها تحسين أوضاعهم وخصوصا في عملية الكشف المبكر والمتابعة.
ودعا د. الباشا في رسالته وبسبب كونه من الداعمين والعالمين في هذا المجال إلى استنفار من قبل الجميع لدعم وتمكين كل إنسان متوحد لكي يكون جزءا من اندفاعنا التاريخي نحو التقدم والازدهار والتحرر مباركا ومشيدا بكل مؤسسة ومبادرة تسعى لإطلاق أي فعالية أو نشاط بهذه المناسبة لصالح التوعية في اضطراب التوحد. وفيما يلي النص الكامل لهذه الرسالة: اليوم العالمي للتوعية بالتوحد.... وعي/استنفار/عمل/مساندة من المشرف لي أن أشارك وأقدم مجموعة من الأفكار أحملها معي منذ سنوات طويلة من خلال عملي في مجال التوحد وخصوصا في بلدنا الحبيب فلسطين. فقد بدأت المسيرة منذ بدأ تواصلي مع الأخت الزميلة بوران السيد، أم طفل توحدي وضعت في نفسي تحدي كبير، نقلني مع الوقت الى مرحلة الإنجاز والعمل وتقديم كل ما يمكن تقديمه لرفع مستوى الخدمات التي تقدم في مجال أطفال التوحد وخصوصا إنجار أداة باشا للتشخيص السلوكي لأطفال التوحد (BAT) في اللغة العربية والتي يمكننا من خلال نتائجها بناء الخطة العلاجية الفردية لكل فرد. كان لي الفخر والعمل مع الكثير من الزملاء والمؤسسات الفلسطينية وأهمها مؤسسة أصدقاء أطفال التوحد والتي حاولت بكل ما توفر لديها من امكانيات اطلاق مبادرة نابعة من قبل الأهل نفسهم وإمكانياتهم الشخصية. ومع هذه المشاعر المختلطة لا أستطيع إخفاء حجم المشكلة والتحدي الذي لا نتحمله فقط نحن كأخصائيين في هذا المجال بل ما تتحمله عائلات أطفال التوحد/ وذلك يكمنفي غياب الخدمات الرسمية وعدم توفر قوانين ولا سياسات تختص في هذا الفئة المميزة والتي اعتبرها بركة لشعبنا الفلسطيني وبدونه لا يمكن أن نتحدث عن مجتمع متكامل يعطي لكل فرد حقه ومساحته واحترامه وكرامته. اليوم في فلسطين نحتاج الى حركة دفاعية اكثر من أي وقت مضى، بل بالأحرى الى ربيع لا ينتفض بل يفتح العيون لكل مسؤول وأخصائي حول حجم المشكلة والدعوة الى قيادة مسيرة جديدة لصالح مجتمع يمنح الامتياز والشرف فقط للطبقات الريادية والمتفوقة متناسيا أن هدف التربية والتعليم هو فتح مساحات تعلمية للجميع دون تمييز، وبأن مؤسساتنا التعليمية هي ليست فقط للشطار بل لكل انسان مستعد أن يخوض تجربة التفاعل مع المعارف ويكتسب المهارات ليكون مواطنا صالحا وأمينا لشعبه ولقضيته ولمستقبله، وهذه دعوة لكل فلسطيني دون تمييز. لست بصدد تقديم شرح علمي عن التوحد أكثر من أن أدعو الجميع بالدخول بعلاقة وتواصل مع عالم الإعاقة وخصوصا التوحد، حيث يمثل قرارانا هذا مرحلة جديدة وإعلان لمضاعفة القوى الاجتماعية من خلال الدمج ومن خلال القنوات الصحيحة، بحيث يتحمل الجميع مسؤولية التقبل و تقديم الخدمات والمساندة ووضع ستر حماية لكل فرد ينتمي لهذه الفئة وتقبل التنوع البشري الفلسطيني. تتسابق الشعوب في العالم أجمع على رفع مستوى تصنيف بلدانهم ليصلوا الى مستويات متقدمة، وخصوصا في مدى توفير الرفاه الاجتماعي والخدمات لجميع فئات المجتمع بغض النظر عن طبيعة التحدي الذي تعيشه، بينما نتميز في مجتمعاتنا العربية بالانشغال في تحديات بعيدة كل البعد عن الإنسان وننشغل بالمصالح الكبيرة والتي تكاد ان تكون أكبر بكثير من الحاجات الماسة لشعوبها. فنرى الجميع منشغل في السعي لمواجهة التحديات وحل المشاكل الاقتصادية الكبيرة، بحيث يكون هناك تفضيل الأمور الكبيرة على الأمور الأخرى التي تبدوا بسيطة وصغيرة وبالتالي يتم عزل هذه الفئة من سلم الأولويات... ومن هنا فإن رسالتي في هذا اليوم تكمن في دعوتنا جميعا في البدء والتقرب والتواصل مع من هم أقل منا حظا وخصوصا أطفال التوحد وذويهم... فبدخول هذه المغامرة نستغني من اكتسابنا للمعارف والحقاق الحياتية المرتبطة بالإعاقة والألم والخوف والعزلة والرفض التي يمكن لكل منا أن يعيشه... تعودنا سماع كملة مؤلمة من ذوي أطفال التوحد وهي: كيف سيكون مصير أطفالنا بعد رحيلنا عن هذا العالم، لكني أود أن أقول لهم بأننا كشعب فلسطيني يتحلى بالأخلاق والكرم سنواصل معكم ومن أجلكم العمل في عيشنا الآني ونرفع من شأن كل طفل توحد ونقدم كل اعتناء واهتمام آملين من صانعي القرار فتح أعينهم وتصويب ممارساتهم وقراراتهم لصالح كل من هو ضعيف ومحتاج وذو اعاقة... وكوني من الداعمين والعالمين في هذا المجال أدعوا الى استنفار من قبل الجميع لدعم وتمكين كل اسنان متوحد لكي يكون جزءا من اندفاعنا التاريخي نحو التقدم والازدهار والتحرر.وإنني بهذه المناسبة أبارك وأشد على أيدي كل مؤسسة ومبادرة تسعى لإطلاق أي فعالية أو نشاط بهذه المناسبة لصالح التوعية في اضطراب التوحد. |