|
د. النسور والترانسفير وألف درهم لليمني
نشر بتاريخ: 02/04/2016 ( آخر تحديث: 02/04/2016 الساعة: 20:34 )
الكاتب: محمد اللحام
قبل ايام وعلى هامش الندوة الاعلامية "الاعلام والإرهاب" التي اقيمت بجامعة الزرقاء الاهلية تم اللقاء بيننا ممثلي نقابات الصحفيين العرب ودولة رئيس الوزراء الاردني د. عبد الله النسور في مكتبه بمجلس الوزراء الاردني بالعاصمة عمان وبحضور وزير الاعلام الشاب المهذب محمد المومني.
اعترف أنني كنت اجهل الرجل الذي يقبع في مخيلتي بإطار مختلف عما تفاعلت معه حين شدني منذ بداية حديثه التشخيصي لحالة الوطن العربي، وبكل صراحة وشفافية من الملف السوري مرورا بالعراق والجزائر والمغرب وصولا لليمن، لأجد خبيرا في شؤون اللغة العربية وعلوم الدين والسياسة والجغرافية والاقتصاد والعلوم. الثراء اللغوي والمعرفي والتحليلي جذبني لكل كلمة وحركة تصدر عن الرجل وكأني في غرفة صفية على السمع بشغف دون ملل أو ضجر. ابحر الرجل بذكريات شخصية حول دراسته بالجامعة الامريكية ببيروت ومعايشته للمد القومي الذي كان ينثره الزعيم الراحل عبد الناصر الذي ترك اثر طيب عليه وفق اقواله. كما تطرق لدراسته العليا في الولايات المتحدة وكيف كانت مبادراته بصدر مفتوح مع زملائه الامريكان والأجانب للحديث عن الاسلام وتعاليمه السمحة بكل فخر وبهاء بينما اليوم تنقلب الامور بفعل ما يحدث من تشويه للإسلام. في الشأن الفلسطيني وردا على سؤال وجهته له "ما هي امكانية أن تستغل إسرائيل أي محاولة للفوضى بالأردن وخاصة من قبل الجماعات المتطرفة لتنفيذ برنامج الليكود التاريخي بأن الاردن الوطن البديل للفلسطينيين وتقوم بعملية "ترانسفير/ ترحيل" وسط أي حالة من المعمعان الفوضوي". فضحك الرجل وقال "من خلال تتبع السلوك التاريخي لإسرائيل فإنها لا تنتظر رد فعل بل تبادر لأفعال وافتعالات تحت مبررات واهية والأردن ليست بسوريا التي يقتصر الوجود الفلسطيني فيها على 250 الف لأجيء بينما لدينا حوالي 2 ونصف مليون لاجئ فلسطيني مسجل عدى عن الاخرين وجميعهم يحلمون بالعودة ونحن معهم وسند لهم في تحقيق هذا الحلم وأن الاردن ليس ببعيد عن الاستهداف والاستنزاف من اكثر من طرف بالمنطقة لتحقيق احلام واوهام ". وفي الشؤون الاردنية الداخلية تحدث د .النسور عن الازمات المتتالية التي تعصف بالأردن وخاصة الهجرات نتيجة مشاكل المنطقة وحالة الاستهداف ممن وصفه بالضمير الغائب الذي يحاول التلاعب بالمنطقة، ومشيرا إلى أن الاسلام هو المتضرر الأكبر مما يحدث. وفي ملف العمل الصحفي والمجتمعي، أكد على تمسك جلالة الملك عبد الله الثاني بتوسيع مساحة الحريات في وسائل الاعلام ونشر ثقافة العمل الاهلي والمجتمعي، مشيراً لحوالي 4 ألاف جمعية اهلية مسجلة في الاردن. ولم يخلو اللقاء من المداعبة والابتسامة حين قدم زميلنا اليمني مداخلة اشاد بها بالأردن قال د . نسور " اعطوه الف درهم" كنوع من المداعبة لحجم الكلام الجميل الذي قدمه الزميل حيث ذهب الحضور في وصلة ضاحكة. ومع نهاية الحديث قال "هذه الجلسة كانت ترحاب ودردشة وإذا تم النشر سوف انفي وأنا لم اقل شيء مما ذكر". وأنا هنا لا اعطي رأي في سياسات الرجل كرئيس وزراء له انصار وله معارضين في الشؤون الخدماتية والداخلية التي تخص المملكة إلا أنني حاولت في هذا المقال سرد جزء مما قاله الرجل انصافا لقامة عربية ترشح قومية وعروبة تفرض احتراما ومحبة لكل متفاعل عنها عن قرب. |