وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سياحة مثيرة في فلسطين

نشر بتاريخ: 02/04/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2016 الساعة: 16:34 )
سياحة مثيرة في فلسطين
بيت لحم- تقرير معا- مع انقضاء فصل الشتاء وحلول الربيع يزداد إقبال المواطنين على الرحلات الداخلية لزيارة الأماكن السياحية والأثرية والطبيعية بهدف الترفيه عن النفس والتسلية والمعرفة.

لكن مؤخراً انتشر نوعٌ جديدٌ من السياحة، والمعروف باسم "سياحة المسارات البيئية" مثل: مسار إبراهيم الخليل الذي يبدأ من بلدة رمانة شمال غرب جنين وحتى بيت مرسم جنوب مدينة الخليل.

ارتفاع كبير بالمشاركة

ويقول د. أحمد الرجوب مدير عام جنوب المحافظات الشمالية في وزارة السياحة لوكالة معا، إن المسارات السياحية تعد نوعاً من السياحة المجتمعية التي أخذت تتنامى بشكل كبير في الضفة الغربية، وزاد عدد المواطنين والأجانب المقبلين عليها خلال العام الجاري بنسبة عالية.

والسياحة المجتمعية، هي السياحة التي تأخذ المجتمعات المحلية كركيزة أساسية للسياحة، وتشمل المجتمع المحلي بجميع مكوناته، وتضم السياحة البيئية والتراثية والثقافية.

ويقول الرجوب: ان هذا النوع من السياحة ليس له موسم معين، ولكن الفلسطينيين يفضلونه مع بداية فصل الربيع حيثُ الطقس المعتدل والطبيعة الخلابة، عندما تنمو الزهور والاعشاب.

وتمنح سياحة المسارات الزائر المزيد من المعرفة الثقافية الفلسطينية كالعادات والتقاليد والتراث والمطبخ الفلسطيني، حيث تنتشر على طول مسار إبراهيم خيام للسكن تُقدَّم فيها مأكولات شعبية كالمنسف والمقلوبة وغيرها.

ويؤكد، أن وزارة السياحة هي الجهة الراعية لمسار إبراهيم الذي انطلق قبل ثلاث سنوات، وعملت على توفير الدعم له من خلال المانحين الاجانب.

فرصة للتعرف على المجتمعات المحلية

بدوره، أوضح جورج رشماوي المدير التنفيذي لمؤسسة مسار إبراهيم الخليل لوكالة معا، أن المسار يستقبل المئات من طلبات المشاركة يومياً من قبل مواطنين وسياحٍ من الخارج.

وأوضح ان نسبة المشاركة تضاعفت عشرات المرات مقارنة بالعام الماضي، لافتا إلى ان المؤسسة نظمت رحلات لنحو 6 آلاف شخص العام الفائت، لكن يتوقع أن يرتفع العدد بشكل كبير خلال 2016.

وارجع رشماوي السبب في زيادة الاقبال الى حب الفلسطينيين للحياة والتنزه والتعرف على بلادهم والطبيعة، بعيدا عن ضوضاء المدن التي يعيشون فيها،
ويوفر المسار فرصة للتعرف على 53 مجتمعاً محلياً بين قرية ومدينة ومخيم من جنين وحتى الخليل، بطول يبلغ 321 كم.

ويوجد على طول المسار 73 بيت استضافة، يُقدّم فيها الطعام والشراب الفلسطيني، ويعمل على طول المسار نحو 35 دليلا محليا، في حين تنظم المؤسسة نحو اربع رحلات اسبوعيا، عدا عن الرحلات التي تنظم مع المكاتب السياحية.

لكن رشماوي أكد ان المؤسسة بالتعاون مع الجهات الحكومية تعمل على تطوير المسار وتوفير المزيد من الإمكانيات لتحسينه، ليكون مكملا للسياحة الدينية في فلسطين.

وقال: ان المؤسسة تنظم رحلات في مسار ابراهيم على مدار العام ببرامج مختلفة، لكن الموسم المفضل لدى الفلسطينيين هو الربيع.

واكد رشماوي ان زيادة اقبال الفلسطينيين على هذه الرحلات، يساعد في استدامة المسار، ويرفع نسبة مشاركة الاجانب فيه.

يجب تعزيزها بالقراءة والاطلاع على التقاليد والأساطير

من جانبه، رفض الصحفي المهتم بشؤون الآثار أسامة العيسة، وصف مسارات المشي في الطبيعة بأنها سياحة، قائلا لوكالة معا "بالنسبة لي هي فعل ثقافي ومغامرة واكتشاف للطبيعة والهوية، وهي فعل فردي وجماعي مطلوب للناس والسياسيين والمثقفين والأكاديميين، ومطلوبة على مدار العام ويجب تعزيزها بالقراءة والاطلاع على التقاليد والأساطير والثقافات المحلية ان جاز التعبير".

وتابع" قبل تأسيس دولة الاحتلال، كان لكل قائد في العصابات الصهيونية رحلته الخاصة في ارض فلسطين، لدينا أرشيف مهم لتلك الرحلات السياسية، وأتساءل دائما اين هي رحلات القادة والأكاديميين والكتاب في بلادهم؟ كيف يمكن للمرء ان يكون صحفيا او قائدا او سياسيا او معلما في وطن لا يعرف تضاريسه وناسه؟".

وبشأن زيادة الإقبال على هذه المسارات قال العيسة: ما يجري الان من فورة في المشي والمسارات، هو تعبير عن حاجتنا للفهم والمعرفة في ظل الإخفاقات المتتالية.

"هذه الفورة مهمة والاهم ان لا تكون موسمية وإنما أسلوب حياة، وان يواكبها جهد معرفي وامل من المؤسسات التي تعمل في هذا المجال ان تعمل على تأهيل أدلاء محليين مؤهلين، مع علمي مدى صعوبة المهمة" تابع العيسة.

وتمنى ان تضع هذه المؤسسات الهدف الثقافي- المعرفي على رأس أجندته، وليس فقط طرق الحصول على أموال المانحين، مطالبا بوضع رواية فلسطينية لمساراتنا وليس النقل عن المستشرقين او الإسرائيليين.

تشجيع المؤسسات على المشاركة بالمسار

من جانبه، قال محمد الهيموني، مدير دائرة الشباب في المجلس الاعلى للشباب لوكالة معا، إن المجلس بالتعاون مع مؤسسة مسار ابراهيم عمل على اقامة دورة لمجموعة من الشباب من مؤسسات وجمعيات شبابية مختلفة، ليعملوا كمرشدين سياحيين في المسار.

وأوضح ان هؤلاء الشبان سينقلون ما تعلموه خلال جولتهم بالمسار الى المؤسسات التي يتطوعوا بها، من اجل تعريف المواطنين على التراث الثقافي والمناطق الطبيعية لبلادهم.

وأكد الهيموني ان المجلس سيعمل خلال الفترة المقبلة على زيادة الاهتمام بهذا النوع من السياحة، بهدف زيادة اطلاع الشباب بالمجتمعات الفلسطينية.

تقرير: وجدي الجعفري