وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون *** التغيير المطلوب بقلم --- فايز نصار

نشر بتاريخ: 06/11/2007 ( آخر تحديث: 06/11/2007 الساعة: 17:03 )
بيت لحم - معا - بعد سلسلة الكوارث ، التي جلبتها مشاركاتنا الدولية غير المحسوبة ، في مختلف الاستحقاقات ، العربية والقارية والدولية ، وبعد جملة الإخفاقات ، التي خرجت بها الرياضة الفلسطينية من مختلف الميادين ، وفي مختلف الرياضات ، أصبح الشارع الرياضي الفلسطيني في حيص بيص ، متوجسا من مستقبل رياضتنا ، التي بنينا لبناتها بحبات العيون !
وفي أجواء الحراك الرياضي ، الذي كان نتيجة طبيعية لتراكم الإخفاقات ، تصاعد الجدل في المنتديات الرياضية الفلسطينية ، حول جدوى هذه المشاركات الخارجية ، التي كانت منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ، على أرض الوطن ، ضرورة وطنية لتأكيد الحضور الشبابي الفلسطيني ، بين الشباب العربي الآسيوي والدولي ، ولمقاومة آثار الحرب الإعلامية الصهيونية ، التي تهدف إلى النيل من سمعة وتراث شعبنا !!
وقد انقسم الرياضيون الفلسطينيون ، بين قلة تؤيد مواصلة المشاركات الخارجية ، مهما كان الثمن ، وأياً كانت النتائج ، بالنظر لما لتلك المشاركات من فوائد ، ستظهر آثارها على وسطنا الرياضي في المدى البعيد ... وبين أغلبية تفضل وقفا شاملا لجل المشاركات ، في كل الرياضات ، والتريث في أمر تلبية الدعوات ، حتى يأذن الله بأمره ، بعد النجاح في ترتيب بيتنا الرياضي ، وإعادة تشكيل الاتحادات الرياضية ، على أسس عصرية واقعية ، وصولا إلى فرز مجلس اولمبي جديد ، يبعث الدماء في شرايين الرياضة الفلسطينية ، وينفض الغبار عن تركة السنوات العجاف !!
واعتمادا على مباديء الرياضوقراطية ، التي تضع كل المؤسسات الرياضية أمام محك المفاهيم الديمقراطية ، لا بد من تحرك عاجل لإنقاذ سفينة الرياضة الفلسطينية من الغرق ، والكرة في ملعب معالي وزيرة الشباب والرياضة ، السيدة تهاني أبو دقة ، التي نعتقد أنها قرأت دعوتنا لفتح قنوات الحوار الشورية في جميع الاتجاهات ، بما يجعلها تخرج بأفكار تتناغم مع دعوات التغيير ، وتحسين الأداء في الأوساط الرياضية ، الأهلية والرسمية !
ولمعالي الوزيرة تنفيذ ما ترى من إصلاح تحتاجه الوزارة ذات الصلة ، وما تحتاج هذه الوزارة من علاقات فاعلة مع الوزارات ، التي يتناغم أداؤها مع أداء وزارة الشباب ، وخاصة وزارتي التربية والتعليم والصحة .
وبصراحة فلسطينية ، لا تشوبها المداهنة ، يجب على جميع الخيرين المشاركة في جهود التغيير الرياضي ، بدءا من وزارة التربية والتعليم ، لأنك إذا أردت تحسين النتائج في الثانوية العامة ، فعليك تحسين الأداء ، بدءا من الصف الأول الابتدائي ، كما حصل مع المنهاج التربوي الفلسطيني ، الذي بدا يؤتي أكله !
ومعنى ذلك أن وزارة الشباب والرياضة مدعوة لصب جهود الإصلاح على القواعد الأساسية ، للحركة الشبابية والرياضية ، بتفعيل الخلايا النائمة ، من خلال لجان رياضية اهلية ، يجب أن تنتشر في كل مكان ، وبمعنى أن على الوزارة أن تدعم كل الجهود التي تهدف إلى إنعاش الحركة الرياضية ، لدى الفئات الأقرب للطفولة ، لأن أطفالنا يدفعون من سعادتهم ثمن أخطاء المتنفذين في المقاليد الرياضية ، ولأن أطفالنا قادرون على إحداث التغيير ، في المستقبل القريب ، إذا أحسنا رسكلتهم ، واستغلال قدراتهم !
ويجب ان تشمل جهود التغيير الاتحادات الرياضية ، والبداية يجب أن تكون بتغيير مفاهيمنا عن الرياضة ، التي لا تقتصر على كرة القدم ، وبالتالي يجب أن يتوزع اهتمام التغيير على كل الاتحادات ، وليس على اتحاد الكرة فقط ... والأمر هنا لا يعالج بالمهدئات والمسكنات ، بل بالتغيير الجذري ، الذي يقتضي قرارا عاجلا من معالي الوزيرة ، بحلِّ كلِّ الاتحادات ، التي لم تستطع حتى الآن إنجاز وحدتها العضوية ، وما زالت تعاني من قطيعة ، أساءت للوطن والقضية بين الأشقاء والأصدقاء !
وقبل ذلك ، وبصراحة أيضا ، فإن معالي الوزيرة مدعوة لاتخاذ قرار تاريخي ، بحل اللجنة الأولمبية الفلسطينية ، التي تتحكم في مقاليدنا الرياضية ، منذ عقدين من الزمن ، ولن يقبل الشارع الرياضي بقرارات وسطية ، تؤجل المشكلة ولا تحلها ، ولا يجب أن يستثني القرار أحدا ، فليس هناك معصوم في حضرة المفاهيم الاولمبية !
وقبل ذلك نلتمس من معالي الوزيرة منع كل أشكال المشاركات الخارجية ، بما في ذلك المشاركة في الدورة الرياضية العربية ، التي لن يستطيع الفلسطينيون حضورها بوفد رياضي من كل محافظات الوطن ، بسبب الحصار الإسرائيلي ، وبسبب الأمة المالية ، ولأن تشكيل الوفد الرياضي الفلسطيني لم يكن فنيا ، وكانت المزاجية والارتجالية مرجعيته !
وأكثر من كل ذلك فإننا نلتمس من معالي الوزيرة ادراج ما يتعلق بواقع وآفاق الرياضة الفلسطينية على طاولة مجلس الوزراء الفلسطيني ، لأن التراجع الرهيب للرياضة الفلسطينية يقتضي وقفة فلسطينية ، يشارك فيها الجميع في القمة والقاعدة !!
والحديث ذو شجون
[email protected]