|
رسائل الماراثون ....كرات متدحرجة ومتجددة ؟!
نشر بتاريخ: 03/04/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2016 الساعة: 14:51 )
بقلم: جواد عوض الله
عاما بعد عام ،ينمو ويتطور هذا النشاط الرياضي ، فالتطور ملحوظ في عدد المشاركين ، وفئاتهم العمرية ، ومناطقهم الجغرافية ،وشرائحهم المجتمعية ....وغيرها من شراكات مؤسساتية وشركات ،وعندما سئلت سابقا :كيف ترى ماراثون فلسطين...؟ قلت : كشهر نيسان (حمال المناسبات والرسائل) الذي يعقد فيه بكافة مناسباته، وأحداثه وأجنداته....الوطنية والصحية والحضارية والتاريخية والدينية والسياسية والرياضية وغيرها،من محطات فلسطينية هامة . ففي (2/4)الثاني من نيسان عام 2002 بدا حصار مدينة السلام بيت لحم ،مهد السيد المسيح ودرتها كنيسة المهد ،حيث امتد حصار الكنيسة اسابيع على ايدي قوات الاحتلال ألإسرائيلية وهذه رسالة من رسائل الماراثون ،والقضايا التي يخدمها،الرسالة الدينية ، فالمحبة والتعايش الحضاري الديني في الأماكن المقدسة في فلسطين ،حيث ينطلق الماراثون من الساحة الواقعة بين مسجد عمر بن الخطاب وكنيسة المهد ،برسالة رياضية وسلام للعالم. وفي (6-4) السادس من نيسان من كل عام نحتفل بيوم الرياضي الفلسطيني ،وهذا الماراثون به رسالة رياضية قانونية حضارية حيث يشارك الشباب والشابات من مختلف المناطق الفلسطينية ومن دول اوربية في حدث رياضي حضاري مهني قانوني وبماراثون كامل تبلغ مسافته 42.195 ،رغم الصعوبات ،ومن هنا انطلق الماراثون من امام كنيسة المهد في خط سير قانوني ومسار ،امتد ليصل الى برك سليمان في الخضر ،ولافتقار البدائل في الطرق ولمحدودية الشوارع ومناطق A ،جمع كافة المشاركين من مختلف السباقات 10كم ،20كم ،والماراثون في خط ومسار واحد ، ووضعت نقاط لتحديد مناطق الدوران وعدد الدورات لتكتمل المسافة القانونية،ولهذا فكان مطلوب من متسابقي الماراثون الكامل الذهاب والإياب مرتين من ساحة المهد الى برك سليمان بالخضر لأكمال مسافة السباق القانونية والبالغة 42.195 كم ، ومع ذلك نظم الماراثون الى حد كبير بالمعطيات والمسارب الرياضية القانونية كما استخدم به نظم حديثة بتكنولوجيا الرياضة العالمية من حيث المتابعة والتحكيم ،وضبط الأزمنة والمسافات ،التي تؤهلنا من ادراج هذا الماراثون على الأجندة الرياضية لماراثون عالمية ..؟!. ومع ذلك فخط السير حمل رسالة ايضا بضرورة المناداة بحقنا في الحركة والتنقل في اي مكان بدولتنا الفلسطينية ولأي مسافة نشاء ،هذا الحق المكفول والمنصوص عليه ضمن حقوق الإنسان في مواثيق الامم المتحدة كالحق في التعليم والصحة وغيرها، نعم الحق في التنقل من الحقوق الأساسية للبشرية ،والمتتبع لخط سير الماراثون يجد به من الرسائل الكثير ،فكل محطة مررنا بها من هذه المحطات تحكي قصة وتحمل رسالة بقضايا وهموم الوطن ، نعم رسائلها كانت حاضرة ،منها رسالة رفض لجدار الفصل العنصري ،الذي يفصل توأم الأماكن المقدسة في فلسطين عن بعضها ويقف حاجزا امام تواصلها،فيقطع اواصر التواصل بين مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح ،وتوامها مدينة القدس الشريف ، وهذة رسالة نراها ونعايشها نحن في فلسطين،ونريها لكافة المشاركين المحليين والدوليين ، كذلك نلتقط رسالة المخيم وقضية اللاجئين ،ومفتاح العودة المشرع في وسط مخيم عايدة ،حيث سار من تحته كافة المشاركين ،كان علامة بارزة في صور الصحفيين والإعلاميين،وصولا الى مثلث الخضر نقطة دوران المشاركين ،التي تقع بالقرب من برك سليمان (هذا المكان التاريخي الأثري الحضاري الذي يعكس عمق التواجد الإنساني الكنعاني الفلسطيني)ونقطة الدوران تلك الواقعة بالقرب من محطة النشاش ،تبعد اقل من 200 متر من حاجز تفتيش ونقطة عسكرية اسرائلية ،مانعة تقدم وحركة الناس وتنقلهم بحرية باتجاه القدس؟!! ولهذا كان شعار الماراثون تجسيدا لشعار الحرية في التنقل والحركة،والمتابع يعلم ان الأراضي الخاضعة للأشراف المباشر من قبل السلطة الوطنية الفلسطينة والمسماه مناطق A لا يتوفر بها المسافة القانونية لعقد ماراثون كامل ،ان اردنا الانطلاق من نقطة والانتهاء في نقطة (بقطر 15كم )لنكمل 42.195كم،؟ وفي (7-4)السابع من شهر نيسان،من كل عام يحتفل العالم بيوم الصحة العالمي ،ونحن في مشاركة الشباب والشابات في هذا الماراثون وتشجيعهم وحدثهم على المشاركة وممارسة الرياضة والنشاطات البدنية رسالة صحية ورفع لمستوى الثقافة بدنية والرياضية ،التي تعود بالفائدة والتنمية على شعبنا وشبابنا ، وفي (9/4)التاسع من نيسان،يصادف يوم الشباب الفلسطيني،هذا اليوم الذي يذكرنا بأهمية قطاع الشباب ،والعمل على تنميتهم ببرامج ودورات واعطائهم مساحة اكبر في الأجندة الوطنية ،رياضيا وثقافيا وفنيا واجتماعيا ،وسياسيا ،....فشباب وشابات فلسطين مفخرة ،وثروة قومية وهم ثورة في وجه المحتل ،عندما يناديهم الوطن وعندما كان ماراثون فلسطين وانجاحة رسالة وطنية وواجب شبابي رياضي ،كانوا على استعداد لنصرة هذا الماراثون ،حيث لبت الشاباب والشاباب من مختلف مدن وقرى ومخيمات فلسطين ومن كافة المؤسسات والجامعات والمدراس والأندية والأجهزة منذ فجر الجمعة ،نداء الوطن والماراثون ليكونوا جزا من رسالته الوطنية ومن نجاحة ،نعم الشاب هم حاضر ومستقبل فلسطين ،ولهذا شاركوا وانتصروا في رسالتهم بماراثون فلسطين؟؟!! وفي (11/4 (من نيسان ،ايضا كانت ذكرى مجرة دير ياسين ،كشاهد على بشاعة الاحتلال واحدى مجازره المتعددة اتجاه الشعب الفلسطيني ، كمجرة قانا وصبرا وشاتيلا ...وغيرها؟! ،وهذا ما يراه المشارك عندما يدخل الى متحف برك سليمان ،ويشاهد تراث حضاري تاريخي كان ماثلا في مقتنيات اهلنا في اراضي ال48 وغيرها من ادوات ومطرزات معروضة قادمة من عدة مدن وقرى مهجرة ،من الداخل الفلسطيني. وفي (16-4) السادس عشر من نيسان من كل عام يصادف يوم الشهيد الفلسطيني، ففي هذا الشهر سقط الكثير من القادة العظام ،عبر سنوات النضال الطويل ،منهم عبد القادر الحسيني وابو جهاد ،....وغيرهم الكثير الكثير من شهدائنا الأبرار الذي ننحني لهم ،ونحتسبهم ،ونستذكرهم في كافة مناسباتنا الوطنية ،الشبابية والرياضية وغيرها ،فبتضحيات الشهداء عبر سنوات القضية الفلسطينة ،نحن هنا ونمارس انشطتنا الرياضية ،ونؤدي ادوارنا من بعدهم ،فلهم ولذويهم ولتضحياتهم نسجل باسم كافة المشاركيين ،من شباب ورياضيين ،اعتزازنا وافتخارنا بهم . وفي السابع عشر من نيسان (17-4)يوم الأسير الفلسطيني،هذا الأسد القابع خلف قضبان الأحتلال ،منهم من امضى ريعان شبابه كاملة في ظلماته ،ومنهم من دخل عقده السبعين فيه،ومنهم من سجن طفلا،وخرج كهلا وفيهم حارسة نارنا (المراة الفلسطينية) وفيهم الرجال الرجال،منهم من قطاع غزة ومنهم من فلسطين المحتلة عام 48،ومنهم من القدس العاصمة ،ومنهم من الضفة ،ونحن نرى فيهم معتقلوا فلسطين،من شمالها الى جنوبها ،من طفلها لشيخها،ومن هنا نحن ايضا ننتصر لهم في قضاياهم،وننتصر لهم في انشطتنا الشبابية والرياضية ومنها ماراثون فلسطين ،حيث حمل بعض الشباب والشابات في ساحة المهد وغيرها ، صورا لمعتقلين ما زالوا بالأسر،رابضين في سجون الاحتلال ،وما زلنا ننادي بالإفراج عنهم كافة ،وبهذا هم في الذاكرة وفي وجداننا وعلى قمة اولوياتنا ، نعم الماراثون حمل رسائل كثيرة ومتعددة وعنقودية متدحرجة ومتجددة سنويا ؟وغيرها من اهداف نبيلة انسانية ووطنية ودينية وحضارية اضافة الى الرياضية ،والمتابع شهد التطور في هذة النسخة من الماراثون ، حيث زادت اعداد المشاركين عن العام الماضي ،وقد زاد عددهم عن ) 4300)مشارك ،وكذلك زادت اعداد الشركات الراعية ،التي نوجه لها الشكر ،على دعمها ،ولا ننسى المؤسسات الشريكة التي ساهمت في انجاح هذا الماراثون الوطني وتقديم كافة الخدمات لانجاحه ،من محافظة وبلدية واجهزة خدماتية وصحية ،ولوجستية ،وشرطية ،ومتطوعين ،...حتى خرج الماراثون بهذة الصورة ،الرياضية الحضارية. نعم صور كثيرة للماراثون وابرزها الرسالة الرياضية ،وفق القوانين الدولية ،حيث شارك في ماراثون فلسطين ما زاد عن 4300رياضي ورياضية في ثلاث سباقات رياضية 10كم و21كم نصف ماراثون و42.195 كم ،ماراثون كامل،بمشاركة الشابات والشباب ومن مختلف الأعمار ،اضافة لمشاركة عدد من ذوي الأحتياجات الخاصة والكراسي المتحركة ،لهذا العام،وكم كانت بسمتهم مرسومة على وجوههم ،وكذلك كانت فرحة اهاليهم واضحة بهذة المشاركة !؟ رغم تنخيص الأحتلال علينا بمنع 100رياضي من قطاع غزة من الحضور.!؟ ان هذا العمل الرياضي عمل وطني ،جماعي ، بامتياز ، وان اختلفت الجهود ،والمساهمات ، ونجاحه من الفه الى يائه مؤشر حضاري رياضي ،باسم فلسطين ،وقد ساهم في انجاحه الكثيرون ،توجيها وتخطيطا واعلاما ومتابعة ،ومشاركين ومشاركات ،ومنظمين محليين ودوليين ...،لا نقل لهم شكرا فقط ،فهذا واجبهم الوطني قبل كل شي ،بل تحية تقدير واحترام ، وعلينا تطويره من كافة الجوانب ،وتجميع كافة انشطة السباقات المنتشرة في المحافظات ،(تحت مسميات الماراثونات) لاخراج ذلك بهكذا ماراثون مركزي،نعم ففي اسم الماراثون ايضا رسالة ،ويجب ان نضاعف فيه الأعداد سنويا والأرقام والشرائح المجتمعية وغيرها من قضايا نستهدفها في خططنا واجندتنا (اسوة بماراثونات العواصم ، كماراثون بيروت ،وماراثون عمان ،وماراثون باريس ،وغيرها من ماراثونات تعقد باسم العواصم في كثير من الدول العربية والأجنبية) ،ولا يخفى على احد فبلدية اورشليم (تنظم ماراثون اورشليم)سنويا ،حيث تتعامل مع القدس وفي اطار تهويدها للمدينة باستخدام الرياضة ،بانها عاصمة اسرائيل ؟! ،هكذا انظر شخصيا للماراثون وقد قرات في رسائل الماراثون ما ذكرت،وربما هناك رسائل واهداف اخرى اكثر واكبر ،؟! نعم ،ان بوصلة قيادة الحركة الرياضية الفلسطينية ،ممثلة بالأخ اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية ،واضحة وطنية،حيث نستخدم الرياضة بكافة اشكالها وألعابها ونشاطاتها ،كوسيلة نضالية ،وكلغة حضارية عالمية عابرة للمدن والدول وللقارات ،موصلة رسائلنا الوطنية ، دون ان نفرغ الرياضة وأنشطتها من محتواها الفني والمهني والقانوني ،وهكذا كان الماراثون ،ورسائلنا من خلال الرياضة كثيرة وكبيرة وحق لا لبس فيه ،كمناسبات وأحداث شهر نيسان ، فقضيتنا الوطنية عادلة وحكايتنا ومطالبنا حقيقة وصادقة ،لا كذب فيها ،ككذبته( 1/4)الأول من نيسان ،فكيف نكذب في الرواية الفلسطينية، بعد ما شاهد المشاركون ما شاهدوه بمحطات مروا بها عن الجدار والحصار والمخيم ،وصور اللاجيء والمفتاح ،ونقاط التفتيش والتضييق ومنع التواصل والتنقل وغيرها من ممارسات اسرائيلية طالت البشر والشجر والحجر ،وصولا لأنتهاك المقدسات الدينية ،وشخصيا احلم بان ينفذ هذا الماراثون يوما ليقطع جدار الفصل العنصري ،ويحتضن في خط سيره الأراضي المقدسية حيث يربط الأماكن الدينية (كنيسة المهد وقدسنا الأبية ) . [email protected] |