وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد فلسطيني يشارك في دورة تدريبية حول بناء قدرات المؤسسات الحكومية

نشر بتاريخ: 06/11/2007 ( آخر تحديث: 06/11/2007 الساعة: 17:11 )
رام الله-معا- شارك 18 متدرباً ومتدربة من مؤسسات حكومية ومنظمات المجتمع المدني الفلسطينية في ورشة تدريبية نظمتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ( الأسكوا )، بالتعاون والتنسيق مع برنامج الخليج العربي ( الأجفند )، وجامعة الدول العربية ووزارة التخطيط في فلسطين وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، تحت عنوان ( بناء قدرات المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في التنمية بالمشاركة )، عقدت في العاصمة الأردنية عمان مؤخراَ.

وتأتي هذه الورشة ضمن برنامج تأهيل العاملين في تنمية المجتمع المحلي الهادف إلى التأثير الفعلي لمنهج التنمية المحلية على مؤسسات وفئات المجتمع المحلي وقطاعاته المنتجة، وتفعيل دور الجهات المتدخلة في تنمية المجتمع المحلي وتعزيز قدراتها الفنية والتنظيمية.

وبهدف التغلب على المعيقات التي تواجه شركاء التنمية المحلية والعاملين في الميدان الموزعين على المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ومؤسسات الأمم المتحدة وتوابعها، جاءت دراسة واقع التنمية المحلية في فلسطين، وجاء هذا البرنامج التدريبي الهادف إلى توفير كوادر قادرة على سد هذه الفجوة الحاصلة في هذا المجال في فلسطين.

الأستاذ وليد هلال رئيس فريق سياسات التنمية البشرية في الأسكوا، تحدث عن أهداف الأسكوا من هذا البرنامج، مؤكداً على أن دراسة واقع التنمية المحلية في فلسطين أعطى عدة مؤشرات، نعمل على التعاطي معها والتغلب على ما تشكله من معيقات، منها أن عدداً من الجهات المنفذة لبرامج التنمية في المجتمع المحلي الفلسطيني لا تعمل بمفهوم متوافق على الشراكة لا من حيث المفهوم ولا من حيث مرتكزات التنمية الشمولية، علاوة على غياب المرجعيات والأدوات والأدبيات والمراجع المتعلقة بمفهوم التنمية المحلية الشاملة باللغة العربية، بالإضافة إلى النقص الحاصل للقدرات المؤسسية، لدى عدد من الجهات التي تتولى إدارة مشاريع التنمية، وغياب شبكات العمل المشترك وتبادل الخبرات ونقل المعرفة.

وأضاف هلال، وبناء على هذه المعطيات تم تصميم برنامج تدريبي متكامل يعمل على تطوير قدرات فريق مهني فلسطيني ليتغلب بدوره على معوقات التنمية المحلية في فلسطين، بحيث يتناول التدخل في منهجية التنمية المحلية الفلسطينية اعتماداً على المشاركة، والعمل على بناء شبكات عمل تشكل منبر متقدم للحوار لجمع وتوحيد الجهود، خاصة وأن فلسطين تزخر بالخبرات العالية، التي تحتاج إلى توحيد جهودها وتوجيهها نحو العمل التنموي الشامل داخل المجتمع المحلي.
وقد عالجت الورشة التي شارك فيها ممثلون عن: وزارات التخطيط، شؤون المرأة، الشؤون الاجتماعية، الحكم المحلي، العمل، والزراعة، جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية)، جمعية المرأة العاملة، اتحاد لجان الرعاية الصحية، جمعية بني نعيم الخيرية، مؤسسة جهود، مركز الديمقراطية وحقوق العاملين، لجان العمل الصحي، صندوق التشغيل الفلسطيني، اتحاد لجان العمل الزراعي وجامعة القدس، عدة مواضيع منها، مفهوم المجتمع المحلي وتنميته والمشكلات التي تحد من تطوره، أهداف ومبادىء تنمية المجتمع المحلي، مراحل ومجالات تنمية المجتمع المحلي، المشروعات التنموية وآليات رسم سياسات تنمية المجتمع المحلي، أساليب التعرف على المجتمع المحلي، الاتصال واستثارة المجتمع المحلي وقيادة التغيير، تعبئة المجتمع المحلي وتمكينه.

واستأثر الإعلام ودوره وأثره في التنمية المحلية ( الإعلام التنموي )، بنصيب كبير من نشاطات وفعاليات الورشة، والتركيز على الآليات التي من شأنها تقريب المسافة وتقليص المساحة التي تفصل وسائل الإعلام بشكل عام عن القائمين على البرامج التنموية في المجتمعات المحلية، والعمل كذلك على تنفيذ فعاليات ومبادرات من شأنها تعزيز الثقة ما بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات التنموية.

واعتمد القائمون على الورشة أسلوب الحوار البعيد عن أنماط التلقين والمحاضرات التقليدية، حلقات النقاش الهادفة إلى الوصول لاستنتاجات ترسخ معطيات المعرفة، التدريب العملي وتقمص الأدوار، استخدام تقنيات التدريب الحديثة وإشراك المتدربين في مختلف الأنشطة.

واعتبر المدرب اليمني الخبير التنموي محمد الحمادي، أن الورشة التدريبية حققت الأثر المطلوب من عقدها في اتجاهين، الأول داخلي عالج القضايا المتعلقة بتنمية المجتمع المحلي الفلسطيني، والثاني تمثل في تبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الآخرين، وفيما يتعلق بالمواد والدليل التدريبي الذي شكل الإطار العام لمواضيع الورشة، فقد أثنى الحمادي، على القائمين عليه كونهم قدموا من خلاله منهجية متكاملة لآليات النهوض بتنمية المجتمع المحلي وتوجهات للتنمية الشمولية المتكاملة، بعيداً عن الاسقاط على الواقع، بسبب خصوصية كل مجتمع، مشدداً على ضرورة إشراك جميع الأطراف القائمة على تنمية المجتمعات المحلية وتظافر جهودها جميعاً كون الصفة التشاركية هي أهم عوامل نجاح التنمية للمجتمعات المحلية.

من جهتها اعتبرت الباحثة نادين ضو منسقة الورشة ومنظمتها، أن الهدف الأساسي للورشة تمثل في تطوير قدرات وتعزيز مهارات مجموعة من الكوادر العاملة في المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في فلسطين، تعزيزاً لمبدأ المشاركة الفاعلة، وأضافت ضو، أن منظمة الأسكوا نفذت برامج مشابهه في كل من مصر، سوريا، لبنان، الأردن في المرحلة الأولى الواقعة في الفترة من 2003 - 2005، أما المرحلة الثانية فقد استهدفت اليمن، لبنان وفلسطين في الفترة الواقعة ما بين عامي 2005 - 2007، داعية المشاركين إلى ضرورة التواصل الفعال فيما بينهم، وإعادة صياغة وتطبيق الخبرات التي اكتسبوها على أرض الواقع.
من جانبهم أعرب المتدربون عن رضاهم لمستوى الورشة والمواضيع التي ناقشتها، معربين عن تقديرهم للقائمين عليها خاصة بعد إبداء موافقتهم عقد مثل هذه الورش في فلسطين مستقبلاً تعميماً للفائدة، خاصة وأن الإمكانات ستكون متاحة للنزول إلى أرض الواقع والإطلاع عن كثب على واقع التنمية للمجتمع المحلي في فلسطين،