|
الاعلام: الاحتلال يكذب بشأن اعدام احد جنوده الشريف
نشر بتاريخ: 13/04/2016 ( آخر تحديث: 13/04/2016 الساعة: 12:49 )
رام الله- معا- اصدرت وزارة الاعلام تقريرا عن جريمة اعدام جنود الاحتلال للشاب عبد الفتاح الشريف ورمزي القصراوي، وقالت إن جندي (طبيب) احتلالي إسرائيلي، يصوّب سلاحه ويطلق رصاصة الاعدام على رأس المصاب عبد الفتاح الشريف، ما تسبّب باهتزاز جثته بقوة وتدفق الدماء من رأسه.
كان الشريف اصيب بعيار ناري من سلاح جندي احتلالي في حي تل الرميدة الذي يقع في قلب مدينة الخليل، حيث اطلق جندي احتلالي الرصاص على الشهيدين الشريف ورمزي القصراوي الساعة 8:25 دقيقة، بينما اطلق الجندي القاتل الذي وصل الى موقع الإعدام بعد ما يقارب السبع دقائق رصاصة الاعدام على راس الشهيد، الساعة 8:32:45 دقيقة يوم 24/3/2016، وبفارق 7:45 دقيقه من لحظة اطلاق الرصاصة الاولى، كما يظهره تسجيل الفيديو الذي صوره عماد ابو شمسية والذي يتعرض الان لاستدعاءات مستمرة وتحقيقات من قبل جيش الاحتلال، وتهديدات من المستعمرين في الخليل باحراقه كما احرقوا محمد ابو خضير واحمد دوابشه. في الفيديو، يظهر الشريف ممددا على الارض وعاجزا عن الحركة، وحوله يتحرك الجنود باطمئنان تام: احدهم يتفقد هاتفه المحمول باسترخاء، فيما يقوم الاخر بربط حذائه لمدة 27 ثانية. هل يتعامل جنود الاحتلال الاسرائيلي بهذه الاريحية في حالة وجود جندي مصاب بينهم وفي حالة الاشتباه بوجود خطر مثل حزام ناسف او نحوه، من الشابين الفلسطينيين، الذين لم تقم نجمة داوود العنصرية باسعافهما. لماذا قام رئيس الوحدة باختيار طبيب عسكري للقيام بالمهمة، طبيب لم تخف صفحته على الفيسبوك عنصريته البغيضة ضد العرب، كما لم تخف هذه الصفحة تعليقات والده الجندي السابق في الجيش وشقيقه واصدقائه المليئة بالحقد والكره؟ هل كانت التعليمات واضحة بعدم ترك هامش للخطأ في اطلاق النار؟ حيث أن جيش الاحتلال وحده يملك تفاصيل مسرح الجرائم. ما يستدعي تحقيقاً دولياً في كافة عمليات القتل التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين وبعضهم مقيدي الأيدي. هل استدعت مهمة الاعدام الميداني المقررة سلفا والتي لم تنجح في المرة الاولى، طبيبا عسكرياً يعرف تحديدا أين يطلق الرصاصة القاتلة؟ خلال الأشهر الست الماضية قتل الكثير من الفلسطينيين في ظروف مشابهة، يبدو ان التعليمات كانت واضحة، يتقدم الطبيب العسكري القاتل الى الامام، بما يكفي حسب تجربته لانهاء المهمة بنجاح، (هذا الجندي الذي يتعلم منذ الصغر، كغيره من الاسرائيليين، التفريق بين الاسلحة ووظائفها وانواعها)، تحلق 14 شخصا حول جثة الشريف: 2 من مستعمرين،3 من شرطة الاحتلال و9 من جنوده، من نفس كتيبة الاعدام بدلالة وجود الجندي القاتل الذي لم يتم اعتقاله ، والذي يقيم في وحدته الان خلافا لكل المجرمين. رفض جيش الاحتلال اعتقال الجندي القاتل، وابقاءه في قاعدته العسكرية كاي جندي آخر، يشير الى نهج اسرائيلي قديم جديد، التعليمات بعدام الجرحى، هم جميعاً شركاء في الجريمة، المستوى السياسي يحمي ويدافع، والمستوى العسكري يعطي التعليمات ويتشدق بالاخلاقيات ويقدم الحوافز للقتلة، أبطال؟ هي قمة العنصرية وامعان في التحريض على مزيد من القتل. حيثيات الجريمة: عنصرية وكذب وادعاءات ملفقة خلافا لمزاعم نُقلت حول عدم تلقي الجندي القاتل اوامر بالقتل، أظهر مقطع فيديو لمنظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية أن قاتل الشهيد عبدالفتاح الشريف في الخليل يوم الخميس الماضي تلقى أمرا بتنفيذ الإعدام في اللحظة التي كان فيها الشريف ممدا على الأرض ولا يزال على قيد الحياة. الضابط المسؤول يقف في منتصف الصورة التالية، يتحدث في هاتفه النقال، فيما يبدو انه يتلقى الاوامر من رؤسائه، قبل ان يتوجه الى الجندي القاتل ويعطيه الاوامر بالتصفية الميدانية. تظهر الصورة التالية أن مسؤول الوحدة استدعى الجندي القاتل وأخذ منه الخوذة التي كان يحملها في يديه، ثم اعطاه الاوامر بالقتل، وتراجع الى الخلف قليلا، فتقدم الجندي بعد ذلك عدة خطوات تحت أنظار الضابط ويجهّز سلاحه ثم يطلق الرصاصة على رأس الشريف، من مسافة 2.5 م. وحول مزاعم بأن الجندي تعرض للخطر، تظهر الصور ومقاطع الفيديو انه بينما كان الشريف ينزف بعد الاصابة الاولى، كان احد الجنود يتفحص هاتفه المحمول بهدوء واطمئنان، فيما وجد آخر وقتا كافيا لربط حذائه وظهره الى الشريف دون ان يساوره شك باي خطر. فعن أي خطر يتحدثون؟! ننتقل خطوة في عنصرية الاحتلال، وفاشيته، لايجاد مبرر الجريمة! فبعد أن فشل في تبرير جريمته، ذهب لنسج قصة خيالية بإدعاء الاشتباه بأن الشريف كان يحمل حزاماً ناسفاً، مبررا هذا الاشتباه بارتداء الشاب الشريف سترة شتوية (ربيعيا) في يوم حار. كل المعطيات الجوية تشير الى ان الجو كان باردا ليلة 24/3/2016 وصباحها، وكما هي العادة خلال هذا الوقت من السنة وفي هذا الوقت من اليوم، وفقا للارصاد الجوية، سادت التوقعات بأن يطرأ خلال النهار ارتفاع على درجات الحرارة، وان تكون الرياح جنوبية معتدلة إلى نشطة السرعة مع هبات قوية أحيانا. الجندي القاتل حضر الى مسرح الجريمة بعد ما يزيد على ست دقائق من اطلاق الرصاصة الاولى، ورغم ذلك لم يكن "الحزام المزعوم" قد انفجر. جنود الاحتلال الاسرائيلي يكيلون الحجج بمكيالين، فالفلسطيني الذي يرتدي جاكيتا ربيعيا يصبح ارهابيا ويشتبه بحمله حزاما ناسفا، بينما المستعمر، الذي يقف أمام الجندي الذي اطلق النار والذي يرتدي سترة شتوية ثقيلة وحقيبة زرقاء، لا يتم الاشتباه به، فالاول فلسطيني متهم بينما الثاني مستعمر، ليس من الواجب أن تثار حوله الشكوك!. كما أنه لا يتم الاشتباه بالمستوطن الثاني الذي يرتدي سترة شتوية ثقيلة، والذي يظهر في الصورة أدناه والمأخوذة من الفيديو الذي وثق عملية الاعدام والتقطته الكاميرا وقت نقل جثة الشريف، لانه اسرائيلي فقط. عنصرية اسرائيلية في تقديم الاسعاف: يظهر في الفيديو طاقم لنجمة داوود الحمراء يحملون جنديا من خلف سيارة الاسعاف، مبتسما وعاري الصدر وبلا اي اصابات واضحة، ولو افترضنا انه كان على اقصى يمين الفيديو، حيث يظهر مستوطن بسلاح ثقيل ينحني على شيء ما، كما يظهر جندي ينظر باتجاه القاعدة العسكرية على يمين الصورة، يتحرك حولهم ثلاثة مستعمرين مسلحين وجندي احتلالي بلا توتر ولا تصرفات تدل على وجود حالة طارئة، واذا افترضنا ايضا ان الجندي (المعتدى عليه) صغير الى حد انه لن يبدو من الفراغات بين ارجل الجندي والمستوطن، فلنا ان نتساءل اين كان موجودا طوال الفترة حتى حضور الاسعاف؟ نقلت نجمة داوود الجندي الذي اظهروه على نقالة، سيارة الاسعاف الاخرى المتوقفة لم تقم بانقاذ اي من المصابيْن الفلسطينيين، ولم يهرع اي مسعف لانقاذ الشريف والقصراوي بعد الاصابة، كما حدث مع فلسطينيين تركوا خلال الستة اشهر الماضية ينزفون حتى الموت، لماذا لم يتدخل المسعفون لانقاذ القصرواي أو الشريف، حتى بعد اخلاء الجندي، حيث تُركت سيارة الاسعاف الثانية مغلقة ثم فتحت ابوابها ولم يتم نقل اي مصاب اليها. تظهر الصور مرور اكثر من سيارة اسعاف في المكان، كما يبدو من ارقام لوحات سيارات الاسعاف التي مرت بالمكان، وبالاتجاهين، وقبل الاصابة الثانية وبعدها. فيما يظهر الفيديو جنود الفرقة وهم ينقلون الشريف كأنهم في استعراض، الى الشارع الواقع خلف منزل عماد ابو شمسية، وينقطع التسجيل، بينما كانت جثة القصراوي ما تزال ممدة على الارض. هذه الجريمة تضيف الى الادلة التي تؤكد سياسة الاعدامات الميدانية للاشتباه والموثقة لاكثر من 130 فلسطينيا منذ أكتوبر الماضي. القتل ليس حالة فردية وانما سياسة، وان كان للتعبئة العقائدية والتصريحات المتطرفة التي يطلقها الحاخامات والمستوى السياسي بشكل يومي دورا في تعزيز هذه المنهجية، التي ابتدأتها عصابات الهاجاناه التي قامت بعمليات تطهير عرقي في فلسطين، اعترف بها بن غوريون قائلا " يجب ان لا نخجل من ذلك". هل ستقوم سلطات الاحتلال بما لم لم تقم به سابقا ازاء قضايا مماثلة؟ تتساءل مديرة مكتب منظمة حقوق الانسان في الشرق الاوسط ليئة ويتسون، فهذه القضية تمثل مناخا خطيرا للافلات من العقاب كما تشكل ارضية قانونية جيدة ضد قاتل يقوم بالقتل بدم بارد وبحضور العديد من الشهود. هناك الكثير من الاسئلة، وهناك قاتلان أو ثلاثة لضحيتين فلسطينيتين جديدتين، نجحت الكاميرا في التقاط مشاهد اعدامها بدم بارد، كما نجحت في التقاط عنصرية اسرائيلية في التعامل مع المصابين الفلسطينيين. يبدو ان ادعاء نتنياهو بان كتبية الاعدام في جيش الاحتلال تقوم بمهمة حراسة أمنهم المثير للسخرية، لم يجد نفعا، فكيف تحمي وحدة من الجيش تعمل في مدينة الخليل ، جنوب الضفة الغربية، امن الذين يقطنون في تل ابيب، ويبدو ان اصطفاف 57% من المجتمع الاسرائيلي ممثلا برجال الدين والسياسيين والمستوطنين المعبئين بالكره خلف القاتل لم يجد نفعا، ويبدو ان استرحام ام القاتل المبني على ان القتل هو ممارسة شائعة لقادة الجيش الاسرائيلي، اذ عمدت الى تذكير يعلون بمشاركته باعدام خليل الوزير ابو جهاد بنفس الطريقة أوقع قادة الاحتلال الذين يدعون ان جيشهم هو الاكثر اخلاقية، في ورطة مصداقية، ويبدو ان اعلان محامي القاتل بان موكله سيطلق سراحه سواءا ثبتت التهمة عليه ام لم تثبت اوقع القضاء الاسرائيلي بورطة نزاهة، كل هذا الفشل دعا دولة الاحتلال الى اللجوء الى ذات الكليشهات الجاهزة في تبرير كل جريمة ترتكبها بحق الفلسطينيين. |