|
كان وكان وكان
نشر بتاريخ: 17/04/2016 ( آخر تحديث: 17/04/2016 الساعة: 17:33 )
كتب: محمد اللحام
ذهبت عصر السبت لمتابعة لقاء كان في ثمانينيات القرن الماضي، حدث يشد له الرحال من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب، وذلك بحثا عن المتعة والإثارة وذروة المنافسة. شباب الخليل وسلوان المقدسي ثنائي تاريخي في كرة القدم الفلسطينية ،حتى كان اللقاء بينهما كما "لكلاسيكو" في فلسطين لما يكتنزه الفريقان من نجوم في حينه ،مع سيطرة على مقدمة الكرة لمختلف المستويات والبطولات. اليوم يعود الشباب بعد حوالي 30 عاما ليتسيد المشهد ويظفر بلقب دوري بحث عنه طويلا الى ان كللت مساعيه بالنجاح ،الذي اسعد جماهيره العريضة التي تستحق ذلك للوفاء والإخلاص والانتماء المميز والمعهودة به هذه الجماهير التي وقفت واصطفت وشجعت ودعمت واستحقت هذه الفرحة بكل جدارة وجسارة. لا اخفي اثناء متابعتي للمباراة رغبتي بفوز سلوان وتعزيز حظوظه للهروب من شبح الهبوط الذي يهدده ،وغضبت عندما الغى الحكم هدفا لهم بداعي التسلل. ورغم شعوري ان الشباب لم يلعب بحماس كبير وهذا امر طبيعي لحسمه المبكر للدوري، الا انه لعب بشرف وسجل التقدم مرتين ،وبذل سلوان طاقة مضاعفة لتحقيق التعادل وخطف نقطة من فم الاسد قد تسعفه دون ان تنقذه. الامعري الرشيق الانيق المنافس الشرس يتقهقر او يُقهر على حافة هبوط يلوح في الافق ،نتيجة عوامل عديدة مع جمهور ابتعد ايضا عنه ،وهو الذي يشكل حالة من الهوية الوطنية ورمزا للتحدى والمعاناة التي انتجت هؤلاء الفرسان متمنين ان تكون هذه المحطة مجرد كبوة وليست مقبرة لا سمح الله. ادرك انه لا يكفي التغني بالماضي حين لا يشفع الحاضر والاكتفاء بالتحسر على ما كان وكان وكان لان المكانة تحتاج لجهد وعطاء للحفاظ عليها، والطبيعة لا تقبل الفراغ وحين تغادر يأتي غيرك ويملأ المكانة. لقد تغيرت الخريطة الكروية وهذا امر طبيعي يحدث في كل دول العالم ،ففريق بحجم "هامبرغ " الالماني كان على شفى حفرة من السقوط في العام الماضي وتوديع دوري الاضواء لأول مرة في تاريخه وفرق كبيرة بالدوري الاسباني والانجليزي والايطالي والفرنسي ذهبت ولم تعد. اسلامي بيت لحم وعد الرياضي وصورباهر وعيبال وحطين وجمعية الشبان المسيحية القدس وبيت ساحور وبيت جالا اصبحت اثرا بعد عين. لا اتمنى ان يحدث ذلك لسلوان وللامعري. |