وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المطران عطا الله حنا في مؤتمر تضامني مع مسيحيي المشرق في لوس انجلوس

نشر بتاريخ: 21/04/2016 ( آخر تحديث: 21/04/2016 الساعة: 11:54 )
المطران عطا الله حنا في مؤتمر تضامني مع مسيحيي المشرق في لوس انجلوس
القدس- معا- اقام اتحاد الكنائس الارثوذكسية المشرقية في ولاية كاليفورنيا الامريكية، مساء أمس، مؤتمرا تضامنيا مع مسيحيي المشرق، في مدينة "لوس انجلوس" الامريكية، بمشاركة وحضور عدد من الاساقفة والاباء الكهنة وابناء الرعايا المسيحية الذين هم من اصول عربية ومشرقية.

وخاطب المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، المشاركين في المؤتمر من القدس عبر وسيلة الفيديو كونفرنس ووجه التحية للاخوة الاساقفة والاباء وكافة المشاركين في هذا اللقاء الذي يأتي تضامنا مع مسيحيي المشرق الذين تعرضوا لحملة هادفة لتصفية وجودهم وطمس معالم تاريخهم في هذه المنطقة العربية من قبل جماعات تخدم اجندات مشبوهة هدفها التخريب والدمار والتشريد وتدمير كل ما هو حضاري وانساني في هذه المنطقة.

وقال المطران "إن اولئك الذين دمروا الكنائس المسيحية الاثرية وطردوا المسيحيين من ديارهم، وقتلوا وذبحوا وشردوا واختطفوا هم ذاتهم الذين يستهدفون كافة شرائح مجتمعاتنا العربية بكافة مكوناتها الدينية والمذهبية والطائفية".

وتابع: "ان اولئك الذين يذبحون باسم الدين ويقتلون ويدمرون ويستهدفون الكرامة الانسانية باسم الدين لا دين لهم، فهم جماعة خارجة عن السياق الانساني والحضاري وهم اناس لا يفهمون الا لغة الذبح والقتل وهم بارعون في ذلك ، لان هذا هو عملهم وهذه هي المهمة التي ارسلوا من اجلها".

ولفت إلى تضامنه مع كافة مسيحيي المشرق الذين تركوا بلدانهم مرغمين بسبب العنف سواء كان هذا في سوريا او في العراق او في غيرها من الاماكن، وتابع: "نتضامن مع كافة المهجرين والنازحين بغض النظر عن انتماءتهم الدينية لأن الالم واحد والنزيف واحد والمعاناة واحدة".

وعبّر عن التضامن مع كافة المشردين والمنكوبين والمهجرين والمخطوفين "لا سيما اخوتنا المطارنة السوريين المخطوفين منذ اكثر من ثلاثة اعوام، ولا نعرف عنهم شيئا على الاطلاق".

وقال المطران "انها وصمة عار في جبين الانسانية ما يحدث في مشرقنا العربي من تدمير ممنهج للحضارة والتاريخ والانسان، وان المسؤولية تقع اولا وقبل كل شيء على بعض الدول الغربية التي سمحت بما حدث ، لا بل غذت العنف والتطرف والتدمير بالمال والسلاح".

وتساءل "من اين اتى هذا السلاح الذي يدمر بلداننا؟! ومن اين اتت هذه القذائف التي تقتل الكبير والصغير وتستهدف البنية التحتية تاركة خلفها دمارا شاملا ومآسي انسانية".

وأضاف المطران "ان السياسة الامريكية في الشرق الاوسط تتحمل مسؤولية كبرى وحدثنا المسؤولون الامريكيون عن الشرق الاوسط الجديد الذي يريدونه، انه شرق اوسط خالي من المسيحيين تسود له لغة العنف والقتل والدمار والخراب".

وأفاد "لقد بشرنا المسؤولون الامريكيون بأنهم يريدون تغيير وجه هذه المنطقة فهم الذين احتلوا العراق ودمروه ويتموا عائلات وطمسوا تاريخا واشاعوا الفوضى في هذا البلد، وهم ذاتهم الذين سهلوا وفتحوا كل الطرق من اجل دمار سوريا وتفكيكها وتخريبها، ولن ننسى ما يحدث في ليبيا وما يحدث حاليا في اليمن وفي غيرها من الاماكن حيث الدمار والخراب والتشريد وثقافة العنف والارهاب والموت هي سيدة الموقف".

وأوضح "ان التضامن مع المسيحيين ومع كافة ابناء مشرقنا العربي يحتاج الى موقف جريء واضح وهو: من يتحمل مسؤولية ما حدث؟ الغرب يخطط والعرب يمولون واصبح النفط العربي وبالا على الامة العربية بدل من ان يكون مصدر بركة وخير ورقي وتقدم".

وقال المطران "اصبحت الاموال العربية تغدق بغزارة من اجل الدمار والخراب وقد ارسلت المليارات من الدولارات من اجل تدمير سوريا والعراق وغيرها من الدول، في حين ان مدينة القدس تقف وحيدة تقارع جلاديها ولايلتفت اليها احد باستثناء بعض الخطابات التي يتغنى بها البعض بعروبة القدس وفلسطينيتها".

وتابع "يتغنون بعروبة القدس ومقدساتها وفي نفس الوقت يغدقون اموالهم واسلحتهم للدمار في سوريا والعراق، فأي مهزلة هذه التي نشهدها اليوم؟
لا ننكر وجود بؤر للتطرف في منطقتنا ولكن من يغذي هذا التطرف ومن الذي يستفيد منه؟"

وأكد "أن فلسطين هي قضيتنا جميعا وستبقى كذلك وما يحدث في منطقتنا من تفكيكك للمفكك وتجزئة للمجزء انما هدفه تصفيه القضية الفلسطينية، يريدوننا ان نتنازل عن كل شيء وان نقبل بالمشاريع الاستعمارية في القدس لكي يتحقق مشروعهم بالشرق الاوسط الجديد، اتمنى من مسيحيي المشرق سواء الذين بقيوا فيه او غادروه مرغمين الا يتقوقعوا وينعزلوا عن قضايا الامة".

وأفاد "ان جراحنا وآلامنا ومعاناتنا لن تجعلنا نتخلى عن انتماءنا للمسيحية المشرقية التي بزغت من فلسطين والقدس ام الكنائس كما تعلمون ، ولن نتخلى عن ثقافتنا العربية وانتماءنا الوجداني والوطني والانساني لهذا المشرق العربي الذي نحن جزء اساسي من مكوناته".

وقال مخاطبا المجتمعين "إنه يجب ان يتم الضغط على الحكومات الغربية لكي توقف مؤامرتها على منطقتنا وعلى شعوبنا".

واستطرد "اما اخوتنا المسلمون فهم اخوتنا بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ولن نتخلى عن سعينا الدائم والمستمر لتكريس لغة الحوار والاخوة والمحبة والوحدة الوطنية والانسانية".

واعتبر "ان داعش ومثيلاتها من المنظمات الارهابية الممولة من جهات معروفة علينا ان نقاومها فكريا وثقافيا وانسانيا من خلال تكريس لحمتنا واخوتنا وتعاضدنا ولقاءنا ا لاسلامي المسيحي، لأن هذه الجماعات لا تستهدف المسيحيين لوحدهم بل تستهدف كافة اولئك الذين لا يتفقون معها ولا يؤيدون ثقافتها الدموية الهمجية اللانسانية واللاخلاقية".

وشدّد المطران "ستبقى قضية فلسطين هي مفتاح السلام في منطقتنا فلا تنسوا ايها الاحباء قضية فلسطين الارض المقدسة وشعبها المظلوم ومقدساتها المستهدفة، لا تنسوا فلسطين ارض القداسة والفداء والنور التي يريدوننا ان نتخلى عنها وان نشطبها من قاموسنا وهذا لن يحدث على الاطلاق مهما كان الثمن".

ووجه الشكر إلى المجتمعين، قائلا" على اتاحتكم الفرصة لي لكي اشارككم هذه المؤتمر من القدس ونحن معكم في آلامكم واحزانكم، وانتم تعيشون في بلاد الاغتراب، ولكن قلوبكم تخفق عشقا وانتماء لفلسطين وسوريا والعراق وكافة ارجاء منطقتنا العربية".

وأضاف "نصلي من اجل السلام في منطقتنا وفي ديارنا ومن اجل كل انسان معذب ومظلوم، آملين ان يكون واقعنا المأساوي سحابة صيف تزول وان تسود اجواء المحبة والمصالحة بين الجميع".

وقال "عشية اسبوع الالام المقدس نؤكد تعلقنا بفادينا ومعلمنا يسوع المسيح الذي بصليبه علمنا كيف يجب ان نضحي وان نتألم في سبيل الاخرين وبقيامته بشرنا ان لكل ظالم نهاية وكما ان القيامة اتت بعد الصليب والموت ، هكذا نحن ايضا نؤمن بأننا سائرون نحو قيامة جديدة لمشرقنا بعد كل ما حل بنا من احزان وآلام وصعاب".