وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قمة الكنائس المحلية والاميركية تنهي اعمالها بتوصيات لصالح فلسطين

نشر بتاريخ: 25/04/2016 ( آخر تحديث: 25/04/2016 الساعة: 23:23 )
قمة الكنائس المحلية والاميركية تنهي اعمالها بتوصيات لصالح فلسطين

بيت لحم -معا - استكمل مؤتمر قمة الكنائس المحلية في الارض المقدسة والكنائس الاميركية الذي عقد في مدينة اطلنطا في الولايات المتحدة مؤخرا اعماله باصدار وثيقة نهائية وتوصيات هامة وموجها رسالة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما دعاه فيها الى عدم استخدام الفيتو في مجلس الامن ضد أي قرار يعرض على المجلس لصالح القضية الفلسطينية.


وشارك في الجلسة الختامية للمؤتمر الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الذي القى كلمة تحدث فيها عن محاولاته للوساطة والتأثير على الموقف الرسمي الاميركي مشيرا الى اتصال دار بينه وبين وزير الخارجية جون كيري حول مؤتمر الكنائس واهميته، وقال ان باستطاعة الرئيس الاميركي باراك اوباما دفع السلام في المنطقة للامام وان الاوان لم يفت بعد للعب دور فاعل على هذا الصعيد، واشار الى ان مساعي الفلسطينيين للتوجه لمجلس الامن لا يجب ان تقابل بالفيتو الامريكي بل بالدعم والتأييد.

وقال بان على اوباما ان يخرج ببيان واضح للمبادئ الاساسية لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة وانقاذ حل الدولتين، وان يتضمن القضايا الرئيسية للصراع، وان يعلن صراحة معارضته للسياسة الاسرائيلية واستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية.


وعاد وفد اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين من مدينة اطلنطا في الولايات المتحدة بعد ان شارك في القمة المذكورة.


وتشكل وفد اللجنة الرئاسية من حنا عميره عضو اللجنة التنفيذية ورئيس اللجنة الرئاسية وكل من اعضاء اللجنة زياد البندك مستشار الرئيس ورولا معايعه وزيرة السياحة، وفيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم والسفير عيسى قسيسيه سفير دولة فلسطين لدى الفاتيكان ود.فارسين اغابيكيان رئيسة الهيئة المستقلة لحقوق الانسان والقسيس د.متري الراهب رئيس مؤسسة ديار، واميره حنانيا مدير عام اللجنة الرئاسية.


وكذلك شارك من رؤساء الكنائس في الاراضي المقدسة الذين وجهوا الدعوة الى هذا المؤتمر الهام باسمهم كل من البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك الروم الارثوذكس والبطريرك فؤاد طوال بطريرك الكنيسة اللاتينية ورئيس اساقفة الكنيسة الانجليكانية المطران سهيل دواني، والمطران د.منيب يونان رئيس الكنيسة الانجيلية اللوثرية ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي والاب ابراهيم فلتس نيابة عن حارس الاراضي المقدسة.


وعن الكنائس في الولايات المتحدة شارك 29 رئيس كنيسة اميركية ورؤساء 18 منظمة تابعة للكنائس اضافة الى مجلس كنائس اميركا ومجلس الكنائس العالمي ومجلس الكنائس اللاتينية الافريقية للسلام في الشرق الاوسط.


كما شاركت ايضا شخصيات ناشطة في الحقلين السياسي والاجتماعي من بينهم د.رياض منصور سفير فلسطين في الامم المتحدة والشخصية المعروفة د.جيمس زغبي ود.بشاره بحبح وكذلك الناشط في الحقل الاجتماعي في فلسطين يوسف ضاهر حيث قدموا جميعا مداخلات هامة حول موضوعي تكريس السلام ودعم الصمود في الوطن، وهو الشعار الاساسي للمؤتمر.


ابتدأ المؤتمر بصلاة قصير ثم كلمة الافتتاح وألقاها حنا عميره رئيس اللجنة الرئاسية والتي اكد فيها على اهمية هذا المؤتمر الذي يعقد لأول مرة بهذا الشكل وبمثل هذا التمثيل الواسع وأكد عميره على اهمية ايجاد آلية واضحة من اجل متابعة نتائج هذا المؤتمر في جانبيها السياسي والاجتماعي واتخاذ خطوات عملية لتعزيز الوجود المسيحي في الاراضي المقدسة.

وفي كلماتهم التالية تحدث البطريرك ثيوفيلوس الثالث عن الكنيسة وجذورها التاريخية في الاراضي المقدسة؛ وأشاد بالعلاقات مع دولة فلسطين ودور الرئيس محمود عباس في تدعيم هذه العلاقات من خلال اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس.

وتحدث البطريرك فؤاد طوال عن دور الكنائس والمؤسسات التابعة لها في الاراضي المقدسة وخاصة في فلسطين في تدعيم الوجود الوطني العام والمسيحي بشكل خاص على ارض الوطن. وتحدث المطران سهيل ديواني عن دور الكنائس في الحوار بين الاديان ودعا الى تعزيز هذا الحوار؛ وتحدث المطران منيب يونان عن دور الكنيسة في البحث عن السلام والعدل في الاراضي المقدسة واكد على اهمية هذا الدور وحيويته، وتحدث الاب ابراهيم فلتس عن دور حراسة الاراضي المقدسة في فلسطين وعدّد المجالات والمؤسسات التي ترعاها الحراسة والتي تقوم بتقديم هذه الخدمات.


وفي الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان التحديات التي تواجه الجهود السياسية والدينية وجهود صنع السلام في الاراضي المقدسة والترتيبات حول المستقبل، تحدث على التوالي كل من د.فارسن اغابيكيان حيث استعرضت الحقائق على الارض بفعل سياسات الاحتلال، وتحدث السفير عيسى قسيسيه عن الاحتمالات لتحقيق مشروع الدولتين مؤكدا ان هذا المشروع لا يزال قائما على الرغم من الاجراءات الاسرائيلية المضادة، ثم تحدث د.رياض منصور سفير فلسطين لدى الامم المتحدة عن حل الصراع في الشرق الاوسط مؤكدا على اهمية هذا الدور وحيويته مستعرضا العقبات التي تحول دون ذلك.


وتحدث القسيس متري الراهب عن وضع المسيحيين في فلسطين مقدما عرضا احصائيا عن هجرة المسيحيين واسبابها، وتحدث السيد يوسف ضاهر عن القدس وعن الاوضاع في المدينة المقدسة وإجراءات التهويد الاسرائيلية التي تسعى لاستثناء الاديان السماوية الاخرى الاسلام والمسيحية وتحدثت السيدة فيرا بابون عن مدينة بيت لحم والحصار الذي تخضع له وأشارت بشكل مفصل بالادلة الواضحة عن مخططات استكمال سور العزل والتوسع في منطقة الكرمزان.ثم تحدثت وزيرة السياحة رولا معايعه عن السياحة في فلسطين وعن العقبات التي تضعها سلطات الاحتلال للحد منها وعرقلتها وأشارت الى ضرورة بلورة استراتيجية لتعزيز السياحة في فلسطين.

وبعد ذلك تحدث رجل الاعمال السيد زاهي خوري عن اهمية الاستثمار لدعم الصمود وصنع السلام في فلسطين. هذا وستقوم اللجنة الرئاسية بنشر جميع الوقائع والمداخلات بشكل مفصل في وسائل الاعلام وكذلك في كتيب خاص سيصدر بهذا الخصوص.


وفي الكلمات والمداخلات اللاحقة التي قدمها رؤساء الكنائس الاميركية اكدوا جميعهم على اهمية التضامن مع شعب فلسطين وعلى ضرورة احقاق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط وفق قرارات الامم المتحدة.


وفي الجلسة الختامية التي ترأستها فيرا بابون اصدر المؤتمر وثيقة اهم ما تضمنته يتلخص في تطوير مواقف التضامن مع الشعب الفلسطيني داخل الولايات المتحدة والتي تقوم على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وضمان حق اللاجئين بالعودة وفق قرارات الامم المتحدة وحق جميع دول المنطقة بالعيش بسلام وامن.


- حث الادارة الاميركية واعضاء مجلس الشيوخ والسياسيين في تبني موقفٍ متوازنا وعادلا يمهد لخطوات عملية لتحقيق السلام الدائم وحل النزاع.
- القيام بتبادل الزيارات لتعزيز الالتزام والعمل من اجل العدالة والسلام في الارض المقدسة.


- تعزيز الحجيج والسياحة الى الارض المقدسة وخاصة الى المدن والبلدات الفلسطينية والمكوث فيها ورفع الحصار عنها.


- تطوير نماذج جديدة من التضامن بحيث يتحول الى خطط وإجراءات عملية ومفيدة في تكريس السلام وتعزيز الصمود؛وذلك على مختلف الصعد الروحية والاجتماعية والاقتصادية.


وهذا وتمحورت التوصيات النهائية على اهمية اتخاذ خطوات عملية للربط ما بين النضال من اجل الحقوق المدنية وبين النضال من اجل التحرر الوطني وبالتحديد في فلسطين وكان من ابرز هذه التوصيات تشكيل لجنة مشتركة للمتابعة وكذلك الاعداد لعقد قمة اخرى ريما تكون في الارض المقدسة.
وفي ختام المؤتمر القى السيد زياد البندك كلمة اشاد فيها بالروح العالية التي شهدها المؤتمر وأكد على اهمية الوثيقة والتوصيات التي صدرت عن المؤتمر وضرورة وضعها موضع التطبيق بأقصى سرعة كما شكر المؤسسات التي قامت برعاية هذا المؤتمر وهي شركة اتحاد المقاولين وبنك فلسطين وشركة الاتصالات الفلسطينية وشركة دار الشفاء وشركة المشروبات الوطنية.