وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

انتخابات بيزيت: "الشبيبة" تجدد خطابها "والاسلامية" ترتكز على نقطة

نشر بتاريخ: 26/04/2016 ( آخر تحديث: 26/04/2016 الساعة: 21:56 )
انتخابات بيزيت: "الشبيبة" تجدد خطابها "والاسلامية" ترتكز على نقطة
رام الله- معا- مرة أخرى، استحوذت القضايا السياسية على حصة الأسد في المناظرة الانتخابية في جامعة بيرزيت والتي عقدت اليوم، لكن قضايا اجتماعية ونقابية عدة طرأت على السطح، لتفرض مناظرة انتخابية ساخنة بين 6 كتل طلابية تتنافس غدا الأربعاء في انتخابات مجلس الطلبة.

ظهرت حركة الشبيبة الطلابية "المحسوبة على حركة فتح" بخطاب وصف بالمتجدد من حيث الشكل والمضمون يوازي بين العاطفة والعقل، بعدم التسويق لمضمون يستند فقط إلى جذور الحركة وتاريخها، ظهر ذلك من خلال طرح قضايا اجتماعية وفكرية عدة من بينها حرية المرأة وحرية الاختيار وتبيان الفرق بين المجتمع المدني وبين مجتمع تحكمه حركات أصولية، وكذلك فيما يتعلق باختيارها لمناظر تمتع بلباقة وهدوء وطرح أفكاره بطريقة سلسلة، بعيدا عن الضجيج .
بينما كان ممثل كتلة الوفاء الاسلامية "المحسوبة على حركة حماس" على موعد بطرح كافة الافكار والمواقف التي يعتقد انها تستقطب اكبر قطاع من الطلبة في تركيز واضح على الشؤون السياسية المرتكزة اكثر على اخطاء السلطة الفلسطينية وعلى الحالة العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة .

ولم ينكفئ مناظر حركة الشبيبة للدفاع عن أخطاء السلطة الوطنية الفلسطينية سواء فيما يتعلق بقضايا فساد أو في تبرير سياسات السلطة الوطنية بخصوص التنسيق الأمني، لكنه اكتفى بالتأكيد على نهج حركة فتح الداعم للمقاومة بكافة أشكالها.
في حين استعرض ممثل الكتلة ما وصفه ببطولات حركة حماس وعملياتها العسكرية وخطف الجنود وصفقة وفاء الاحرار وتجربة الحكم الناجحة في ادارة قطاع غزة كما قال .

ووجد مناظر الشبيبة نفسه في موضع الهجوم، حينما شن انتقادات واسعة على سياسة حركة حماس في غزة، بتقييدها للحريات العامة وبتقليلها من شأن المرأة ودورها من خلال كاريكاتيرات لمؤيد لحماس تظهر المرأة في الضفة بأنها في حالة اغتصاب، وبذلك تكون الشبيبة قد اظهرت حماس من خلال ذلك بأنها حركة تتبنى فكرا ضيقا لا يتقبل الرأي الأخر بل يحصر المقاومة على نفسه.

وذهب مناظر الشبيبة إلى أكثر من ذلك بتهنئة مثل كتلة الوفاء الاسلامية بإجراء الانتخابات في جامعة بيرزيت وجامعات الضفة، في وقت عرقلت فيه حماس إجراء الانتخابات في جامعات غزة، بل هاجم حركة حماس نفسها باختيارها المشاركة في انتخابات جامعات في الضفة وانسحابها من اخرى في تسليط للضوء على ارتباك الحركة التي تحكم قطاع غزة وتثبيت صورة أنها ترى في الانتخابات مصلحة وليست وسيلة لخدمة شعبها.

وسلطت الشبيبة الضوء على ما وصفتها بالانتهاكات التي ترتكبها حركة حماس في غزة سواء ضد مؤسسات التعليم العالي أو على صعيد حريات الأفراد، والتي تجلت بعمليات اعتقالات واسعة لناشطين في فتح وغيرها بل بارتكاب حماس جرائم قتل في صفوفها من خلال التركيز على قصة محمد اشتيوي الذي قتلته كتائب القسام وقالت إنها فعلت ذلك لأسباب سلوكية.

من جانبه هاجم ممثل كتلة الوفاء الاسلامية مواقف السلطة ورئيسها محمود عباس من التنسيق الأمني مركزا على تصريحات للرئيس عباس ورئيس جهاز المخابرات العام اللواء ماجد فرج يتحدثان فيه عن منع عمليات ضد اهداف اسرائيلية، وكذلك تصريحا الرئيس المتعلقة بالاستماع لأغان عبرية، فيما مض في تمجيد حركة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام لأسرها جنودا اسرائيليين واستعداد الحركة لإبرام صفقة وفاء الأحرى 2.
واستمر ممثل كتلة الوفاء الاسلامية في مهاجمة مواقف السلطة الوطنية من "المقاومة" واتهمها بالاشتراك في محاصرة قطاع غزة وبإغراق الانفاق بالمياه بالتعاون مع السلطات المصرية.

وأبرز ممثل كتلة الوفاء الاسلامية تصريحات لقيادة حركة فتح تظهر انحيازها للتنسيق الأمني ضد المقاومة.
كما بين ممثل الكتلة المحاولات الحثيثة التي بذلت في العام الماضي لمساعدة الطلبة رغم المعوقات التي واجهتها دون ان تثنيها عن خدمة الطلبة بكافة الاشكال والسبل على حد قوله .

ممثلة القطب الديمقراطي التقدمي كانت بداية خطابها بالتركيز على انتقاد أسلوب الحكم في كل من الضفة الغربية وقطاع وغزة، مظهرا كلا من فتح وحماس بالعاجزتين عن تلبية حقوق شعبنا واحتياجاته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وذهبت ممثلة القطب الديمقراطي بتوجيهها انتقادا صريحا للسلطة الوطنية بالتورط في اغتيال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر النايف، كما انتقدت السلطة في تعاملها مع مطالب المعلمين المطلبية.

وبينما ظهرت الكتل الأخرى التي تمثل أحزابا يسارية فلسطينية بمظهر الداعي إلى الوحدة وإنهاء الانقسام، بدت وكأنها منقسمة على نفسها من ناحيتين، الاولى أنها لم تخض الانتخابات موحدة، والثانية أنها أولت حيزا من وقتها في المناظرة لمهاجمة بعضها البعض.

وفي الموضوع النقابي، توحدت الكتل الخمس في انتقاد كتلة الوفاء الاسلامية في تسيير شؤون مجلس الطلبة على مدار عامة دون إنجازات ملموسة على صعيد حقوق الطلبة.

وفجر مناظر الشبيبة الطلابية مفاجأة في نهاية المناظرة، باطلاقه هاتشتاغ بعنوان "شو في؟"، ثم أجاب عليه بقوله "ما فيش اشي" في كناية عن أن مجلس الطلبة بقيادة كتلة الوفاء الاسلامية لم يحق إنجازات واضحة وملموسة، ليعلن هو عن برنامج نقابي واضح لحركة الشبيبة جالبا معه قرارا من وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم بجعل الفصل الصيفي في الجامعة فصلين وهو ما يحقق رغبة الطلبة في هذا السياق، وكذلك تجهيز مختبر حاسوب بالكامل، والتبرع بحافلة لاستخدام الطلبة ولاستخدام مجلس الطلبة وللرحلات العلمية، بالاضافة إلى التبرع بعدد من اجهزة الحاسوب للاستعارة و استخدام الطلبة في المكتبة ، وتركيب مظلات للحافلات لانتظار الطلاب وحمايتهم من أشعة الشمس.
ويقول أستاذ الإعلام والعلاقات العامة في جامعة بيرزيت د. نشأت الأقطش إن الانتخابات هذا العام كما في السنوات السابقة، ذهب فيها المناظرون إلى تبادل الردح والاتهامات وبخاصة في الشأن السياسي، ولكن ما لمسته أن حركة الشبيبة الطلابية ظهرت أكثر تنظيما واتزانا في الخطاب من السنوات السابقة، بينما لم تظهر كتلة الوفاء الاسلامية بزخم قوي في المناظرة كما كان عليه الأمر في أعوام ماضية.
وتشارك في الانتخابات الطلابية ست كتل هي: كتلة الوفاء الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، كتلة الشهيد ياسر عرفات الذراع الطلابي لحركة فتح، والقطب الطلابي الديمقراطي التقدمي الذراع الطلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتحالف جامعة بيرزيت الطلابي كممثلاً لحزب فدا والجبهة الديمقراطية، وتجمع المبادرة الطلابي الذراع الطلابي لتجمع المبادرة الفلسطينية، وكتلة فلسطين للجميع الذراع الطلابي لجبهة النضال الفلسطيني.
ايهم ابو غوش - الحياة الجديدة