|
نيلسون منديلا من أهل البيت الفلسطيني
نشر بتاريخ: 27/04/2016 ( آخر تحديث: 27/04/2016 الساعة: 11:12 )
الكاتب: فادي أبو بكر
نيلسون منديلا اسم بحجم الكون فهو أيقونة الحرية ومكافحة العنصرية في العالم ..قدوة في النضال والثورة على الاستعباد كان وما زال يتمتع بمكانة خاصة في فلسطين لما يمثله من رمزية تتوق لها فلسطين أرضاً وشعباً. و يمثل تشييد نصب منديلا اليوم في رام الله خطوة مهمة على طريق دعم نضال الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة.
إن اسم نيلسون منديلا ليس بالغريب عن الشعب الفلسطيني، فعام 1989 كان تأسيس مؤسسة منديلا لحقوق الإنسان ورعاية شؤون الأسرى والمعتقلين، حيث اتخذت المؤسسة اسم "منديلا " لرمزيته وحتى لا يكون للمؤسسة صيغة سياسية محددة. وعلى الرغم من أنها أخذت هذا الإسم والرمز العالمي تعرضت مؤسسة منديلا إلى مضايقات ومعيقات من قبل سلطات الاحتلال ، سواء بإعاقة العاملين في المؤسسة من الزيارات او منع بعضهم احياناً حتى وصل الحد الى تدمير مقر المؤسسة خلال الانتفاضة الثانية ( انتفاضة الأقصى)، وهذه السياسة تأتي في السياق الإسرائيلي المعتاد في محاولة طمس وصهر كل القيم والرموز العالمية التي تنادي بالحرية والعدالة الإنسانية. إلا أن المؤسسة ما زالت حتى اليوم مستمرة في عملها وتقديم خدماتها للأسرى. في عام 1999 زار منديلا غزة واستقبله الشهيد القائد ياسر عرفات استقبال الأبطال، استقبال ترجمته كانت أن منديلا أصبح من أهل البيت الفلسطيني. ومن هنا فإن منديلا اليوم ليس بحاجة إلى استقبال في فلسطين لأن فلسطين بيت لكل مناضلي وأحرار العالم، فكيف يمكن استقبال أحد في بيت هو من أهله؟!. من أشهر مقولات جولدا مائير الصهيونازية "كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة".... إلا أن كل يوم يخرج علينا طفل فلسطيني مبدع، متميز ، فنان، مثقف، مقاتل، ومزارع وأهم من ذلك مبتسم ليقهر جولدا مائير في قبرها ويقلق قادة اسرائيل ويهز عرشهم. كيف يهزم شعب فيه هذه الروح ؟ إن الروح هي ركن أساسي في أي معركة فهي تعني المعنويات والتصميم والوعي بعدالة النهج والإحساس بعدم وجود خيار آخر سوى الانتصار. فالروح هي التي تنتصر في أي معركة، ومجسم منديلا الذي يقف في رام الله اليوم يمثل دعماً روحياً للفلسطينيين حتى ينتصروا في معركتهم مع الاحتلال الأطول في العالم. منديلا وطأ أرض غزة بجسده وأرض رام الله بروحه وغداً بعد التحرر وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية سيكون له بيت ثالث في القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وذلك تخليداً لكل رمز ساهم في دعم الروح والإرادة الفلسطينية. إن تشييد نصب منديلا في فلسطين اليوم رسالة مباشرة للصهاينة أعداء الإنسانية تقول : "أن روح منديلا تقف مع نضال الفلسطينيين العادل ومهما دستم ببساطيركم العسكرية على الورود الوطنية فاعلموا أن فصل الربيع قادم لا محالة فهو مشيئة الله، فهل تستطيعون أن تدوسوا مشيئة الله؟! .. سيأتي فصل الربيع وستعود الورود الوطنية تزين البلاد وتجعلها تعبق برائحة الحرية .. فهذه مشيئة الهية ونتيجة حتمية مهما طالت الأيام والسنين.. |