وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عُمدة في بيت لحم.. اللقب بمليون دولار

نشر بتاريخ: 30/04/2016 ( آخر تحديث: 01/05/2016 الساعة: 13:34 )
عُمدة في بيت لحم.. اللقب بمليون دولار
بيت لحم - خاص معا - أنور سمعان مُسن قدم من صعيد مصر إلى الأراضي المقدسة للحجيج، خلال فترة عيد الفصح المجيد الذي تحتفل به الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي ويصادف يوم الاحد، يحلم بالعودة الى بلاده بلقب "المقدس".

سمعان (75 عاما) الذي ينحدر من "العدسات قبلي" إحدى قرى محافظة الأقصر جنوب الصعيد، يحتل منصب "العمدة" في قريته التي يزيد عدد سكانها عن سبعة آلاف شخص.

ويضيف سمعان الذي التقته وكالة معا، على بلاط كنيسة المهد خلال "سبت النور" وهو اخر ايام أسبوع الآلام الذي يسبق احتفالات المسيحيين بعيد الفصح "هذه المرة الأولى التي يزور فيها فلسطين والتي تأتي في إطار السياحة الدينية للصلاة والعبادة وزيارة الاماكن المقدسة خلال فترة العيد".

وقال بلهجة مصرية "جيت أقدس وأمشي، يقولون لي (يا مقدس) في بلدي، لقب لا يقدر بثمن أغلى من مليون دولار بالنسبة لدينا" حسب تعبيره، (الُمقدس) لقب يطلق على اي حاج قبطي يعود من فلسطين إلى مصر.

وأضاف سمعان الذي كان يرتدي الجلابية المعروفة كلباس تقليدي للرجال في الصعيد، ان زيارة القدس وكنيسة المهد تعني لنا الكثير خاصة خلال هذه الايام، أي قبطي يحلم بالحجيج ولو لمرة واحدة قبل وفاته، لها معان دينية كبيرة.

طقوس خاصة
ويوضح سمعان الذي جاء برفقة نجله (45 عاما) ان طقوسا خاصة تعد لهم عند العودة، حيث تقام الاحتفالات، وتوزع المشروبات الساخنة والباردة، ويطهى الطعام باللحم ويقدم للزوار الذين يأتون للاطمئنان وأخذ البركة، ويقولون "الحمد لله على السلامة يا مقدس".

واشترى العمدة الكثير من الهدايا من صلبان وزيت زيتون وشموع ومياه، لتوزيعها على اصدقائه وعائلته عند عودته. "لها بركة خاصة بالنسبة للمصريين".

وقال: احد أصدقائي المسلمين جاء ليودعني قبل السفر للقدس، صافحني وأوصاني "اعمل معروف يا مقدس ادعيلي وولعلي شمعة". في تقليد يرمز الى مسيرة الآم السيد المسيح.

وآخر من المسيحيين طالبه بجلب حفنة من رمل الاراض المقدسة لرشها على المزروعات لتأخذ البركة، وثالث طالبه بالماء وزيت الزيتون. حسب قوله.

وكان العمدة يعمل في السابق مزارعا، لكنه ترك هذه المهنة لأولاده وأحفاده نظرا لكبر سنه، ويضيف انهم يزرعون في قريتهم قصب السكر والموز والقمح والطماطم.

ويضيف ان لعيد الفصح نكهة خاصة في مصر خاصة انه يأتي بعد صوم يستمر لـ 55 يوما حيث تقام احتفالات وطقوس خاصة في الاديرة والكنائس.

7650 قبطيا في فلسطين
ووصل خلال الايام الأخيرة آلاف الأقباط إلى فلسطين، للمشاركة في احتفالات المسيحيين بعيد الفصح، وقال المقدم لؤي ارزيقات الناطق باسم الشرطة الفلسطينية: ان أكثر 6500 سائح قبطي وصلوا من مصر إلى بيت لحم خلال فترة الأعياد.

وأضاف، ان وصول السياح الاقباط وغيرهم من كافة أنحاء العالم ينشط السياحة الفلسطينية ويحرك الاقتصاد الوطني الفلسطيني، مؤكداً ان الشرطة لم تسجل اي خروقات او احداث تذكر طوال فترة العيد.

وأكدت مصادر لـ معا، ان نحو 7650 قبطي ممن يحملون الجنسية المصرية جاؤوا من مصر وكافة دول العالم الى فلسطين خلال فترة العيد.

اسعار الرحلات
وتتراوح اسعار الرحلات من مصر الى فلسطين بين 1000- 5000 دولار، ويقول يعقوب جرجس من محافظة المنيا، انه دفع نحو 1100 دولار للحجيج للقدس والاماكن المقدسة في فلسطين، وتشمل المبيت والمأكل والمشرب والتنقل بين المواقع الدينية والسياحية لمدة تسعة ايام.

واختار جرجس القدوم برا من الاردن لفلسطين، نظرا لانخفاض سعره مقارنة بالقدوم جوا.

وتختلف اسعار الرحلات حسب طريقة السفر، بعض الحجاج يأتون من مصر الى الاردن جوا ومن ثم برا عبر الجسر، والبعض الاخر يأتي مباشرة من مصر الى المطار في تل ابيب بتكلفة اعلى، اضافة الى درجة الفندق وجدول الزيارة وعدد الايام.

يقول رزق فخري (53 عاما) من محافظة الاقصر، ان هذه المرة الثالثة التي يزور فيها فلسطين، المرة الأولى كانت عندما سمح للاقباط بالزيارة بشكل معلن عام 2013 وثمن تكاليف الرحلة كانت نحو (700 دولار) حيث كان يسمح بالقدوم برا عبر سنياء، لكن بسبب الاحداث التي تشهدها سيناء منعت الرحلات عن طريق البر.

ويضيف ان السعر ارتفع خلال زيارته الثانية جوا عام 2015، حيث وصل الى نحو 1000 دولار. وحاليا ارتفع الى 1100 دولار.


ويؤكد فخري، انه عام 2013 لم يتجاوز عدد الاقباط الذين زاروا فلسطين عن 2000 شخص، لكن العدد حاليا تضاعف كثيرا.

وكان الاقباط يعتبرون زيارة فلسطين في الماضي تصب في مصلحة التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، لكن الوضع تغير حاليا خاصة بعد زيارة البابا تواضروس الثاني للقدس في تشرين الثاني الماضي للمشاركة في تشييع جنازة بطريرك الأقباط بالقدس الأنبا إبراهام، بعد قطيعة دامت لعقود.

ولوحظ ان معظم الاقباط الذين يزورون فلسطين من كبار العمر، وقال احد السياح لـ معا: إن السلطات المصرية تمنع من هم أقل من 45 عاما من الزيارة، لاسباب مختلفة منها ضمان عودته الى مصر.

وتقول نادية نجيب (66 عاما) من منطقة حلوان وهي احدى ضواحي جنوب القاهرة، ان الزيارة رائعة لكن تكلفتها مرتفعة ولا يستطيع اي شخص القدوم الا اذا كان مرتاحاً مادياً.

تقرير وجدي الجعفري