وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

يفتتح بفيلم رشيد بو شارب ويختتم بجديد مي المصري:مهرجان القصبة السينمائي الدولي الثاني .. بانوراما عالمية في رام الله !

نشر بتاريخ: 12/11/2007 ( آخر تحديث: 12/11/2007 الساعة: 15:55 )
رام الله- معا- تنطلق في السابع عشر من الشهر الجاري، وحتى الثلاثين منه، فعاليات مهرجان القصبة السينمائي الدولي الثاني، بعرض لفيلم "البلديون" لرشيد بو شارب، وهو فيلم جزائري مغربي فرنسي، وحصل على جوائز عالمية عدة، ورشح إلى الأوسكار، وسبق أن أثار ردود فعل ضخمة عند عرضه في باريس، ما دفع الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، إلى استصدار قرار بإعادة الحقوق كاملة إلى جميع الجنود الجزائريين والمغاربة الذين شاركوا في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، خلال الحرب العالمية الثانية، وهو فيلم مهم سينمائياً، وسياسياً، في ذات الوقت، في حين تختم فعاليات المهرجان بالعرض الأول لفيلم "33 يوم" للمخرجة الفلسطينية مي المصري، وهو من إنتاج قناة "الجزيرة" الفضائية.

الجديد في الدورة الثانية لمهرجان القصبة السينمائي الدولي، وفق مديره خالد عليان، أنه يحتفي بالسينما الإفريقية، عبر عدد من الأفلام التي تمثل دولاً أفريقية عدة، ما من شأنه إتاحة المجال أمام الجمهور الفلسطيني التعرف على هذه السينما الغائبة عن المشهد الثقافي الفلسطيني، وربما العربي، وحتى العالمي.

وتحضر السينما الفلسطينية بقوة هذا العام، عبر عدد من الأفلام الحديثة لمخرجين ومخرجات من أجيال عدة، منها فيلم "ظل الغياب" للمخرج نصري حجاج، وفيلم "العاصفة مرت من هنا" للمخرج طارق يخلف، وفيلم "مغارة ماريا" للمخرجة بثنية خوري، وفيلمي "أيام سعيدة"، و"قرار مصادرة" للمخرجة الشابة لاريسا صنصور، علاوة على حضور عربي مميز من تونس، والمغرب، والجزائر، ولبنان، وسورية، عبر أفلام مهمة حققت حضوراً عالمياً في الفترة الأخيرة، منها فيلم "أنا التي تضع الزهور على قبرها" للسورية هالة العبد الله، و"فلافل" للبناني ميشيل كمون، و"روما واللا أنتما" للجزائري طارق تيكوي، مع احتمالية مشاركة مصر أيضاً، حيث يجري الترتيب لعرض فيلم "أحلام حقيقية" في المهرجان، في حين اهتمت العديد من الدول الأوروبية بعرض أفلام حديثة تمثلها.

مجموع الأفلام المعروضة في المهرجان هذا العام 35 فيلماً، تمثل 24 دولة، في حين تم اعتماد جائزة الجمهور الفلسطيني، والتي تتنافس عليها كافة الأفلام، باستثناء عرضي الافتتاح والختام، مع اعتماد آلية جديدة وفق المعايير العالمية لهكذا جوائز.

من الجدير بالذكر أن جائزة الجمهور في مهرجان القصبة السينمائي الدولي الثاني، العام الماضي، ذهبت ما بين فيلمي "دنيا" لجوسلين صعب، التي شاركت بحضورها في فعاليات المهرجان، وهو من بطولة حنان ترك، ومحمد منير، و"عمارة يعقوبيان" لمروان حامد، وشارك فيه نخبة من نجوم السينما المصرية، كعادل إمام، ونور الشريف، ويسرا، وإسعاد يونس، وخالد صالح، وغيرهم.. ويقول عليان: يجري الترتيب هذا العام لاستمارة يقوم من خلالها جمهور كل عرض بتقيمه وفق درجات معينة، ومن يحصل على أعلى نسبة من تقييم الجمهور، سيفوز بجائزة المهرجان، وهي جائزة رمزية نقديرية.

وكما يرى عليان، فإن إقامة المهرجان للسنة الثانية على التوالي، وفي ظل ميزانية "شحيحة" للغاية، هو الإنجاز الأكبر هذا العام، مشدداً على ميزة قيام القطاع الخاص الفلسطيني، عبر مجموعة الاتصالات الفلسطينية، بتمويل جزء من هذه الموازنة، التي اعتمدت على التمويل الخارجي، العام الماضي، علاوة على دعم بلدية رام الله أيضاً للمهرجان، وهذا يعزز الدور الفلسطيني في دعم الفعاليات الثقافية والفنية، إضافة إلى الدعم الذي قدمته مؤسسات أخرى، وسفارات وقنصليات أجنبية عاملة في الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى برنامج "ميد سكرين" الأوروبي، مشيراً إلى أن هذه الدورة من المهرجان ستكون بمثابة نقلة نوعية في تاريخه، معرباً عن أمله في استمرار فعاليات المهرجان، بتميز وألق كبيرين، السنوات المقبلة.

ولا ينكر عليان، أن ثمة معيقات سياسية ومالية، تحول دون انطلاق المهرجان بالطريقة التي يرجوها مسرح وسينماتك القصبة، القائم عليه، لكنه استطاع تكوين شبكة من العلاقات، والحضور العالمي، تؤهله للاستمرار، وتقديم قفزات واضحة كل عام، ويقول: من أهم نتائج العام الماضي، أننا تمكنا من عرض أفلام فلسطينية في الخارج، وفي دول لم يسبق لها أن تعرفت على السينما الفلسطينية، منها كوريا الجنوبية، والهند، وجنوب أفريقيا، مشدداً على أن خصوصية المهرجان، الذي يقام في أراض محتلة ومحاصرة، أنه يعمل على كسر هذا الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، والذي في جزء كبير منه، ثقافي، عبر عرض هذا الكم من الأفلام التي تمثل عدة قارات، وبالتالي عدو ثقافات، وكأننا نحضر العالم هنا إلى فلسطين، وهذا يتيح للعالم أيضاً التعرف على صورة أخرى للفلسطينيين، عبر حضور مخرجين ومنتجين وفنانين عالميين للمهرجان، كما أنه يشكل فرصة مهمة للمخرجين الفلسطينيين الشباب، للتعرف على تقنيات ومدارس سينمائية مختلفة، بالضرورة تثري موهبتهم، وتفيدهم في تجاربهم السينمائية القادمة.