وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نحبك سوريا لكننا نحب فلسطين أكثر

نشر بتاريخ: 02/05/2016 ( آخر تحديث: 08/05/2016 الساعة: 17:48 )
نحبك سوريا لكننا نحب فلسطين أكثر

بقلم : عمر الجعفري
المحرر الرياضي

قبل عدة اشهر عندما رفض الاخوة في الاتحاد السعودي لكرة القدم ارسال منتخب بلاده الى فلسطين للعب امام الفدائي ضمن التصفيات المزدوجة ، وبالرغم من الهجوم غير المبرر الذي قام به بعض الزملاء في الاعلام السعودي اتجاه الرياضة الفلسطينية ورموزها ،الا اننا كتبنا عن هذا الموضوع بحيادية تامة ملتزمين بأخلاقيات المهنة ، واليوم يتكرر المشهد مع الاخوة فريقي الوحدة والجيش السوري اللذين من المقرر ان يلعبا مع الظاهرية واهلي الخليل ضمن تصفيات كأس الاتحاد الاسيوي .
لكن كم كانت المفاجأة عندما اتخذت لجنة المسابقات في الاتحاد الاسيوي قرارا بتخسير فريق الظاهرية مباراته مع فريق الوحدة ، وبالنتيجة 3/ صفر ،في المباراة التي كانت ستجري في صيدا بلبنان في شهر اذار ، وفرض غرامة على الفريق الفلسطيني ب 20 الف دولار ، والتلويح بعقوبات اخرى .

ونحن هنا لا نكتب في الموضوع من باب الربح والخسارة ، ففي الحقيقة ان نقاط المباراة لو طلبها فريق الوحدة من الظاهرية ، سنقدمها على طبق من ذهب في اطار التنافس الشريف ،فما قدمته سوريا للفلسطينيين اكبر وأثمن من نقاط المباراة ، وما احتضانها لمئات الالاف من ابناء شعبنا الذين شردوا عن اراضيهم عام 1948 لا يقدر بثمن ، لكن ما اثار حفيظتنا هو القرار الاسيوي الذي لا يستند الى المنطق والقانون الرياضي .


اننا كفلسطينيين بالرغم من تمسكتنا بملعبنا البيتي الذي نعتبره حاضنة لكل المنتخبات الشقيقة والصديقة ولأحرار العالم مقتنعين ان قدوم الوفود الى فلسطين يساهم في زيادة الضغط على دولة العدوان لرفع الظلم عن شعبنا ، ولكن ...!! ولعيون سوريا العزيزة على قلوبنا ،وافقنا على اللعب خارج الديار،  مثمنين الموقف السوري الرسمي بعدم التطبيع مع الاسرائيلي ، والذي دفع السوريون ثمنا باهضا مقابله ، وما يدور في سوريا في هذه الايام الا جزءا من هذا الثمن ، بالرغم من قناعتنا بموقفنا الرياضي وبملعبنا البيتي .


بالرغم مما تقدم ونزولا عند رغبة الناديين الشقيقين وافقنا على القرار الاسيوي بلعب المباراتين على ملعب محايد وخرج فريق الظاهرية الى بيروت على امل اجراء المباراة في 9/3/2016 بمدينة صيدا  واحتجز الفريق الفلسطيني في مطار بيروت بالاضافة الى ان ثلاثة من اللاعبين لم يمنحوا تأشيرات الدخول الى لبنان وبقوا في مطار عمان الدولي ، وحسب المادة 41 من القانون الاسيوي " يتكفل الفريق المستضيف توفير كل وسائل الراحة للفريق الضيف بما في ذلك تأشيرات الدخول الى بلد المباراة " هذا يعني ان الفريق السوري يتحمل تبعات عدم اجراء اللقاء .

فقد  وصل معظم الفريق الفلسطيني الى بيروت بجانب الطاقمين الفني والاداري لكن احتجاز ثمانية لاعبين في مطار بيروت وترحيلهم الى عمان  في اليوم الثاني هو الذي اجل اللقاء او " الغاه " وفق التعبير الاسيوي ، وان كان البعض اثار ان اللاعبين المحتجزين قدموا جوازات سفرهم الاسرائيلية الى موظفي المطار وعندما استفسرت من علي البطاط نائب رئيس نادي الظاهرية قال :  اولا  - كافة جوازات السفر تكون مع الموظف الاداري المرافق للبعثة فقد كان اللاعبون قد خرجوا من الاردن بجوازات فلسطينية وهي التي وضعت عليها تأشيرات الدخول الى لبنان ، وثانيا : كما اننا عندما عقدنا اجتماعا في بيروت بحضور كافة الاطراف ومنها مراقب المباراة والحكام والاتحاد اللبناني وفريق الوحدة و لم يتحدث احد في هذا الموضوع فلماذا يثار هذا الموضوع الان وثالثا : بعض هؤلاء اللاعبين زاروا بيروت ودخلوا عن طريق مطارها قبل اشهر ولعبوا في صيدا ومكثوا في لبنان عدة ايام ، ونحن هنا نريد العدل الاسيوي الذي يبدوا انه اصبح في خبر كان .

على كل حال نحن لا نريد معاقبة سوريا الجريحة والتي تتسع جراحها كل يوم فالظاهرية واهلي الخليل يبحثان عن دولة تقبل استضافة مباراتي فريقي الوحدة والجيش السوري القادمتين  وقد رفضت ذلك  العديد من الدول بما في ذلك ماليزيا  ، وهذا تأكيد على ان الفريق الفلسطيني لم يكن عاملا في تأجيل او الغاء المباراة الاولى ، ومن هنا نطالب الاتحاد الاسيوي تحمل مسؤولياته والتراجع عن قراره بخصوص عقوبة الغزلان والاعلان عن موعد جديد للقاء الاشقاء ، ونحن نقول للاتحاد الاسيوي و بأعلى صوتنا ان ملعبنا البيتي والتي تحاول ايدي خبيثة العبث به كفيل بتجاوز  كل هذه الصعاب .

فأهلا وسهلا بالجميع على ارض فلسطين الغالية  .