|
الاستشاري.. بالوقت الصحيح
نشر بتاريخ: 03/05/2016 ( آخر تحديث: 03/05/2016 الساعة: 10:09 )
الكاتب: رامي مهداوي
في البداية الله لا يمرًض أي إنسان ويشفي كل مريض، ومع ذلك أدعوكم لزيارة المستشفى الاستشاري العربي في ضاحية الريحان برام الله؛ بزيارتي لهذا المستشفى وجدت الأمل والمستقبل الذي نبحث عنه كمجتمع مازال يحلم بما هو أفضل في كافة القطاعات. قطاع الصحة في فلسطين وعلى الرغم من النقلات النوعية وحالة البناء والتطوير المستمرة على مدار السنوات الماضية؛ إلا أنه مازال بحاجة الى قفزات نوعية حتى يقدم الخدمات بالمستوى الذي يستحقه كل مواطن فلسطيني من مضارب يطا .. طوباس والأغوار... رفح...
منذ اللحظة الأولى لدخولك المستشفى الاستشاري تشعر بالفخر؛ يقام المستشفى على أكثر من 13 ألف متر مربع، بواقع أربعة عشر طابقا تصل مساحتها الإجمالية إلى نحو 25 ألف متر مربع، وبقدرة استيعابية 350 سريرا، وبتجهيزات فنية وتقنية تعتبر الأحدث في فلسطين والعالم. ويزداد شعورك بالافتخار كلما تعرفت على الأطباء والممرضين والموظفين، وكلما اطلعت على الخدمات والأقسام من غرف العمليات والعناية المركزة والقلب والولادة وغرف المرضى وحاضنات الاطفال وقسم التصوير والمختبرات الطبية باختلاف أنواعها المزودة بأحدث التقنيات العالمية التي تمكن أي طبيب بالعالم من الاطلاع على نتائجها مباشرة وفق تقنية حديثة على الصعيد العالمي. أثناء الجولة في المستشفى تحدثت مع رئيس مجلس إدارة المستشفى د. سالم أبو خيزران، قلت له هذا الانجاز يواجه الفكر الصهيوني لأسباب كثيرة أهمها: التمسك بالأرض من خلال التوسع في المناطق غير المركزية أفقياً، حجم الاستثمار في المستشفى وصل إلى ما يقارب 60 مليون دولار، بالتالي هذا هو استثمار الصمود وخصوصاً أن الاستثمار بالقطاع الصحي لا يستحوذ على اهتمام المستثمرين؛ المستشفى سيوفر تقريباً 1000 فرصة عمل في وقت نحن بأمس الحاجة لفتح وظائف جديدة لمكافحة البطالة التي تصل الى ما نسبته 26% من المجتمع الفلسطيني، والأهم أيضاً هو استقطاب كفاءات فلسطينية وعربية من أكبر المستشفيات الدولية مما يؤسس الى بناء قدرات وتأهيل الطاقات الشبابية من خلال اكتساب الخبرات والاحتكاك العملي. لهذا على الحكومة والقطاع الخاص مساندة هذا المستشفى كلٌ حسب مسؤولياته ومهامه بغية تحقيق هدف توطين العلاج، وعلى سبيل المثال لا الحصر وزارتي الصحة والمالية مطالب منها أن تضع رؤية في كيفية تقليص التحويلات الخارجية وتوجيهها الى المستشفى الاستشاري_ وجميع المستشفيات الفلسطينية الخاصة _ كل حسب اختصاصه ومقدرته من أجل دعم صمود مثل هذه الاستثمارات إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مئات ملايين الدورات التي تستنزف الخزينة يذهب معظمها الى إسرائيل. كلي ثقة بأن مجلس إدارة المستشفى الاستشاري سينظر الى القطاع الصحي في فلسطين بروح المسؤولية الشمولية، متمنياً عليهم تخصيص جهد مميز على صعيد المسؤولية المجتمعية لمن هم بحاجة الى عناية لكنها مفقودة لأسباب كثيرة أهمها الواقع المادي، وكوني أحد أبناء القطاع العام أود طرح هذه المبادرة على مجلس الإدارة بتقديم خدمة تشجيعية تتمثل في اعطاء نسبة خصم معتبرة على فاتورة العلاج لأبناء القطاع العام تتلاءم مع الظروف الاقتصادية التي يعيشها الموظف. |