|
الأونروا تمكن النساء المعيلات للأسر تطوير أعمالهن
نشر بتاريخ: 03/05/2016 ( آخر تحديث: 03/05/2016 الساعة: 22:51 )
غزة- معا - تقع بقالة عزية أبو عمرة في حي السلام في مدينة رفح جنوب غزة، حيث يبدأ الحي السكني بطريق معبد وينتهي بعدة طرق رملية غير معبدة وتحده العربات المتنقلة والبيوت المتنقلة المصنوعة من البلاستيك والأخشاب والقضبان المعدنية، وبجانب مسجد الحي تستطيع أن تجد البقالة الصغيرة حيث تجلس بها عزية خلف طاولة العرض وتنظم علب البسكويت والعلكة وألواح الشكولاتة.
وقالت عزية في تعليقها على بقالتها: "افتتحت هذه البقالة منذ 5 سنوات، وقد لاحظت من البداية وجود أصحاب محلات وبقالة أكثر تنظيما ونجاحا وعندما سمعت عن مشروع تدريب النساء المعيلات لأسرهن المنفذ من قبل جمعية الكرامة –إحدى منظمات المجتمع المحلي المدعومة من الأونروا - قررت على الفور المشاركة من أجل معرفة كيفية إعداد خطة مشروع عمل". تعتبر عزية واحدة من أصل 295 سيدة معيلة لأسرهن في قطاع غزة حتى هذا اليوم ممن شاركن في البرنامج التدريبي حول إدارة مشروع العمل من خلال مشروع "برنامج تمكين النساء المعيلات لأسرهن"، والمنفذ من قبل مبادرة النوع الاجتماعي في الأونروا بالشراكة مع جمعية عايشة لحماية المرأة والطفل عبر 15 جمعية مجتمع محلي، وقد حصل هذا المشروع على تمويل من حكومة النرويج. يهدف البرنامج التدريبي إلى تمكين النساء المعيلات لأسرهن من التغلب على الصعوبات والفقر الذي يواجهنه في قطاع غزة من خلال تزويدهن بالمهارات التي تساعد على تحسين ظروف حياتهن، وفي نهاية كل دورة تدريبية، يتم دعوة المشاركات في التدريب لحضور يوم تدريبي على مدار يوم كامل حيث تقدم مؤسسات التمويل الصغير المعلومات حول القروض الصغيرة لمشاريع العمل الصغيرة المتاحة. وتبقى النساء المعيلات للأسر من أكثر المجموعات ضعفا في المجتمع والمعرضات للتهميش ولمستويات فقر عالية والوصم الاجتماعي. ومن خلال التدريب المستهدف، يقدم المشروع مهارات تطوير الذات، والإدارة المالية والأسرية وذلك لتمكين المشاركات من التفكير بطريقة استراتيجية كصانعات قرار وتزوديهن بالمهارات اللازمة لإدارة دخولهن والسعي للإبداع في استغلال الموارد المتاحة لهن. وتقول الاونروا:" يستهدف المشروع النساء الأرامل والمطلقات والعزباوات والمنفصلات أو ممن لديهن أزواج ولكن غير قادرين على تلبية احتياجات الأسرة بسبب الإعاقة أو الأوضاع الصحية مثلما الحال مع زوج السيدة عزية". تقول عزية:" إن التدريب ساعدها على تحقيق التغيير في إدارة بقالتها من خلال تخطيط واستثمار أفضل، ومع ذلك، فهي لا تحقق أرباح كبيرة، حيث تعلق على ذلك صحيح أن دخلي لم يزداد بعد إلا أن ذلك يرجع إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها قطاع غزة المرتبط بالحصار المستمر". وفي يونيو 2016، سيدخل الحصار على قطاع غزة عامه العاشر، فالقيود المشددة على حركة الأفراد والبضائع أدت إلى شل القطاع الذي يعتمد اقتصاده على التجارة، حيث دفع ذلك الوضع، جزء كبير من السكان أن يصبحوا ضمن فئات البطالة والفقر والإعتماد على المساعدات وإنعدام الأمن الغذائي. بالرغم من هذه الصعوبات فإن عزية لن تتوقف عن محاولة كسب إيرادها حيث ليس لديها خيار آخر، وفي التفكير بمستقبل ابنيها، وتقول: "أريد أن أوسع بقالتي، وأن أضيف أصناف جديدة مثل الدجاج المجمد لجذب مزيد من الزبائن، وآمل أن يتمكن أحد أبنائي من الإلتحاق بالجامعة، ولكن أتمنى للآخر أن يكون قادر على القيام بمشروع عمل ثابت مماثل في المستقبل". اما عبير محمد أبو السعود التي جاءت من الأردن إلى قطا ع غزة قبل 17 عاما للزواج إلا أن وضع العائلة الاجتماعي والاقتصادي استمر في الهبوط والتدهور، حيث قررت أن تفتتح مشروع عمل وتسهم في معيشة وإعالة أسرتها عبر بيع الفطائر للطلاب، واليوم، تعتبر عبير المعيل الأساسي لعائلتها. تتذكر عبير بداية مشروعها قائلة: "بدأت أستيقظ الساعة 3 صباحا لإعداد الفطائر، وفي نفس الوقت، بدأت الذهاب إلى السوق لمقارنة الأسعار وأقوم بحساب النفقات والربح"، وكان المشروع يتقدم بشكل جيد ومع ذلك شعرت عبير أنها تحتاج إلى تحسين مهاراتها ولتحقق مزيد من النجاح". وأضافت: "أشعر أن مشروعي تحسن بعد التدريب ما تعلمته هو أنني كنت بحاجة إلى أكون أكثر اجتماعية وأقوم بالتشبيك والتواصل بشكل أفضل من أجل بناء وتطوير علاقات عمل لأتمكن من تسويق منتجاتي"، وتابعت أيضا "بينما كان زوجي معارض لمشروع العمل بسبب خوفه من أنني قد أفشل، إلا إنني أحب المغامرات والتحديات، ولم أكن يوماً خائفةً، وأشعر بالفخر بنفسي وأشعر بارتياح عندما أسير في الطرقات أحمل الفطائر متوجهةً إلى المدارس لبيعهن". بعد شهرين من الإنتهاء من التدريب ضمن مشروع "برنامج تمكين النساء المعيلات لأسرهن"، افتتحت هيام حسان اللوح البالغة من العمر 42 عام ورشة تصنيع لمساحيق المنظفات، وقالت هيام الأرملة التي فقدت زوجها في العدوان الاسرائيلي على القطاع عام 2014 ولديها ثمانية من الأطفال أنها استفادت من التدريب الذي منحها الثقة والقوة والمهارات لافتتاح مشروعها الخاص، وتعلق هيام: "لقد شعرت بالفخر والسعادة، ولكن بنوع من الخوف أيضا، وأخيرا، شعرت بالاستقلالية ولكنني أيضا أفتقدت إلى الخبرة"، وتلقت هيام الدعم من عائلتها وبالأخص من شقيقيها، وقال أحدهم: "أدعم أختي لأنني أريدها أن تكون مستقلة وتحظى بحياة كريمة، ولا يجب عليها فقط أن تعتمد على مساعدات الأونروا الغذائية ولكن أن يكون لديها مصدر دخل". وتقول وفاء البالغة من العمر 26 عاما التي درست الكيمياء :"توقفت عن الدراسة عندما تزوجت قبل سبعة سنوات، ولكن بعد أن تطلقت، أنهت درجة البكالوريس، ومع ذلك، لم تتمكن من إيجاد عمل، وبالإضافة إلى ذلك، كان عليها أن تتعامل مع نظرات وتحيزات المجتمع ضد المرأة المطلقة، والذي أثر في البداية على ثقتها بنفسها واحترام ذاتها. وقالت وفاء بنوع من الفخر: "رغم كل هذه الظروف، في أحد الأيام خطرت في بالي فكرة افتتاح مركز تعليمي يقدم دروس تعليمية في مواد الحساب والعلوم للطلاب الذين لديهم صعوبات في تلك المواد، وفي الحقيقة، بدأت مشروعي بطالب واحد، واليوم أقوم بتدريس ستة طلاب من المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية". وأضافت "في التدريب، تعلمت كيفية التخطيط وإعداد الموازنات والحسابات، والآن لدي خطة حول كيفية توسيع مركزي التعليمي بالرغم من افتقادي إلى الوسائل للقيام بذلك". |