|
شارون يبحث عن وحش يخيف به الناخبين وحملة اول الغيث ضد حماس قد تتحول الى اعصار ريتا يضرب الليكود
نشر بتاريخ: 25/09/2005 ( آخر تحديث: 25/09/2005 الساعة: 11:58 )
معا - بعد وفاة عرفات يبحث شارون عن وحش يخيف به الناخبين، ويتوقع ان تتحول حملة المطر ضد حماس والتي يشنها جيش الاحتلال الى اعصار ريتا يحوّل شواطيء الليكود الى اثر بعد عين.
ما يحدث في الضفة الغربية، وحملة الاعتقالات التي طالت المئات من القادة والنشطاء السياسيين الفلسطينيين من مختلف الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس وفتح والجهاد الاسلامي لا تعتبر افاق جديدة في الصراع, ولا تؤدي الى تدمير فصائل المقاومة بقدر ما هي حملة لانقاذ حزب الليكود الصهيوني من الانهيار. وهذا يذكرنا بالقرارات التي كانت حكومة اسحق رابين اخذتها عام 1991 عندما طردت المئات من قادة حماس الى مرج الزهور في لبنان وكان من بينهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ، وهي قرارات من البطن ندم الاحتلال عليها لاحقا ، وتراجع عنها لانها لم تؤد الا الى تقوية حماس وزيادة شعبيتها في اوساط الفلسطينيين . ولا يحتاج الامر الى ذكاء للاقرار بحقيقة الازمة المتفجرة داخل حزب الليكود الصهيوني، وان حالة التنافس المحتدم والمتقارب بين معسكر ارئيل شارون ومعكسر بيبي نتانياهو تقود المتنافسين الى البحث عن معجزات لحسم هذا التنافس من خلال اجتماع مركز الحزب والذي يتكون من ثلاثة الاف ناشط مساء اليوم الاحد وتصويتهم مساء الاثنين على اقتراح نتانياهو تقديم الانتخابات الداخلية قد ادى الى استخدام ساحة غزة كورقة انتخابية بين الخصوم ، بل واحتجاز قادة حماس في الضفة الغربية كرهائن لمساومة قيادة حماس في غزة على الافراج عنهم لاحقا . ولم يعد يخجل اصحاب الحكم في حزب الليكود من الاعتراف بذلك وان حماس هي الان ورقة الفوز او الخسارة عند شارون، وعلى لسان احد المقربين من شارون لصحيفة يديعوت احرونوت "ان كل شيء يتعلق بعدد العرب الذين سيموتون، اعضاء المركز لا يريدون الظهور كحمقى، واذا رأوا بأن الجيش يعمل بقوة ويرد على صواريخ الفلسطينيين فسيصوتون من أعماق بطونهم، وعندها سيصوتون لشارون، انهم يحبون رؤية قوة الردع الاسرائيلية". مستشارو شارون فحاولوا التغطية على هذا التصريح الدامي من خلال الادعاء بأنه "لن تقوم اي طائرة او مروحية بعمليات قصف بسبب مركز الحزب"، وحسب زعمهم فان "قرارات رئيس الحكومة لا تتخذ بناء على مركز الحزب ". ولكن الامور لا تبدو بهذه البساطة حيث - ورغم حملة " اول الغيث " التي اعلنها موفاز ضد التنظيمات الفلسطينية فان هناك شبه تأكيد على ان شارون سيسقط في امتحان الثقة وسط نشطاء حزبه وانه سيشكل حزبا جديدا يكون اوله نهاية الليكود وتحوّله من حزب الاربعين مقعدا في الكنيست الى حزب الثمانية مقاعد فقط، ومن المتوقع ان تتحول حملة اول الغيث الى حملة اول اعصار ريتا الذي سيدمر شواطيء الليكود ويدفع باعضائه للبحث عن حزب اخر يأويهم من الطوفان السياسي القادم. |