|
الفروسية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 09/05/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
بقلم : العميد حسن البزلميط*
الفروسية الفلسطينية مسيره إبداع ،تحتاج رعايه عام بعد أخر ، وكل يوم وفي كل مناسبة ، نرى الفروسية الفلسطينية وبكل ألوان طيف القائمين عليها، والمشاركين بها من إداريين وفنيين وجمهور ومحبين وأهالي، تشكل باقة نجاح متعددة الألوان كألوان قوس قزح ، يلف الوطن من أقصاه الى أقصاه في بوتقه حب وعطاء يفرح وبثلج قلب الوطن المتعطش للحرية والكرامة والفرح ، فها هي خيول فلسطين وفرسانها وأربابها تشفي غليل الوطن، وتقدم له انتصارات على محدوديتها إلا أنها نتاج جهود أناس امنوا بالله والوطن ، وامنوا بتحقيق الذات في ظل كل الظروف والمعطيات الصعبة والمعقدة . الفروسية الفلسطينية في أتم جهوزيتها على صعيد الإنسان الكادر، من مدربين وفرسان، وحكام ومصممين وعارضين ، وعلي صعيد المكان المناسب والمهيأ للتعامل والتعاطي مع كل صنوف فعاليات الفروسية ونشاطاتها المختلفة ، فساحات التدريب لفروسية القفز والدرساج وبقياساتها المختلفة أصبحت متوفرة في عده أنديه ، ومضامير السباقات للمسافات القصيرة كذلك متوفرة في بعض الاندية و مدرجات الجمهور، ومستلزمات كل تلك النشاطات متوفره . هذا على صعيد المكان ، أما فيما يتعلق بالكادر والفرسان فان ورشه التطوير والتحديث ومتابعه كل جديد هي في حركه مستمره لا تهدأ ، فالدورات المحلية التاهيليه والدورات الخارجية في الإطار العربي والدولي وعلى أيدي خبرات عالميه تجري على قدم وساق ، التطوير الإداري يسير جنبا الى جنب مع كل ذلك ، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بانه ورغم قله أو حتى انعدام الإمكانيات المالية. وهذا حال قديم جديد إلا ان القائمين على ذلك هم الأقدر والأجدر في الاداريه والتنظيم والإخراج، وخصوصا في النشاطات الدولية التي تأخذ مكانها في فلسطين وخصوصا بطولات جمال الخيل العربية الاصيله والدورات ، وكذلك بطولات قفز الحواجز المحلية فهي أصبحت اقرب لان تكون بنكهة دوليه مصغره . ولله الحمد فان الاندية وسعت دائرة انتشارها في رقعه الوطن وكثير منها مستوفي لشروط الحد الأدنى لإقامته، واقامه النشاطات ، وإعداد الفرسان والفارسات في تزايد مستمر وكل هذه العوامل تبشر بخير كبير لهذه الرياضة، والفضل في ذلك للاخوة في اتحاد الفروسيه واذرعه المختلفة التي تسعى جاهده للحداثة والتطوير ،من خلال التواصل والمتابعه الحثيثه مع كل الاندية . المتابع والمراقب لما يجري مع الفروسيه الفلسطينية و على صعيد بطولات جمال الخيل العربية الاصيله مثلا والتي يستأثر بإقامتها حتى الان ناديين فقط هما أريحا للفروسية الذي كان له شرف السبق والبدء في هذا كله منذ ما يقارب ألخمسه عشر سنه خلت،من عمره الذي بلغ اليوم اثنان وعشرون عاما ، والأراضي ألمقدسه الذي يسجل له وللقائمين عليه تلك القفزه اللافتة في أداء يرقى لمستوى العالمية ، في فاصل زمني لا يتعدى السنتين ،في كل ذلك فان المراقب يلاحظ ذاك المستوى الراقي والمتقن في حسن الاداريه والتنظيم والإخراج ، ومستوى الحكام والفنيين الذين يتسابقون للحضور والمشاركة في بطولات فلسطين والسبب هو لما لهذه النشاطات والقائمين عليها من سمعه ممتازه ومصداقية ومهنيه عاليه وهذا بشهادة الكثيرين من الحكام وممثلي الهيآت الدولية وهي موثقه لدى الجهات الدولية وكل ذلك رفع من شان وسمعه فلسطين عاليا كواحدة من الدول ألناشئه التي خطت وشقت لنفسها طريق بين الدول ، احتاجت دول اخرى ذات إمكانيات هائلة الى عشرات السنين حتى وصلت الى ما وصلت إليه فروسية فلسطين . وكذلك على صعيد الخيول فهي قفزت قفزه نوعيه لافته من حيث جودتها وجمالها ويعود الفضل بذلك الى الملاك والمربين والعارضين وأصحاب المزارع الذين يحرصون ويضحون بالكثير وينفقون المال الكثير في سبيل رفعه شان الخيل الفلسطينية ، واحد أهم أسباب بروز جماليه الخيل هي ما يقدمه العارضون من مهارات خلال العروض وما يتحلوا به من انضباطية عاليه والتزام بالانظمه والقوانين المنظمة لسير البطولات . وللمراقب ان يلاحظ بعض الإضافات التي يدخلها القائمون وخصوصا مؤخرا في الأراضي ألمقدسه مثل الساعة الرقمية التي تعطي النتائج حتى قبل ان يخرج الحصان من دورته فهذه أمور لا تتوفر في دول كبيره في هذا المجال ، فهذا دليل تخصص وحرفيه ،مهنيه عاليه وحب للعمل جعل من النشاط والقائمون عليه مميزين وسباقين ، وتلك الإضافات الثقافية الفنية التراثيه التي أدخلت مؤخرا على هامش البطولات تترك لدي كل المشاركين مفاهيم اخرى عن فلسطين وأهلها المحبين للخير والسلام على مر الزمان وتدخل الفرح والسرور الى قلوب كل المشاركين وخصوصا الأجانب، الذين بهروا بما شاهدو كالفرق الفنية والزجالين وركوب الجمال وما الى ذلك من أمور . وعلي صعيد رياضه قفز الحواجز بمختلف عناصر وأركان إدارتها مدربين وحكام ومصممين فانه يسجل لهم كذلك تطور وتقدم ملحوظ من خلال انخراطهم بالدورات الداخلية والخارجية ومشاركات وان كانت محدودة، الا أنها بداية لا بد منها . وفيما يتعلق بالمشاركات في التحكيم وتصميم المسلك للبطولات العالمية ذات الخمس وأربعه نجوم فان فلسطين تكاد تكون متواجدة في معظم بطولات الدول العربية وبعض الدول الاوروبيه من خلا بعض الحكام والمصممين الفلسطينيين ويرفع علم فلسطين لهم عن جداره واستحقاق ، ولا ننسي الحكام الفلسطينيين في بطولات جمال الخيل العربية فان فلسطين كذلك أصبحوا مؤخرا في تواجد فاعل في الساحات العربية والدولية. ولا ننسي سباقات الخيول والقائمين عليها الذين يتكلفون الشيء الكثير في سبيل رياضتهم من مال وإمكانيات وتدريب وعناء ، فأنهم بلا شك يتطلعون بطموح كبير الى من يأخذ بيدهم لمشاركاتهم الخارجية لأنه يوجد كثير من خيول السباق في فلسطين من هو قادر علي المنافسة في الساحات الخارجية وان يحقق نتائج نعم ما كان لكل ذلك ان يتحقق للفروسية الفلسطينية إلا من خلال ذاك الكم الهائل من تراكم الخبرات والتجارب والعارف التي خاضها القائمون على الفروسيه الفلسطينية صغيرهم قبل كبيرهم والذين تداولوا المسوليه ولأكثر من عقدين من الزمن من عمر السلطة الوطنية الفلسطينية في ظروف داخليه وخارجية وتأثيرات سلبياتها أكثر من الايجابيات ، إلا ان اراده هؤلاء الاخوه تغلبت على كل الصغائر وقبضوا على جراح نالت ما نالت منهم في سبيل هدف أسمى غاب عن ذهن البعض ، الى ان اثبتت ذاتها وجدارتها، ويسجل للفروسية الفلسطينية بأنها التي جمعت ووحدت أبناء الوطن الفلسطيني وخصوصا الأهل والأحبة من أهلنا من الداخل الفلسطيني ال٤٨ ،ولكل ما سبق ها نحن نرى ثمرات وإبداعات خرجت من حاله العدم الى حاله التألق والإبداع وكل ذلك بعيدا عن اي شكل من أشكال الدعم الرسمي أو الشعبي سوى ذاك الدعم في عهد الشهيد القائد ابو عمار في بدايات التأسيس ، أي ان الفروسيه الفلسطينية ومنذ البدايات اعتمدت على ذاتها وحققت ذاتها ، وما نرجوه الان ان يؤخذ بيدها رسميا وشعبيا وان يتآلف ويتناغم وينسجم ويتعاضد أعضاء أسره الفروسيه الفلسطينية حتى تصل الى بر الأمان ويهنأ بال الفرسان . العميد حسن بزلميط * حكم ،مصمم مسلك دولي ومدرب دولي معتمد متخصص ركوب خيل علاجي للمعاقين |