|
"التعليم البيئي": 10 أيار محطة لتصويب ممارساتنا بحق التنوع الحيوي
نشر بتاريخ: 09/05/2016 ( آخر تحديث: 09/05/2016 الساعة: 22:33 )
بيت لحم- معا- اعتبر مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة يوم الطيور المهاجرة العالمي، الذي تحييه دول الأرض في العاشر من أيار، محطة هامة لتصويب ممارساتنا بحق التنوع الحيوي، باعتباره موئلاً ليس فقط للطيور بل للإنسان وسائر الكائنات الحية.
وقال المركز في ورقة حقائق لمناسبة العاشر من أيار، إن الوقت قد حان لوضع حد للمخاطر التي تهدد الطيور وموائلها، وضبط استخدام المبيدات الحشرية والأعشاب، والكف عن الاحتطاب والرعي والصيد الجائر. وأضاف: بالتوازي مع انتهاكات الاحتلال بحق بيئتنا، تعد الممارسات الخاطئة بحق التنوع الحيوي، والتوسع غير المدروس على حساب المناطق الرطبة والزراعية، والرعي الجائر، وتهديد الحياة البرية أكبر خطر يعترض الطيور والحياة البرية، ويفضي لنتائج خطيرة على التنوع الحيوي وتوازنه. سيرة وسلّطت الورقة الضوء على اليوم العالمي الذي انطلق عام 2006، باعتباره حملة سنوية تنفذ خلاله أنشطة توعوية لحماية الطيور المهاجرة والبيئة التي تعيش فيها حول العالم، مستندة إلى اتفاقيتين دوليتين بشأن الأحياء البرية: اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجر (CMS)، والاتفاق المتصل بحفظ الطيور المائية الأفريقية- الأوروبية- الآسيوية المهاجرة (AEWA) بإشراف برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وتابع المركز: إن شعار هذا العام الداعي لوقف القتل غير الشرعي للطيور واحتجازها في أقفاص والمتاجرة بها، يلخص المشهد الأسود الذي تتعرض له الطيور في العالم، ما يهدد بتقليص أعدادها وبالتالي المس بالتوازن البيولوجي. وأكد "التعليم البيئي" أن الاحتلال يمعن في استهدافه لبيئتنا والمس بموائل طيورنا، كالاعتداء على الغابات الطبيعية والمزروعة بالاستيطان والطرق الالتفافية وجدار الفصل العنصري، وهو سلوك يتكرر في 51 محمية طبيعية في الضفة الغربية وغزة. وقالت الورقة: إن يوم الطيور العالمي يوضح الدور الحيوي للطيور المهاجرة في النظم البيئية ومقومات الحياة على الأرض، ويعيد الأمل للتخلص من الزراعات الكيماوية والعودة للعضوية منها، وبخاصة في حال تطوير المكافحة العضوية للآفات، التي تساهم أنواع عدة من الطيور في تحقيقها، من خلال تنظيف البيئة من الجيف والقوارض والحشرات المسببة بالآفات والفيروسات. جهود خضراء وذكرت الورقة بجهود "التعليم البيئي" في حماية الحياة البرية، والتي توّجت بتبني مجلس الوزراء في شباط 2015، مبادرة المطران د. منيب يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية والاتحاد اللوثري العالمي، بتنسيب من سلطة جودة البيئة، باعتبار عصفور الشمس طائراً وطنياً لفلسطين، وإطلاق الأسابيع الوطنية لمراقبة الطيور وتحجيلها، في سبع مناسبات بالتعاون مع سلطة جودة البيئة كل ربيع وخريف، للتعريف بطيور فلسطين وبيئتها، والترويج للسياحة البيئية باستقبال آلاف الطلبة والمهتمين والزوار الأجانب، في محطات التحجيل في حرم مدرسة طاليثا قومي ببيت جالا، وجمعية المشروع الإنشائي العربي بأريحا وكلية الزراعة والطب البيطري بجامعة النجاح (خضوري) في طولكرم، ومرج ابن عامر في أطراف جنين الشمالية. وذكّرت الورقة بجهود "التعليم البيئي" في مجال مراقبة الطيور وتحجيلها، إذ يعد الأول فلسطينيًا في هذا المجال، وهو العضو العربي الوحيد في منظمة الطيور الأوروبية SEEN، كما ساهم في تدشين محطات طيور عربية، ويجري دراسات وأبحاث متقدمة، كما أصدر كتبًا عن طيور فلسطين ومناطقها، وتنقل بين أربع محافظات فلسطينية في مراقبة الطيور هي بيت لحم، وأريحا، وغزة، وطولكرم. مثلما يحوي مقره في بيت جالا متحفاً للتاريخ الطبيعي يضم أكثر من 2500 عينة من المتحجرات ومحنطات الطيور، التي تعود بعضها إلى عام 1902، ويسعى لتحويله إلى متحف وطني متخصص. 4 محطات تحجيل وسلطت الورقة الضوء على أول محطة موسمية لمراقبة الطيور وتحجيلها خلال آذار ونيسان الماضيين في مرج ابن عامر بأطراف جنين الشمالية المحاطة بثلاث كتل جبلية: طابور أو الطور شمالاً، والدحي شرقاً وسلسلة جبال فقوعة، وجرى تسجيل 75 نوعًا مختلفًا من الطيور في المرج، وتحجيل 21 نوعًا في مقدمتها: الحجل الأسودـ وهازجة سافي، والفر، وجشنة الشجر، والكروان الصحراوي، وغيرهم. وتتبعت المحطة الطيور ودراسة طفيلياتها، وتحديد اتجاهات هجرتها. وعرّفت بالتحجيل، كعلم له تقاليده العلمية والبحثية، لا هواية أو تعبئة وقت فراغ، وفيه يجري الإمساك بالطائر بشباك خاصة تحافظ على سلامته، ثم يُقاس طول أجنحته، ووزنه، ودهونه، وجنسه، وتفاصيل أخرى، وتضع حلقة معدنية في رجله، تتضمن اسم فلسطين ومركز التعليم البيئي، والرقمً المتسلسل، ويتم تدوين كل ذلك في سجل بيانات خاص، قبل إطلاقه ثانية إلى الطبيعة. وقالت الورقة: ركزت محطة مرج ابن عامر على دراسة الطفيليات التي تشارك الطيور المهاجرة أجسادها، وفحصت فرص نقل هذه الكائنات لما تحمله إلى الأحياء الأخرى. وجرى تشريح الطيور النافقة التي تأتي من شتاء أفريقيا إلى مواطن تكاثرها في القارة الأوروبية، لفهم العلاقة بين طفيلياتها، عبر فحصها في مختبرات علمية، والربط بين ما جرى التوصل إليه من نتائج والمحيط البيئي للطيور. وتابعت: يتم فحص تحديد الاتجاه للطيور من خلال وضعها في إطار من الشبك لعشر دقائق، ومن ثم يجري جمع المعلومات عن وجهته، والربط بين الأنواع المتشابهة من الطيور ومقارنتها بنتائج مماثلة تجري بالتزامن في محطة الأزرق في الأردن وأخرى في مصر. دراسة نوعية واستعرضت الورقة إصدار المركز لقائمة طيور فلسطين، وهي دراسة عن الطيور في الضفة الغربية وقطاع غزة، جرى خلالها توثيق وحصر(373) نوعًا من الطيور، تشمل (22) رتبة و(64) عائلة أساسية، و(30) عائلة فرعية، و(186) جنسًا، والتي جرى تحجيلها ورصدها ومراقبتها وتوثيقها في الضفة وغزة. فيما كانت التقديرات السابقة تشير لعدد أقل، أما في فلسطين التاريخية فالرقم أكبر وهو 530 نوعًا. ورصدت القائمة 14686 في محطات المركز الدائمة والموسمية ( بيت جالا، وأريحا، وطولكرم) باستثناء مرج ابن عامر. خمس مجموعات وأفادت الورقة بأن طيور فلسطين تقسم حسب أماكن وجودها إلى خمس مجموعات: الأولى المقيمة التي تتواجد على مدار العام، وتُفرخ وتتكاثر وترعى صغارها ضمن البيئات المختلفة في فلسطين، كالعصفور الدوري (البلدي)، والغراب الأبقع، وعصفور الشمس الفلسطيني. وتتوزع هذه الطيور بين الشائعة كالبلبل، والنادرة جداً كحال النسر المُلتحي. وتنتقل بعض أنواعها من منطقة لأخرى في فلسطين، مثل الزرزور الأسود (السوادية)، إذ يمكن ملاحظة التغير في أعدادها من خلال مراقبتها في مناطق تواجدها. فيما يستقر البعض الأخر في منطقة محددة، كشأن البومة النسارية. ويضم هذا النوع الكثير من الطيور الاجتماعية، التي تعيش ضمن مجموعات على مدار السنة، كشأن الحمام الجبلي. وتشكل هذه المجموعة 20% من طيور فلسطين، وثمة أنواع تكون خليطة ما بين المقيمة والموسمية، ولا يمكن ملاحظة هذا إلا بمراقبة التغير في أعداد هذه الأنواع، وأماكن تفريخها. وتابعت: أما الثانية فالزائرة الصيفية، التي تمكث بين شباط وأيلول، بعضها يصل يافعاً ويمكث حتى يكمل سن البلوغ، ثم يعود لموطنه الأصلي للتكاثر. وبعضها يُفرّخ ويتكاثر ويرعى صغاره في بلادنا. ومعظمها تصل من القارة الأفريقية، وشبه القارة الهندية، وتبدأ بالعودة إلى فلسطين من مواطن قضاء شتائها بداية شباط. وسردت الورقة: فيما تعبر الطيور المهاجرة ، وهي النوع الثالث، فلسطين خلال الهجرة الخريفية و(أو) الربيعي، فبعضها يعبر بلادنا بسرعة، والآخر يستريح فيها أثناء الهجرة عدة أيام أو أسابيع، وبعض أنواعها يهاجر ليلاً، وقسم منها يختار النهار للهجرة. والسبب الرئيس لكثرة الأعداد والأنواع في الطيور المهاجرة عبر فلسطين، موقعها الجغرافي الحيوي بين القارات الثلاث، ووقوعها للكثير من الطيور، في منتصف طريق الهجرة. حيث تعتبر بلدنا عنق الزجاجة بالنسبة إلى هجرة الطيور. وأشارت إلى المجموعة الرابعة، وهي الطيور الزائرة الشتوية التي تقصد فلسطين طلباً للدفء قادمة من أوروبا ووسط آسيا وشمالها، حيث تقضي فترة الشتاء، وتغادر عند نهايته. وتبدأ أفواج هذه الطيور بالوصول نهاية أيلول، وتستقر خلال كانون الأول وكانون الثاني. ويلعب تنوع بيئات فلسطين دوراً كبيراً لوجود أنواع زائرة شتوية، وبخاصة في المناطق الرطبة. ومضت الورقة: تعد بعض الطيور الشتوية مفيدة، مثل أبو تمرة أحمر الزور؛ لأنه يقضي على الكثير من الحشرات. أما البعض الآخر فينتشر في الحقول، ويتسبب بأضرار للمزارعين، مثل قبّرة السماء، الذي يُتلف الخضروات. أما غراب البحر فيتسبب بمشكلة لمربي الأسماك. وأكملت: أما الطيور المشردة فهي التي تظهر وتختفي في أوقات غير منتظمة على مدار السنة وبأعداد قليلة وفردية، وفي مواسم متفرقة وتسجل مرة أو مرتين، وهذه الأعداد تشكل 20% من مجموع طيور فلسطين. الحسّون وعصفور الشمس ودعا "التعليم البيئي" إلى حماية طائر الحسّون، الذي يتعرض لخطر الانقراض بفعل اصطياده بشكل جائر، والمتاجرة به في الأسواق وبيعه بمبالغ كبيرة. والمساهمة في توثيق عصفور الشمس الفلسطيني الطائر الوطني، من خلال رصد أماكن انتشاره والتقاط صوره الساحرة. وحث المهتمين والصحافيين والطلبة على المشاركة في نشر صور طائر فلسطين الوطني، الذي يطلق عليه (أبو الزهور)، عبر موقع التواصل الاجتماعي للمركز https://www.facebook.com/eecbeitjala. |