|
"لا يوجد شيء أسمه أخلاق الصحافة "
نشر بتاريخ: 10/05/2016 ( آخر تحديث: 11/05/2016 الساعة: 18:35 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعد ربع قرن في المهنة، بحثت ولم اجد شيئا أسمه ( أخلاق الصحافة ) وانما هي فكرة نقلها "متحمسون " الى العواصم العربية بهدف نظم العلاقة الداخلية بين المؤسسات الاعلامية والافراد والمصادر ، ومحاولة يائسة لحماية حرية الصحافة من قمع الانظمة والحكومات في فترة الستينيات والسبعينيات .والاخلاق موجودة في كل المجتمع وليس للصحافة فقط . فاما ان تكون اخلاقي في كل شئ او لا اخلاقي . وقمة الاخلاق في الصحافة ان تنتصر للطفل في وجه الجنرال ، وللمواطن في وجه السلطان ، وللفقير في وجه الشركات الكبرى وللضعفاء اما الاقوياء ، وللمساكين امام الجبارين .
امّا في المجتمع العربي فلم يكن هناك اية حاجة للدخول في هذا الامتحان ، لان المجتمع العربي لم يتطور بعد الى الصناعات الثقيلة والشركات الكبرى وانما هو بالحد الأعلى لا يزال في مرحلة الكمبرادور الذي يوزع منتوجات الغرب ولا ينافسها أبدا .
ان اخلاق المجتمع العربي، لا تزال مصنوعة من أشد الحبال ومحصنة بأقوى القلاع .. وهي التي تحكم الصحافة وتحكم السياسة وتحكم التمريض وتحكم المواصلات العامة ، وتحكم الطيران ، وتحكم عمل المضيفات والمغنيات والمعلمات . عامل واحد يلعب دورا في تغيير قواعد الاخلاق سلبا أو ايجابا ، وهو ارتباطه المباشر بالعملية الانتاجية في المجتمعات ، ودرجة توازنه وتوافقه مع القواعد الاساسية للدين والقوانين . اما اللوائح والانظمة فهي التي تتغير كل مرة. أما الاخلاق العربية التي أراها بالمجمل العام ايجابية وتبحث عن العدالة والدفاع عن الضعيف ، وان كانت تعمل تلقائيا على تثبيت الاقوياء . فلم تتغير منذ الف سنة . ويبدو انها لن تتغير لالف سنة قادمة . |