|
الحمد الله: نعمل بشكل حثيث على توحيد كافة الجهود دعما لصمود القدس
نشر بتاريخ: 10/05/2016 ( آخر تحديث: 10/05/2016 الساعة: 16:57 )
رام الله- معا- قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "على المجتمع الدولي أن يدرك اليوم، أن السكوت عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته خاصة بحق القدس، إنما يؤجج الصراع ويجر المنطقة نحو المزيد من التعصب والكراهية، لهذا فهو مطالب بأن يولي القدس وأهلها الحماية التي تستحقها، وأن يتصدى لكافة الممارسات اللاشرعية التي تتناقض مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، كمدخل أساسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، وتجسيد سيادتنا في كنف دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية. فلا سلام دون القدس، ولا دولة دون القدس الشرقية عاصمة لها".
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي السابع، اليوم الثلاثاء برام الله، بحضور وزير الأوقاف يوسف ادعيس، مفتي القدس والديار المقدسة محمد حسين، وعدد من ممثلي الطوائف المسيحية، والشخصيات الرسمية والاعتبارية. وتابع رئيس الوزراء: "أجتمع بكم في رحاب مؤتمر بيت المقدس السابع، الذي تتضافر وتتحد في إطاره كافة الجهود دعما لصمود القدس وأهلها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية. ويشرفني أن أنقل لكم تحيات سيادة الرئيس الأخ محمود عباس وتقديره الكبير للمشاركين في هذا المؤتمر الحيوي ورعاته والقائمين عليه، فقد تحول إلى تجمع وطني متنام وواسع النطاق، نؤكد من خلاله أن القدس ليست معزولة أو محاصرة أو منسية، وأننا أصحاب الأرض والحق والمكان". وأوضح رئيس الوزراء: "تزداد وتيرة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، في سباق محموم مع الزمن لمحاولة طمس هويتنا الوطنية والإنسانية ومصادرة عروبة وتاريخ المكان، حيث لا تزال القدس، مدينة السلام وأرض الأنبياء، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام، مدينة الأقصى والقيامة. وتئن تحت وطأة احتلال عسكري استيطاني وتضييقات تهدف إلى تفريغها وتهجير أهلها، وتتعرض مقدساتها الإسلامية والمسيحية لانتهاكات متعمدة وممنهجة، ويصادر حق شعبنا وضيوفه من السياح والحجاج في زيارتها وممارسة شعائرهم الدينية في رحابها". وأردف رئيس الوزراء: "يأتي مؤتمر بيت المقدس محملا بالكثير من المسؤوليات، ليس فقط لتطويع أجندته ومخرجاته لتلبي احتياجات أبناء شعبنا في القدس المحتلة، بل ولحشد الالتفاف الدولي لتعزيز صمودهم وبقائهم في مواجهة مخططات التهويد والتهجير القسري. وفي هذا السياق، فإننا نشدد على أهمية الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف ومؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية، لإنشاء متحف المخطوطات والوثائق والفن الإسلامي، وفتح فرع لمؤسسة "السلام عليك ايها النبي" المكية، التي تؤكد الهوية العربية الإسلامية لبلادنا، وتكرس الوعي الوطني والدولي إزاء حقوقنا التاريخية. وأؤكد لكم على أن القيادة وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس والحكومة لن تتوانى عن تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لضمان تنفيذ هذين المشروعين الهامين، بالإضافة إلى دعم صندوق الزكاة". وأضاف الحمد الله: "إن استمرار انعقاد هذا المؤتمر، الذي يأتي تكريسا لنهج المرحوم الحاج محمد أمين الحسيني، مفتي القدس وابنها البار، إنما يعد فرصة هامة لمراجعة وتقييم تدخلاتنا وأولويات عملنا في القدس، ومراكمة المزيد من العمل لنقف موحدين لحماية مقدساتها وتعزيز صمود أبنائها والحفاظ على هويتها وطابعها وتاريخها. وأتمنى عليكم التركيز على كل ما يخدم المواطن المقدسي ويدعم ثباته على أرضه". وتابع رئيس الوزراء: "إننا ننظر إلى مؤتمر بيت المقدس، على أنه سلسلة متكاملة من العمل الوطني الدؤوب، ولهذا يجب أن تتركز الجهود حول استكمال توصيات العام الماضي، وأن تتحد جهود اللجنة العليا للقدس والمؤسسات الوطنية والأقليمية والدولية، وكافة الصناديق الداعمة للقدس، العامة والخاصة والأهلية منها، ضمن خطة وطنية واحدة موحدة، لتحقيق أهدافنا المرجوة وتنمية المزيد من قدرة أهلنا في القدس على الثبات. واسمحوا لي، أن أعبر باسم شعبنا الفلسطيني، وقيادته الوطنية، وعلى رأسها سيادة الرئيس الأخ أبو مازن، عن تقديرنا للدور التاريخي والمسؤولية العظيمة التي تضطلع بها المملكة الأردنية الهاشمية لحماية القدس من كل محاولات التزييف والمصادرة والتهويد، وصون مقدساتنا الإسلامية والمسيحية. وأن نثمن عاليا جهود جلالة الملك عبد الله ورعايته للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ونشكر له مواقفه الملكية السامية تجاه القدس والأقصى المبارك، والقضية الفلسطينية برمتها". واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "سنبقى دائما موحدين خلف القدس، وسيبقى صمود وتضحيات أبنائها المحرك والموجه لعملنا حتى الوصول بمشروعنا الوطني إلى قدره الحتمي في الحرية والإنعتاق والخلاص التام من الإحتلال الإسرائيلي، ومن جدرانه وإستيطانه". |