فيديو وصور- حافلات قديمة تستحضر النكبة في رام الله
نشر بتاريخ: 15/05/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
رام الله - تقرير معا - هي ذات الحافلات، التي أقلت اللاجئين الفلسطينيين لحظة طردهم من أراضيهم في العام 1948، تراها اليوم في عرض وسط رام الله، في رسالة من شعب فلسطين بأنهم يحتفظون بذات المركبات التي خرجوا بها من أراضيهم، حتى يعودوا إليها مرة أخرى.
من ضاحية الإرسال في البيرة، انطلقت قرابة 20 مركبة وعلى متنها كهول وشبان وأطفال، يرتدي غالبهم اللباس التقليدي الفلسطيني، ليحييوا الذكرى الثامنة والستين للنكبة، في مدينة رام الله.
واستحضرت ساحات رام الله مشهد "النكبّة"، بتسّيير حافلات تاريخية تعود الى ماقبل النكبة الذكرى الثامنة والستين، عقب إعادة تأهيلها وتشغيلها لتحميل لاجئين اختبروا اللجوء، حينما أقلتهم نفس الحافلات، التي انخفض عددها إلى العشرة، من بلداتهم وأراضيهم في العام 1948، إلى مدن الضفة الغربية.
وتأتي هذه المسيرة في محاولة لإعادة الأجيال الجديدة، التي لم تعش أجواء فلسطين قبل وأثناء النكبة، فكان لقافلة السيارات ذاك الأثر، خاصة عندما تشاهد لوحة تسجيل قديمة كتب عليها فلسطين.
وجابت الحافلات رافعة الرايات السوداء شوارع المدينة إحياء للذكرى الـ68 للنكبة، وتأكيداً على حق الفلسطينيين بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948 على أيدي العصابات الصهيونية.
20 مركبة جابت شوارع رام الله، وهي تحمل المواطنين، للتأكيد على تمسك شعب فلسطين بحق عودته إلى أراضيه التي هجر منها قصراً.
حافلة قديمة تعود لسنوات العشرينيات كتب عليها "كويت، بغداد، عمان، الشام، بيروت، القدس"، ولوحة تسجيل لسيارة كتب عليها لبنان في إشارة واضحة الى سهولة تنقل الأفراد والسيارات من فلسطين وإلى الدول العربية دون حدود.
وعبرت القافلة ليس فقط عن الحياة التي كان يعيشها الفلسطيني ما قبل النكبة فقط، وإنما ارتباطه ببعده العربي والذي يشعر الجيل الجديد بغيابه.
إبراهيم اللفتاوي من قرية لفتا المحاذية للقدس كان يقود مركبة والده التي خرج فيها من قرية لفتا، في العام 1948، وتوجه بها نحو قرية بيت إكسا المجاورة، في انتظار خروج العصابات الصهيونية، وتوقف المجازر التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين.
ولكن العودة تأخرت كثيراً، تأخرت لثمانية وستين عاماً، ولكن اللفتاوي لا يزال يمتلك تلك الحافلة التي نقلت عائلته إلى رام الله، ليحافظ عليها حتى يعود بها مرة أخرى إلى قرية لفتا.
الحالة التي أنتجت في العام 1936 يمتلكها المرحوم والده، والذي كان ضمن الثوار الفلسطينيين ضد الاحتلال الإنجليزي لفلسطين، فكان يقوم بنقل السلاح للثوار تحت الخضار والفواكه التي ينقلها.
أطفال اللفتاوي وأبناؤه الشباب، جلسوا إما بجواره أو فوق الحافلة، ليستذكروا طريق الالام التي سار بها قرابة 800 ألف فلسطيني شردوا من أراضيهم في العام 1948، وفروا منها تحت قصف الطيران والمدفعيات.
أحد الأطفال كان شارداً، وهو يرتدي الزي الفلسطيني التقليدي، ويجلس فوق الحافلة، فربما تذكر رحلة العذاب والموت، أو طريق الآلام ومسيرة الجلجلة الفلسطينية، والخروج الأخير من البيت والذي طال انتظاره.
رئيس نادي هواة السيارات القديمة، ناجح القاضي، والذي هجر من قريته قبل 68 عاماً، شارك في مسيرة الحافلات، وبجانبه جلس أبناءه، والذين لا يعرفون بعد تفاصيل تلك القرية، إلا من خلال روايات الجد المرحوم سند، والذي كان يصف لهم قريتهم المهجرة.
أبو سند وغيره من أصحاب السيارات القديمة، والذين نجحوا في الحصول على سيارات بعضها كانت مع ذويهم قبل النكبة، جابوا بسياراتهم الشوارع الرئيسي لرام الله.
أما محمد عليان منسق اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، فقال إن مسيرة الحافلات تأتي للتأكيد على أن شعب فلسطين لن ينسى أراضيه وقراه ومدنه التي خرج منها هرباً من موت محقق، جراء الجرائم التي اقترفتها العصابات الصهيونية.
وأكد عليان أن المسيرة برمزيتها تؤكد أن هذه الحافلات التي أقلت المهاجرين الفلسطينيين خلال النكبة والنكسة، ستكون حافلات للعودة إلى القرى والمدن المهجرة، وأن أصحابها توارثوها وسيورثونها إلى أبنائهم.
68 ثانية أطلقت خلالها سفارات الإنذار بعدد سنوات النكبة، وتشريد شعب فلسطين عن أرضه، وأطلقت صفارات الإنذار من على منابر المساجد، في حين قرعت الكنائس أجراسها، وتوقفت السيارات مدة 68 ثانية.