نشر بتاريخ: 18/05/2016 ( آخر تحديث: 18/05/2016 الساعة: 12:07 )
بيت لحم – معا - من ضمن الشعارات التي رفعها نتنياهو في حملته الانتخابية الاخيرة للكنيست الاسرائيلي عدم تشكيل حكومة مع حزب "العمل" الاسرائيلي بزعامة هيرتصوغ، فما هي المستجدات التي دفعت نتنياهو لفتح حوارات جدية خلال الايام الماضية مع هيرتصوغ لضمه للحكومة الاسرائيلية ؟
هذا الموضوع الذي شغل الساحة السياسية والحزبية الاسرائيلية مؤخرا تناوله موقع "والاه" العبري اليوم الاربعاء في محاولة لفهم ما سيحققه نتنياهو من هذه الخطوة، واستعداده لمواجهة اقطاب اليمين الذين سيخرجون في اليوم التالي لتشكيل الحكومة الجديدة مع هيرتصوغ، ويهاجمونه ويتهمونه بضرب طهارة حكومة اليمين الاسرائيلي والتراجع عن وعوده الانتخابية، وسيكون نفتالي بينت الشريك الرئيسي لنتنياهو في الحكومة أول المهاجمين .
من الواضح بأن ما يدفع نتنياهو لهذا التوجه له اسبابه القوية والتي تلتقي ايضا مع اسباب حقيقية تدفع زعيم "المعسكر الصهيوني" هيرتصوغ للدخول في حكومة مع نتنياهو، بالرغم من المعارضة الشديدة التي يجدها داخل حزبه، ويتضح بأنه بعد مرور سنة على الانتخابات وتشكيل الحكومة فأن هيرتصوغ وفقا للعديد من الاستطلاعات وكذلك واقع الحال السياسي تراجع بشكل كبير، ولم يعد الزعيم الذي يثق فيه الجمهور الاسرائيلي ليقود الحكومة، وبات يائير لبيد زعيم حزب "يوجد مستقبل" هو الشخصية السياسية الأكثر تأثيرا في الساحة السياسية والمعارضة، حتى ليبرمان زعيم "اسرائيل بيتنا" يخرج كل اسبوع في تصريح يثير ضجة في الساحة السياسية ويظهر من خلاله بأنه الشخصية السياسية التي تقف في وجه نتنياهو .
لذلك فأن هيرتصوغ يسعى من خلال انضمامه للحكومة وتسلمه حقيبة الخارجية العودة الى الواجهة السياسية والتأثير، يحقق من خلاله ما فقده خلال السنة الماضية خاصة بأنه سيحاول اللعب على وتر عملية السلام مع الجانب الفلسطيني .
ويسعى نتنياهو لتحقيق عديد المكاسب من خلال هذه الخطوة او على الاقل درء الخطر الذي قد يواجهه من الرئيس الأمريكي باراك اوباما، خاصة بأنه يشعر بتخوف حقيقي من انتقام اوباما فيما تبقى له في الرئاسة الأمريكية على طريقة تعامل نتنياهو خلال السنوات الثلاث مع الادارة الأمريكية، وأكبر المخاوف لدى نتنياهو بأن تدعم الولايات المتحدة في مجلس الأمن مشروع القرار الذي يعتبر كافة المستوطنات في الضفة الغربية والقدس غير شرعية، او على أقل تقدير عدم استخدام الفيتو ضد هذا القرار، كذلك سعي الرئيس الأمريكي لطرح الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في المحافل الدولية، واستمرار تبني هذا الموقف في الادارة الأمريكية في حال فوز هيلاري كلينتون في الرئاسة .
فهو اليوم بحاجة لزعيم المعارضة هيرتصوغ في منصب وزير الخارجية وهو صوت مختلف عن اليمين ويستطيع التعامل مع المستجدات الدولية، ويمكن الدخول من خلاله في تفاهمات أو مفاوضات سياسية مع الجانب الفلسطيني والتي يجري تحديد سقفها سلفا من قبل نتنياهو، وقد تكون تجربة مكررة لحكومته السابقة والتي كان يتواجد فيها يائير لبيد وتسيفي لفني .
كذلك فأنه سيتخلص من التهديدات المستمرة من قبل نفتالي بينت شريكه الرئيسي في الحكومة، والذي يستطيع اسقاط الحكومة في أي وقت يشاء دون ان يكون لدى نتنياهو أي بدائل أخرى، كذلك فأنه سوف يتخلص من المناكفات التي يقوم بها العديد من وزرائه الذين يجدون في انفسهم زعماء وقادرين على التصريح في أي مناسبة، ما تسبب له في العديد من المشاكل المختلفة السياسية والأمنية .
ويربط ايضا الموقع خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي أمس الموجه للاسرائيليين، واستعداد الرئيس المصري في المضي قدما في عملية سلام حقيقية في المنطقة، ودعوة اسرائيل لاستغلال هذه الفرصة بالتوصل الى اتفاقية سلام مع الفلسطينيين والتي ستقود لسلام في المنطقة وتعاون بين الدول العربية واسرائيل، فوجود هيرتصوغ وزيرا لخارجية اسرائيل سيسهل الدور المصري في عملية السلام .
ومع ذلك فأن الموقع العبري يطرح السؤال المركزي حول نجاح نتنياهو وكذلك هيرتصوغ في تحقيق اهدافهما من خلال تشكيل هذه الحكومة، خاصة في الموضوع السياسي والتعامل الجدي في عملية السلام، ويشكك الموقع بأن يسمح نتنياهو لزعيم "المعسكر الصهيوني" بفتح مفاوضات جدية للتوصل الى سلام مع الجانب الفلسطيني، كذلك فانه حتى لن يسمح له بالمضي قدما بخطته السياسية بالانفصال عن الفلسطينيين في القدس الشرقية، وضم العديد من البلدات واقرى الفلسطينية الى مناطق السلطة الفلسطينية، كذلك فأن الموقع يذكر هيرتصوغ بموقف الحكومة الاسرائيلي بعد خطاب الرئيس المصري في مؤتمر اعادة اعمار قطاع غزة والذي لم يختلف عن خطاب أمس، حيث صدر موقف من حكومة نتنياهو جاء فيه "شكرا على هذه التصريحات، وسنقوم بدراستها بجدية"، وكان يائير لبيد وتسيفي لفني وزراء في حكومة نتنياهو وقتها، فهل تغير شيء لدى نتنياهو ليستطيع هيرصوغ القول بأنه قادر على احداث التغيير ؟