وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

افتتاح اول الايام الدراسية حول الحصار أبعاده ونتائجه" في كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية

نشر بتاريخ: 14/11/2007 ( آخر تحديث: 14/11/2007 الساعة: 16:41 )
غزة-معا- افتتحت اليوم كلية المجتمع والعلوم المهنية والتطبيقية اول الايام الدراسية الخاصة بمناقشة "الحصار.. أبعاد ونتائج" بمشاركة وحضور المهندس جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار والدكتور يحيى السراج عميد الكلية، والأستاذ ناهض الريس، وزير العدل السابق والمستشار القانوني، والدكتور خليل النمروطي، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بالجامعة الإسلامية، والدكتور هشام غراب، رئيس وحدة البحث العلمي، والدكتور محمد رمضان صالح من الخدمات الطبية، إضافة لعدد من المسئولين ورؤساء الأقسام والعديد من الشخصيات الاعتبارية وطلبة وطالبات الكلية.
وتناول المتحدثون الأبعاد القانونية والاقتصادية والصحية للحصار، واهم الآثار التي طرأت على هذه القطاعات بسببه.
مع المجتمع

وافتتح الدكتور يحيى السراج، عميد الكلية اليوم الدراسي مؤكدا على حرص الكلية على أن تكون جزءا من المجتمع وتقديم كل ما يلزمه، مضيفا أن من واجبنا جميعا العمل على إبراز الآثار السلبية لهذا الحصار الظالم على شعبنا.

وأضاف الدكتور السراج متمنيا أن يكون هذا اليوم هو نداء للوحدة لأنه بدون التكاتف والتلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني لن تحدث هناك أي تطورات إيجابية ولن يكون بمقدورنا ان نحقق أهدافنا، موجها في الوقت ذاته صرخة من أجل العمل الجاد والمتواصل من اجل الوصول لحل قريب وعاجل لموضوع الحصار والتخفيف من آثاره.

ومن ناحيته ثمن المهندس الخضري جهود الكلية في هذا الإطار، مشيرا إلى اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار والتي يرأسها رغم انه تم الإعلان عنها منذ أسابيع قليلة إلا أنها استطاعت ان تؤدي دورا بارزا، مضيفا أن اللجنة عملت بجهود متواصلة من أجل تحريك العالم من أجل أن يقف العالم موقف المساهم والرافض للحصار.

وأشار المهندس الخضري أن اللجنة تعمل بعيدا عن أي تجاذبات سياسية، مضيفا أنها تعمل على إبراز الآثار السلبية للحصار ومعاجلة هذه الآثار بجانب العمل المضني والجاد من أجل فك الحصار بعد صمت عربي ودولي إزاء هذا الموضوع.

ودعا المهندس الخضري إلى تشكيل لجنة فلسطينية عربية دولية لإبراز كل ما يجري على الأرض الفلسطينية، موجها دعوة أخرى في الوقت ذاته لوسائل الإعلام وخاصة العالمية منها إلى العمل برسالة صحفية مهنية وهي نقل الحقيقة الواقعة ومدى المعاناة التي يقاسيها الشعب الفلسطيني.

الآلاف في خطر!!

وصنف المهندس الخضري جوانب معاناة الشعب الفلسطيني مبتدئا بالحديث عن الجانب الصحي حيث يعاني أكثر من ألف مريض حالتهم لصحية خطيرة للغاية ويحتاجون للنقل للعلاج بالخارج وقد توفي منهم حتى الآن خمسة وما زال العدد مرشحا للازدياد، مضيفا أن العديد من الأدوية على وشك النفاذ وهذا يهدد حياة الآلاف بالخطر وخصوصا مرضى السرطان، مشيرا إلى الأجهزة الطبية المعطلة والمراكز الطبية المتوقفة بالكامل نتيجة للنقص الحاد في الأدوية والمعدات.

وانتقل المهندس الخضري بالحديث بعد ذلك عن الكادر العمالي في قطاع غزة، موضحا أن هناك أكثر من 140 ألاف عامل انضموا لقائمة البطالة، بجانب خسارة ما يقارب 250 مليون دولار نتيجة النقص الحاد في مواد البناء والإنشاءات ومواد الصناعة الأساسية، مضيفا أن ما يقارب 3500 ورشة ومصنع ومؤسسة تم إغلاقها في مختلف مجالات الصناعة حيث بلغت خسائر القطاع التجاري والصناعي ما يقارب مليون دولار حيث أن هناك بضائع محتجزة على المعابر الإسرائيلية بقيمة 100 مليون دولار تمنع السلطات الإسرائيلية دخولها للقطاع.

وانتقل المهندس الخضري إلى القطاع الزراعي مشيرا إلى انه أصبح مدمرا بشكل كبير، مضيفا أن الدمار طال أيضا الطلاب الذين قدموا قطاع غزة ولم يستطيعوا العودة لمقاعد دراستهم بسبب إغلاق المعابر والأشخاص الذين فقدوا أقاماتهم بسبب الحصار.

وعن المبادرات العربية والدولية للمساعدة في هذه منحة ثمن المهندس الخضري هذه المبادرات الطيبة والايجابية من البعض مثل مبادرة جمهورية مصر العربية الشقيقة بزيادة كمية الكهرباء التي تزود بها قطاع غزة، ومبادرة سمو الأمير نايف عبد العزيز بالتبرع بخمسين وحدة غسيل كلى، وعدة مؤسسات مثل البنك الإسلامي للتنمية والصندوق السعودي للتنمية، داعيا إياهم في الوقت ذاته إلى مضاعفة المساعدات والإسراع بها.

من غزة...الى بان كي مون!!

وحول الأبعاد القانونية للحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحدث المستشار القانوني وزير العدل الأسبق الأستاذ ناهض الريس أن هذا الحصار يعد انتهاكا لحقوق الإنسان والشرعية الدولية، مضيفا علينا أن نقف ونخاطب العالم الخارجي كي يسمع مظلمتنا.

وفي رسالة وجهها السيد الريس إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة مذكرا إياه بحديثه عن ضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط وضرورة إنهاء النزاع في المنطقة، مضيفا أننا بحاجة ماسة إلى ما هو أكثر من الشعارات والجمل المعبرة لإنهاء الحصار الذي يقع ضحيته أكثر من مليوني فلسطيني.

ويكمل الريس رسالته بالحديث عن المادة 13 من القانون الدولي والتي تعطي الحق لكل فرد في حرية التنقل واختيار محل إقامته، كما وتعطيه الحق في أن يغادر أي بلاد بما فيها بلاده والعودة لها متى شاء، مؤكدا على ان حرية التنقل ضرورية وحاجة نفسية للفلسطينيين خصوصا في الوقت الراهن.

وانتقل الريس في حديثه عن المعابر الفلسطينية المغلقة بالكامل والتي يستولي فيها الاحتلال الإسرائيلي على السيادة الكاملة وليس للفلسطينيين أي حق فيها، مضيفا أن هذا الحصار قرار غير إنساني ويعوزه أساس قانوني ولا يحق لأي كان أن يحرم حرية التنقل الجماعي مهما كانت دواعيه.

وختم الريس رسالته بدعوة عاجلة إلى قدوم لجنة دولية من لجان القانون الدولي الإنساني للتحقيق في الحصار ودواعيه، مضيفا هذه جريمة في شريعة الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الدولية.

الفقر..في ارتفاع مستمر!!

وعن الآثار الاقتصادية تحدث الدكتور خليل النمروطي أن سياسة الحصار والتجويع هي ليست بجديدة على الاحتلال الإسرائيلي فهي تنتهجها منذ انتفاضة 28/9/2000، مضيفا أن الاحتلال يسعى لإضعاف الاقتصاد الفلسطيني عبر هذا الحصار بجانب أن يجعل التبعية على الكيان الإسرائيلي في كل ما يتعلق بالأمور التجارية والاقتصادية.

ونوه الدكتور النمروطي أن إسرائيل ومنذ ست شهور لم تسمح بإدخال أي مواد أو سلع تجارية إلى غزة وبذلك انخفضت قيمة الصادرات والواردات بشكل حاد في المجتمع الفلسطيني مما أدى إلى قرب كارثة اقتصادية حقيقية يمكن أن تقع في قطاع غزة.

وأشار الدكتور النمروطي أن هذا الحصار الاقتصادي الخانق قد زاد من ارتفاع مؤشر الفقر لأكثر من 70% وبالتالي انخفاض حصة الفرد، مؤكدا على ضرورة التحرك السريع والفوري في إطار إنقاذ ما تبقى من الاقتصاد الفلسطيني.

ونوه الدكتور النمروطي أن إغلاق المعابر والتي تعد منافذ رئيسية لقطاع غزة هو السبب الرئيسي وراء هذا التدهور، مضيفا ان القطاع يحده معبر رفح الحدودي وهو مغلق بالكامل وأيضا تم إغلاق كل المعابر التجارية الأخرى التي يمكن من خلالها عبور مواد تموينية وتجارية للقطاع.

الحصار القاتل!!

أما الآثار الصحية والتي تناولها الدكتور محمد رمضان صالح، الطبيب المعالج في مستشفى الخدمات العسكرية بغزة، فقد أوضح أن الحصار يقتل المرضى بشكل سريع بحيث يؤدي نقص الأدوية والمعدات الطبية إلى تدهور حالة المرضى الصحية وبالتالي إلى وفاتهم، مضيفا أن كل شرائح المجتمع تعاني من هذا النقص حتى الأطفال لا يجدون التطعيم الملائم لهم وبالتالي يؤدي إلى تشوهات خلقية لديهم، والشباب الجرحى من العدوان الإسرائيلي لا يجدون الرعاية الطبية الملائمة، وكبار السن ذوي الحالات المرضية المزمنة أيضا يعانون.

وصنف الدكتور صالح الحصار إلى خارجي وداخلي، مشيرا أن الحصار الداخلي هو نقص الأدوية والمعدات على سبيل المثال النقص الحاد في معدات غسيل الكلى، ونفاذ غاز النيتروز الذي يستخدم في التخدير مما يعني الموت المحتم لأصحاب العمليات الجراحية، وأضاف أن الحصار الخارجي لأولئك المرضى الذين يحتاجون إلى نقل للعلاج بالخارج ولا يجدون منفذا.

وأوضح الدكتور صالح إلى ان النقص الحاد في الأغذية والوقود يؤثر أيضا على القطاع الصحي مما يسبه قلة الغذاء من كوارث صحية وتدهور صحي لدى العديد من الأفراد في المجتمع، مضيفا ان الغذاء هو الشريان الرئيسي لصحة الإنسان.

وفي ختام اليوم الدراسي دعا الدكتور هشام غراب رئيس وحدة البحث العلمي بالكلية، إلى ضرورة إبراز الآثار السلبية للحصار الذي لا يستند إلى أي قانون عالمي، مؤكدا على ضرورة توحد القادة الفلسطينيين من أجل العمل معا ضد هذا الحصار الخانق الذي يذهب ضحيته الشعب، داعيا في الوقت ذاته مجلس الأمن أن يمارس مهامه للإنهاء الفوري والسريع للحصار بجانب دعوة كافة الأطر الشعبية الفلسطينية بالقيام بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي تبرز الآثار السلبية للحصار.

يذكر ان الجزء الثاني من فعاليات الأيام الدراسية "الحصار..أبعاد ونتائج" ستكون السبت القادم 17-11-2007 وتتناول الآثار والأبعاد النفسية والاجتماعية والتعليمية والتربوية للحصار بمشاركة العديد من الخبراء والمختصين وممثلي المؤسسات التعليمة ومراكز حقوق الإنسان.