نشر بتاريخ: 23/05/2016 ( آخر تحديث: 24/05/2016 الساعة: 10:33 )
بيت لحم- معا- رغم أن التهديد كان واضحا منذ اسر الجندي غلعاد شاليط وحتى حصول الاستخبارات العسكرية على معلومات هامة قبل الحرب بعدة اشهر اتضح من خلال بروتوكولات "الكابينت" الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي لم يكن يملك خطة واضحة ومبلورة حين بدأت الحرب الاخيرة على غزة او عملية "الجرف الصامد" كما يسميها الجيش الاسرائيلي حسب تعبير موقع القناة الثانية الناطق بالعبرية الذي نشر " الاحد " بعض محتويات بروتوكولات الجلسات التي عقدها الكابينت الاسرائيلي خلال تلك الحرب والخلافات والاختلافات التي سادت بين الوزراء اعضاء هذا المجلس الذي يعتبر الاهم في سلسلة القرار الاسرائيلية، اضافة للشكوك التي ثارت حول اخفاء الجيش معلومات حساسة عن وزراء الكابينت.
وتشير البروتوكولات ومحاضر الجلسات التي شكلت الاساس والقاعدة التي استند عليها مراقب الدولة في كتابة تقريره الى الضغط السياسي المركز الذي مارسه تحديدا الوزير "نفتالي بينت " لإجبار الجيش على تنفيذ عملية برية ضد الانفاق .
واجتمع "الكابينت" في اليوم الذي عثرت فيه اسرائيل على جثث المستوطنين الثلاثة الذين تم اختطافهم قرب "عصيون" جنوب بيت لحم وشكلت عملية الاختطاف الذريعة غير المعلنة لشن الحرب على غزة، وأعرب حينها وزير الجيش يعلون ورئيس الاركان بني غنتس وجهاز الشاباك عن تقديرهم ان حماس لا تتجه نحو الحرب ولا تخطط لتصعيد المواجهة .
وهدد نفتالي بينت وافيغدور ليبرمان بالتصويت ضد قرار تنفيذ عملية عسكرية ضعيفة وواهنة وأسهب "بينت" في الحديث عن عشرات الانفاق الهجومية معربا عن خشيته تنفيذ حماس لهجوم استراتيجي .
وقال يومها نتنياهو مخاطبا وزير الجيش يعلون "اريد ان ارى خطة لمواجهة خطر الانفاق حتى وان تسببت بتصعيد الاوضاع وإطلاق الصواريخ" وانتهت الجلسة هنا دون اتخاذ قرارات.
واجتمع الكابينت بعد 24 ساعة من اجتماعه الاول مرتين، وعرض يعلون تقريرا مفاده ان مصر ابلغتهم برغبة حماس في تهدئة الاوضاع وعدم الانجرار نحو التدهور .
"ماذا سيحدث لو استخدموا الانفاق كما فعلوا في حالة شاليط ؟ سأل نفتالي بينت وهنا اوضح نتنياهو قائلا "ان عملية تسلل بري ستقود اسرائيل وتجرها الى اعادة احتلال غزة" .
وفي هذه المرحلة ادعى يعلون قائلا " اذا لم نقم بعملية من طرفنا فان حماس لن تستخدم الانفاق ".
"هل يمكنك ان تعرض علينا خطتك لمواجهة الانفاق ؟ رد عليه نفتالي بينت وهنا تدخل نتنياهو موضحا ان الجيش بحاجة لوقت لانهم لا زالوا يدرسون الخطة وهنا هاج نفتالي بينت متهما الجيش قائلا " كان عليهم ان يكونوا مستعدين وان يقوموا بدروسهم جيدا ".
وبعد 24 ساعة اخرى انعقد الكابينت مرة اخرى وعرض جهاز الشاباك معلومات تتعلق باكتشافه لانفاق هجومية تخترق الحدود الاسرائيلية تهدف الى تنفيذ هجمات في منطقة معبر كرم ابو سالم .
رئيس الشاباك : من الناحية الاستراتيجية لا يوجد لدى حماس نية لاستخدام الانفاق .
بينت: كيف عرفتم ؟
رئيس الشاباك : لم يجب على هذا السؤال
بينت : هل هناك طريقة تمكننا من تدمير الانفاق؟
غنتس : هناك عدة خيارات للعمل .
بينت : هل لديك خطة ؟
يعلون : نعم
غانتس: يجب ترك امر الانفاق حتى نتخذ قرار هل سندخل غزة بريا وكيف.
هنا كان غنتس يتحدث عن قصف فتحات الانفاق من الجو استنادا للمعلومات الاستخبارية .
وانعقد الكابينت مرة اخرى يوم 3/7/2014 وادعى الجيش ان حماس لا ترغب ولا تريد استخدام الانفاق لكن هذه الاقوال اشعلت حربا بين الوزراء الحضور .
نتنياهو : مهاجمة الانفاق جوا ستفرض صعوبات على عمليات الكشف والتدمير .
بينت: هناك سيناريو يتعلق بوقوع عملية قتل جماعي انطلاقا من الانفاق .
غنتس : اذا خرجنا من احد الانفاق واطلقوا علينا النار من فوق احد التلال فأننا سنحتلها وتلة وراء اخرى سنجد انفسنا وقد احتلينا قطاع غزة .
بينت : نحن من يقرر متى وكيف نخرج .
يعالون : اخاف على قانا من ان يتم امتصاصها لداخل غزة لذلك علينا ان نتوصل الى تهدئة .
وفقط في هذه المرحلة بلور الجيش خطة للدفاع المتقدم في المنطقة الجنوبية تتضمن الدفاع ومعالجة الانفاق وتم عرض الخطة على رئيس الاركان ووزير الجيش اللذين لم ينقلاها الى الكابينت الذي اجتمع بعد يومين من هذا التاريخ وتحديدا يوم 7/7/2014 .
وطالب نفتالي بينت في هذه الجلسة ضم قضية معالجة الانفاق الى اهداف العملية الامر الذي عارضه نتنياهو ويعالون .
يعالون : من غير الصحيح تحديد تجريد حماس من الانفاق كهدف في هذه الجولة من القتال والمصريون يعملون من اجل التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار .
يوسي كوهن رئيس مجلس الامن القومي : لقد سألنا رئيس الاركان الذي قال لنا انهم يبذلون قصارى جهدهم لكن لا يمكن تدمير كل شيء .
بينت وليبرمان : هل درست كافة الخيارات بما في ذلك الدخول البري ؟
رئيس الشاباك : الجيش قرر عدم الدخول بريا في هذه المرحلة .
واتهم الجيش نفتالي بينت باستخدام معلومات حصل عليها من ضباط ميدانيين في لواء غفعاتي تلاعب بهم وقام بعرض خطط وافكار على الكابينت انطلاقا من معلومات ميدانية دون ان يدرسها بعمق او يقدر ابعادها العميقة .
وصل قائد المنطقة الجنوبية يوم 14/7/2014 الى الكابينت وحينها فقط تم عرض خطة مواجهة الانفاق :
بينت : كم تتوقع ان تجرنا هذه الخطة الى داخل غزة الى أي مدى يمكنها ان تجرنا الى الداخل ؟
قائد المنطقة الجنوبية - ترجمان : سيكون هناك احتكاك لكن محظور علينا ان نبالغ .
بينت: ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني ؟
يعالون وغنتس : هو لن يكون مكانك انت هو انت وهو هو ؟
وهنا حاول يعالون وغنتس منع ترجمان من الكلام لكن نتنياهو طلب منه الاجابة.
ترجمان : سواء كنت مكانك او بقيت كما انا فانني سأفعل .
ليبرمان : يجب علينا ان نقوم بكل شيء او لا نقوم بأي شيء فإما ان نحتل قطاع غزة او نوقف كل شيء.
وعرض بقية الوزراء كلام ليبرمان ولم يوافقوا عليه
يعالون : حتى لو دخلنا الى قطاع غزة فليس مضمونا ان ندمر كل شيء
وزراء : هل تؤدي الغارات الجوية الى تدمير الانفاق ؟
غنتس : ما يجري عملية تشويش وليس منع
نتنياهو : هذه ملاحظة صحيحة
بينت : هل هذا يسبب ازعاج ؟ هل تؤدي الغارات الجوية الى عرقلة والمساس بقدرتنا على اكتشاف الانفاق .
غنتيس: بنسبة معينة ، نعم .
وبالتوازي مع هذه الجلسات العاصفة تواصلت الجهود الدبلوماسية فيما وصف نفتالي بينت رئيس الاركان غنتس بالحصان الكسول وان الجنود والضباط في الميدان متحمسين للدخول الى غزة لكن القيادة العسكرية تمنعهم.
بدات المرحلة البرية من عملية الجرف الصامد يوم 17/7/2014 واستمرت 50 يوما قتل خلالها 67 جنديا وخمسة مدنيين حسب القناة الثانية وموقعها الالكتروني.