|
يا ابن كنعان ....
نشر بتاريخ: 23/05/2016 ( آخر تحديث: 23/05/2016 الساعة: 11:52 )
الكاتب: يونس العموري
يا ابن كنعان هي الرواية والاقصوصة تكرر ذاتها ، ومرة اخرى نجدنا على اعتاب بوابات قصر الاليزيه، او قد نكون لاهثين خلف سراب اقوال سيد قاهرة المعز، في ظل الاقوال الكثيرة وقد تكون الكبيرة في ابجديات اللغة، وطحن الماء ...
ونجدنا على اعتاب بوابات الانتظار لردة الفعل المنطقية والطبيعة حينما تمتهن الكرامة وتستباح حواري وازقة عاصمة الفقراء والمؤمنين بانسانيتهم .... ومرة اخرى يغزونا السؤال المتكرر منذ ان أُخضعت يابوس في أتون الصراع على واقعها الراهن .... ويداهمنا القلق على مصير ابن كنعان في ازقة ايلياء العتيقة وحقيقة مستقبله ومرة اخرى يأتينا النبأ العظيم المرير والحقيقة الساطعة بأن لا ننتظرهم وهي الرسالة التي تلقفناها .... فاياك يا ابن كنعان الرابض على اسوار القلاع العظيمة في القدس اياك يا سيدي أن ( تقرأ حرفاً من كتابات العرب, فحربهم إشاعة, وسيفهم خشب, ووعدهم كذب ..) باسماءهم يجيئون ويجوبون سويعات في دوائر مغلقة ويرقصون رقصات الوجود على اعتاب البيوت التي ما زلت تنبض بالحب والحكايا للمنتظرين لبزوغ فجرهم المتسلل رغما وارغاما ..... يا ابن كنعان لا تراهن عليهم ولا تراهن على ضجيجهم وامكث حيث انت الان واياك ان تتساوق مع لغة السوق الحديثة وان حاولت الاقتراب من صُناع القرار فخلي بينك وبينهم مسافة (فليس بين الرصاص مسافة ...) ولا تعبر مواكب امراء الزيف ... اعلم ان ثمة خربشات تغزونا وتختلط الاسماء الدالة عن مكنوناتنا وتسقط لغتنا وسط الضجيج الفارغ المضامين، وبالصوت المرتد عن جدران الكذب يخرج الحاقد عن موروث التاريخ ومسلماته ويطعن بكرامة الكرامة ويعتدي على الرمز في محاولة منه لإسقاطنا في بحر تناقضاته وتجاذباته ما بين الولاء لظلامية الفكر واطروحاته وابن رشد كان قد تم صلبه على جدران السقوط بالاندلس .... وعلماء السلاطين يلهثون خلف القيصر في محاولة منهم لإثبات حسن النوايا وتقديم اوراق الاعتماد لأندية اللاعبين الجدد في المنطقة ليكون سيد الموقف استجداء اساطيل الاطلسي بضرورة ان تتحرك نحو اللاذقية لإسقاط الطاغية، وحيث ان الخربشة سيدة الموقف فما كان الا ان يتم وضعنا ما بين حكم الطغاة وما بين الاحتلال والاذلال، والشرق تغرب من خلاله الشمس وقتما تشاء دونما اي شكل من اشكال المواقيت التي شأنها ضبط وقائع اللحظة .... بالكلام المباشر وبالشكل المُباح وما تيسر من الصدق والممكن، ان الاطروحة الجديدة المعتدية على كفاحنا وسفر النضال، تأتي في سياق حسابات المصالح لكينونة تحطيم الرموز وتقديم الجديد وكأن التاريخ يبدأ من عند الخط الفاصل ما بين الحقيقة والتزوير ووفقا لمقاييس الآحكام الشرعية الصادرة عن المقامات العليا لشيوخ الارتهان للعواصم الاخرى ، وشكل من اشكال التطبيل والتزمير لفقهاء الدين الجديد المتسواق مع اطروحة العم السام وقوانين المرحلة تفرض هذا الشكل من المباغتة وهنا لابد ان تعترف ان (الطالبانية) المنتشرة على السواحل الغزية الجديدة باتت تعتبر اوسلو ونصوصه دستورا من دساتير وجودهم بصرف النظر عن الحاكم والمحكوم لطالما ان العبور الى غزة ما كان ليكون لولا الموافقة المسبقة والتنسيق الاممي لأكثر من طرف مع بنتاغون تل ابيب ويوم ان تمت الموافقة على دخول كبير سدنة المعبد جاءت المواءمة والموافقة من ارباب حكماء البرتوكلات الجدد وهم يعلمون ويعرفون لمن يمنحون الموافقات ..... في القدس يا سادة يا كرام كان الانتظار سيد الموقف وكان الحديث يدور بالدهاليز لعل وعسى ان يقول من يمكن ان يقال معلنا بأن حي على الجهاد ... ومفتي الفقراء كان قابعا في زنزانة يُسأل عن معنى الكلام والقصد بالقول وما وراء الافتاء .... للقدس ان تتساءل عن مغزى ومعنى التزوير الحديث والتشويه الجديد لرواية التاريخ النابض بكرامة الكرامة بالاغوار على الضفاف الشرقية للنهر .... وكبيرهم وسيد سادة معبدهم من افتى ومازال يفتي محرما شد الرحال الى ايلياء ... فهو انقلاب الموازيين واختلاط المعايير ... وانفلات الحق وللباطل جولة في هذه المرحلة وتطويع الباطل لإحالته لحق الأحقية ارغاما . ايها السادة .... امراء التطبيل والتزمير كانوا ان قالوا ما قالوا من شعارات رنانة براقة بوجوب اعلان حالة النفير العام والاستنفار لنصرة القدس واهلها وتمزيق اتفاقات العهود البائدة وشحذ همم الامة والاطاحة بكل ما من شأنه ان يعيق تحرير عاصمة عواصم الاسلام والمسلمين وتمكين اهلها وبشرها وحجرها من اسباب الصمود والمرابطة .... واكتشفنا بالصمت المتقن واحتراف السكون والسكوت انه الوهم والسراب اللاهثين خلفه ... انقلبت الموازين أيها السادة في قبائل روما الحاكمة، ودموع العذارى على معابد الرب قد صارت مشهدًا مزعجًا بأعراف القوانين الغازية لدهاليز كهنوت الضفة الثانية على شواطىء المتوسط.. ومنذ اللحظة قد صار للرواية مكامن أخرى وللحكاية وجهة مختلفة وللعشاء الأخير سيرة متعاكسة بأفئدة القابعين المنتظرين للبعث الجديد للسيد المسيح، وقد يكون ممكنًا منذ الآن تصديق رواية كبير سدنة المعبد القديم بأن ابن البتول ما كان له أن يأتي هناك.. ولم يتكلم بمهده وإن لم يشف المريض.. ... يا ابن مريم أُنبأتك أن معبدك قد دنس.. فسادة الروم بالرماح قد عادوا ليصلبوك مرة أخرى على مشانق أغصان الزيتون المقطعة أوصالها بجوار أسوار البلدة العتيقة.. وأنا هنا قابع بالمكان منتظرا للمعجزة من إشارة وبشارة.. والقحطاني العدناني العربي الأمي الامين ربما صار الاختلاف على اسراءه لمهبط الديانات فيه اجتهاد .... وتلوح بالأفق جميلة تخترق الحواجز لتلقي مزاميرها وتجبرنا على الانصياع للنداء الأخير بالربع الساعة الأخيرة بالظرف الراهن، فقد تكون أورشليم قد أضحت الحقيقة ويكون التجوال سيد الموقف لسادة الفقراء في أقاصي الدنيا لنصرة عشاق القدس ومجانينها.. نعتلي المنصة ونمارس فن الصراخ كانعكاس للحظة التوق من قيود دبلوماسية الكلام، وللكلام أن يعبرعن كينونة الخوف فينا من أن تتغير أسماؤنا، ونتوه بصحاري التيه مرة أخرى باحثين لاهثين خلف سراب الماء المتدفق من هناك حيث العطشى للأمل... نقف لبرهة من الزمن قبل الصراخ وافتعال الضجيج... ويكون القرار بأن لابد من ممارسة أعتى أشكال الجنون.. |