وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غياب الاحتفالات وحضور مكثف للبيانات.. فما مصير القضية الفلسطينية بعد 19 عاماً من إعلان الاستقلال؟!

نشر بتاريخ: 15/11/2007 ( آخر تحديث: 15/11/2007 الساعة: 12:06 )
غزة- معا- يحيي الشعب الفلسطيني اليوم الذكرى التاسعة عشرة لإعلان قيام دولة فلسطين المستقلة، الذي دشنه المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، في دورته التي انعقدت في الجزائر عام 1988 اثر الانتفاضة الكبرى في كانون الأول/ ديسمبر عام 1987.

وتمر الذكرى اليوم في وقت دخلت فيه القضية الفلسطينية بأسوأ مضايقها على اعتبار ان هناك حكومتين فلسطينيتين تحكمان شطري الوطن، بعد ان قررت حكومة الوحدة الوطنية المقالة الاحتفال بالذكرى والدخول بيوم إجازة رسمي وهو الأمر الوحيد الذي اتفقت به حكومتا الضفة والقطاع.

فيما تجد الفصائل الفلسطينية الأخرى -عدا عن فتح وحماس - نفسها وقد حارت بين اكبر فصيلين وخارت قواها في محاولات الجمع بينهما في مصالحة وطنية تأخذ الجميع إلى بر الأمان بعد مؤتمر السلام المقرر عقده نهاية الشهر الجاري في أنابوليس.

دعوة وحدة تتكرر وتتجدد يومياً من كافة أطياف الشعب الفلسطيني لضمان تماسك الموقف وتقويته امام تيارات وعواصف الخريف في المؤتمر الدولي للسلام.

فمن جانبها استذكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يوم الاستقلال ببيان تفصيلي للحالة الفلسطينية منذ ذاك اليوم حتى هذه الأيام لا سيما بعد الدماء التي سالت في غزة اثر مهرجان فتح التأبيني للرئيس ياسر عرفات.

وقالت الجبهة الشعبية في بيانها " إن التداعيات التي نشهدها اليوم في قطاع غزة، والدم الذي أريق في شوارع القطاع الجريح بذكرى استشهاد الرئيس عرفات، دون أدنى مسؤولية أو وازع من ضمير وهدر الكرامة والانتهاك المتواصل للحريات، لا يخدم إلا الاحتلال وأعداء شعبنا ومشاريعهم التصفوية ويلحق أفدح الضرر بالمصلحة الوطنية العليا بشعبنا ، ويزكي الفئوية البغيضة".

وحول مؤتمر الخريف قالت :"يأتي توظيف مؤتمر الخريف لهذا الوضع المأزوم داخلياً واجتراره لذات النهج والمداخل الأمنية للحل والاشتراطات الإسرائيلية المخاتله، وشطب حق العودة والإصرار على الاعتراف الفلسطيني بيهودية دولة الاحتلال والعدوان، كل هذا ممثل النموذج الأكثر سطوعاً لهذا الاستخفاف والاستهتار بالحقوق الوطنية لشعبنا وبدور العرب والمسلمين ودعاة السلام جميعاً ، وللالتفاف على حقوقنا المشروعة المحمية بالقانون الدولي".

وطالبت الجبهة في بيانها قيادة م.ت.ف وفريقها المفاوض إلى التوقف الفوري عن عقد اللقاءات "العبثية" مع الجانب الإسرائيلي والتي قالت انه بات يستعملها غطاء لشتى الانتهاكات وجرائم الحرب التي تقترف بحق الأرض والإنسان، والى مطالبة الدول العربية والإسلامية بالتوقف عن الاتصالات والتطبيع مع دولة الاحتلال وتقديم التنازلات لها.

كما جددت دعوتها لحركة حماس للتراجع عن نتائج الحسم العسكري والعودة للشراكة الوطنية وتسليم المقرات المدنية والأمنية للرئيس أبو مازن تمهيداً لاستئناف الحوار الوطني الشامل، مهيبة بالرئيس محمود عباس "أبو مازن" وأعضاء حركتي فتح وحماس وجماهير الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والإسلامية وبالشرفاء العرب وحلفاء وأصدقاء النضال الفلسطيني القيام بكل ما من شأنه أن يضع حداً لهدر الدم والحقوق والكرامة وتعميق الجرح الوطني النازف، بتوفير الأسباب لاستئناف الحوار الوطني الشامل باعتباره السبيل العقلاني الأوحد والأمثل لحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه وتضحياته التي باتت في دائرة الاستهداف والتصفية.

اما من جانبها فقد قالت الجبهة الديمقراطية ان ذكرى الاستقلال تاتي في ظل انقسام مدمر يهدد بتبديد منجزات الشعب الفلسطيني.

وطالبت الجبهة الديمقراطية بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين في أعقاب الأحداث الأخيرة وتحريم الاعتقال السياسي قائلة إن بناء الوحدة الوطنية هو السبيل لمواجهة التصعيد العدواني الإسرائيلي وتشديد الحصار ومواجهة مخاطر مؤتمر أنابوليس وبما يمكن من تمسك الوفد المفاوض بالثوابت الوطنية.

وعن غياب الاحتفالات بهذه الذكرى الوطنية استبعد المحلل السياسي طلال عوكل ان يعود الجمهور الى تكرار تجربة مهرجان ياسر عرفات التأبيني احتفالا باي مناسبة وطنية، معتبرا ان القوى السياسية تجنبت اقامة المهرجانات لان الاحداث الاخيرة خلقت معيار ومقياس كبير لاقامة اى احتفالات بعد ذلك ولو اقيمت الاحتفلات فتكون فى اماكن مغلقة على حد قوله، معتبرا ان لأحداث التي اعقبت المهرجان الخير بغزة استهلكت البعد الجماهيري وخلقت حالة من التوتر والحذر الكبير فى الشارع الفلسطيني، قائلا ان الشعب الفلسطيني يعيش حالة من الاحباط الشديد بسبب الوضع الداخلي في الساحة الفلسطينية.

وعن مصير القضية الفلسطينية في ظلال هذه الذكرى قال عوكل:"اصبح الشعب بعيد عن الدولة الفلسطينية وبات مصير القضية الفلسطينية صعب للغاية حيث لايوجد مراهنات على مؤتمر انابولس فهو لا يخدم اقامة دولة فلسطينية ولا يعزز الامن عدا عن أنه يشكل عامل مساعد او ذريعة لاسرائيل لكي تنهي دولة فلسطين".

وقال ان حصار غزة هدفه فصل غزة ليس فقط عن اسرائيل بل عن الاراضى الفلسطينية باكملها وختم بالقول:" اصبحت ذكرى الاستقلال هدف نضالي وطني عند الشعب الفلسطيني, فقديما شكل اعلان الاستقلال بلورة للهوية الوطنية للشعب وهذا ما يطمح له الشعب الآن".