|
ولادة منتدى فلسطين رسمياً وسط آمال بتحقيق نهضة فلسطينية شاملة
نشر بتاريخ: 15/11/2007 ( آخر تحديث: 15/11/2007 الساعة: 16:40 )
رام الله-غزة- معا- عقد "منتدى فلسطين" اليوم اجتماعه التأسيسي إيذانا بانطلاقه رسميا، بحضور ممثل عن الرئيس ورئيس الوزارء، وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ومئات الأعضاء والمناصرين من مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة ومن الخارج، وذلك في قاعتي قصر رام الله الثقافي ومركز رشاد الشوا الثقافي في غزة.
وافتتح منيب المصري رئيس لجنة التنسيق العامة المؤقتة للمنتدى أعمال اجتماعه التأسيسي لافتا إلى أن اختيار الخامس عشر من شهر تشرين الثاني من العام 2007، والمصادف الذكرى التاسعة عشرة لإعلان وثيقة الاستقلال "إنما يدل على إيمان المنتدى و قناعته بضرورة إعطاء وثيقة الاستقلال الاهتمام المناسب، و العمل على هداها بحيث تصبح الناظم لمواقفنا وطرق عملنا ونظامنا السياسي كله". وقال المصري إن "منتدى فلسطين" محاولة جادة ومخلصة لتشكيل إطار يضم المستقلين الفلسطينيين في داخل فلسطين و خارجها، ممن يبحثون عن سبل للخروج من الأزمة العاصفة التي تهدد القضية الفلسطينية و المشروع الوطني بالتدهور و الضياع، كما تلحق الأضرار بالإنسان الفلسطيني عبر المساس بمقومات وجوده وصموده ومعنوياته على أرض وطنه فلسطين. وأوضح إن فكرة منتدى فلسطين تعبر عن الثقة و الأمل بإمكانية المساهمة في تحقيق الحلم الوطني و الديمقراطي الفلسطيني على الرغم من القلق والمخاوف من تداعيات ومخاطر استمرار الوضع القائم الذي يهدد الوجود الفلسطيني جراء تزايد الهجمة الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية و مصادرة الأراضي و فصل القدس و تهويدها، و الحصار الخانق على قطاع غزة، و العدوان العسكري الإسرائيلي وبناء جدار الفصل الذي يهدف إلى تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، وقطع الطريق على قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، و منع حل قضية اللاجئين على أساس قرار 194 الذي يضمن حق العودة و التعويض. لكن المصري أكد على إن المنتدى "لا يقدم وصفة جاهزة متكاملة و لا يملك عصا سحرية، وإنما هو نوع من الالتزام من قبل الأشخاص الذين سيشاركون فيه، من اجل العمل الجاد و التفاعل الجماعي الهادف إلى إيجاد آليات و طرق جديدة قادرة على إخراجنا من الوضع الراهن". وأضاف:" إن منتدى فلسطين إطار يسعى لتقديم نموذج من المساءلة والمراقبة والشفافية التي لا تكتفي بلعن الظلام، وإنما تؤمن بالمساهمة بإنارته، وضرب المثل والنموذج في اقتراح الحلول بما يحقق الانسجام بين القول والفعل. الحوار اساس العمل وتواصل دائم مع الخارج وتأكيدا للأهمية التي يوليها المنتدى للتواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني في داخل الوطن وخارجه، وفي حرص المنتدى على عقد لقاءات تشاوريه في تجمعات فلسطينية في دول مختلفة، كما حرص على مشاركة نخبة من الشخصيات الفلسطينية في الخارج في إعمال اجتماعه التأسيسي، ومن بينهم رجل الأعمال الكبير عبد المحسن القطان، والذي خصصت له كلمة في الجلسة الافتتاحية للاجتماع. واقر المؤتمر البيان التأسيسي للمنتدى، الذي توج نقاشات تمت عبر عشرات الاجتماعات بمشاركة آلاف الأشخاص في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة والتجمعات الفلسطينية في الخارج، تم خلالها صياغة عشرات المسودات وصولا إلى مشروع البيان بصيغته الحالية، تأكيدا على التزام المنتدى بالحوار نهجا يحكم العلاقة فيما بين أعضائه، وبينه وبين القوى الأخرى داخل المجتمع، السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتضمن البيان التوجهات العامة للمنتدى وإطار عمله في المستقبل، واختيار تسمية "منتدى" لما للكلمة من دلالات مرتبطة بالحوار والتفاعل والمشاركة، وتأكيدا على أهمية هذه الآليات في ضمان الوحدة بين أبناء الشعب الواحد بجميع قواه وفصائله كطريق إجباري للنجاح في مقاومة الاحتلال، ورفض نهج التفرد والإقصاء والتشكيك والتخوين والمحاصصة. ويؤكد "المنتدى" انه ليس حزبا سياسيا، وإنما "إطار ديمقراطي ذو أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية للفلسطينيين أينما كانوا، داخل الوطن وخارجه"، يهدف إلى بناء إنسان يملك كافة مقومات الصمود في معركته الأساسية ضد الاحتلال، الأمر الذي يتطلب توفير سبل الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني بتوفير التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل، وبناء أسس دولة تؤمن سبل العيش الكريم لكافة مواطنيها. اهداف اجتماعية واقتصادية وحدد المنتدى في بيانه التأسيسي جملة من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أبرزها العمل على بناء مجتمع ديمقراطي مبني على المساواة وتكافؤ الفرص وتوفير الحقوق والحريات الفردية والعامة لكل المواطنين دون تمييز، وتعزيز المواطنة واعتماد الحوار والأساليب الديمقراطية في عملية البناء وحل الخلافات بعيدا عن العنف بجميع أشكاله، والحفاظ على دور المؤسسات الشعبية والنقابية والأهلية ومواجهة الفئوية، بما يؤدي إلى أوسع مشاركة شعبية في الكفاح الوطني، وتوحيد كافة الجهود للتي تجمع بين الصمود والتماسك المجتمعي. كما يسعى المنتدى لكي يسود السلم الأهلي كافة نواحي المجتمع، واستخدام الأساليب المشروعة والقانونية للبناء ولحل النزاعات والخلافات الداخلية، والتأكيد على تماسك المجتمع وتوحده على منظومة القيم والأخلاق وقبول الرأي والرأي الآخر، والمشاركة الشعبية وضمان انعقاد انتخابات دورية في كافة أجهزة م.ت.ف والسلطة الوطنية والحكم المحلي وكافة الهيئات المدنية والأهلية. كما يسعى المنتدى إلى تعزيز التعليم الهادف إلى بناء الشخصية الفلسطينية المعافاة الحرة المستقلة والمبدعة ذات التفكير النقدي، وضمان حرية الرأي والتفكير والتعبير والإعلام والثقافة، وتفعيل الجمعيات النقابية والمهنية والخدمية، وضمان الرعاية لكافة المواطنين، وتشجيع الإنتاج والإبداع ومواجهة الاتكال والإهمال، والاهتمام بشكل خاص بدور المرأة في عملية التنمية في جميع نواحيها. ويسعى المنتدى أيضا إلى تقوية الدور التنموي والاجتماعي والاقتصادي وتوفير بيئة مواتية للاستثمار والبناء، وتعزيز دور المؤسسات الاقتصادية الأهلية لتكون الرافعة الأساسية للتنمية وتعزيز صمود المواطنين على ارض فلسطين، وكذلك السعي لتنمية كافة القطاعات والمحافظات دون تمييز. التزام ببرنامج م . ت. ف ووثيقة اعلان الاستقلال ويلتزم المنتدى في بيانه التأسيسي ببرنامج منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ووثيقة إعلان الاستقلال الصادرة عن المجلس الوطني الفلسطيني في العام 1988، باعتبارهما المرجعية السياسية لمعركة التحرر من نير الاحتلال، وإقامة دولة ديمقراطية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194. وعلى هذا الأساس، يؤكد البيان التأسيسي لمنتدى فلسطين ضرورة الإسراع بإعادة هيكلة منظمة التحرير بما يكفل دخول جميع القوى والفصائل تحت إطارها، وتفعيل مؤسساتها بما يضمن القيام بدورها في إدارة النضال ضد المحتل بكافة أشكاله، بما في ذلك المفاوضات. أزمة النظام السياسي ويرى المنتدى إن النظام السياسي الفلسطيني يمر بأزمة عاصفة أدت إلى انقسام خطير وكبير أدى إلى تدهور القضية الفلسطينية وحرف الجهد عن الهدف الوطني، وبالتالي، فقد توصل أعضاء المنتدى إلى قناعة أن أفضل ما يمكن عمله في هذا الوضع، الذي يزداد تردٍ يوماً بعد يوم، هو الاعتماد على قوة الرأي العام الشعبي، محلياً ودولياً، والعمل من خلال منتدى كإطار يصلح لتجميع طاقات أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، بهدف إعادة بوصلة العمل الوطني الفلسطيني إلى وجهتها الصحيحة لمواجهة الخطر الأكبر المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي وهجمته الاستيطانية وجدار الفصل العنصري، الذي يهدف للقضاء على أي أمل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة. ويرى المنتدى إن رسالته تتمثل بالإسهام الفعال في إعادة الاعتبار لقضية شعبنا العادلة واستعادة الزخم للمشروع الوطني بأبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويؤكد على حق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكافة الأشكال والوسائل التي يكفلها القانون الدولي، وبما ينسجم مع عدالة وأخلاقية قضيتنا والمصلحة الوطنية والقومية العليا. نحو انسان قادر ومؤسسة فاعلة وفي ضوء الإصرار الفلسطيني والإجماع الدولي على ضرورة وحتمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، يرى المنتدى أن بناء المؤسسات القوية والفاعلة ذات الكفاءة العالية على جميع الأصعدة، السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، التي تؤسس للدولة المستقلة كاملة السيادة، عملاً وطنياً ذو أولوية قصوى. ولهذا، يؤكد المنتدى أن دحر الاحتلال مهمة ذات طابع شمولي وتحتاج إلى بناء وتمكين الإنسان الفلسطيني والمؤسسة الفلسطينية بما يعزز الصمود والبقاء والثبات في فلسطين، وأن الاستثمار في التنمية في مجالات التعليم والصحة والثقافة والعمل الاجتماعي والاقتصادي والشبابي هي كلها عناصر في صلب المشروع الوطني الفلسطيني نحو بناء الدولة المستقلة ذات السيادة لتأخذ مكانها اللائق كدولة فاعلة تنشط في تعزيز السلم والأمن الدوليين وتساهم في تطوير الحضارة الإنسانية. ويولي المنتدى مدينة القدس أهمية قصوى لما لها من مكانة في قلب ووجدان الشعب الفلسطيني، على جميع الأصعدة الروحية والاقتصادية والثقافية، وسيكون من أولى أولوياته وضع برامج خاصة لتنميه المدينة وإعمارها وتعزيز صمودها، بما يتناسب مع حجم الأخطار والتحديات التي تواجهها. اللائحة الداخلية وتوجهات العمل وإضافة إلى مشروع البيان التأسيسي، ناقش المؤتمر توجهات عمله للعام الأول، باعتباره عاما تأسيسيا وتتضمن بلورة السياسات والرؤى على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ووضع آليات محددة لتنفيذها، وتحديد موقف المنتدى من مختلف القضايا، إضافة إلى ترتيب الأوضاع القانونية للمنتدى، وموازنته التقديرية للعامين القادمين، والانتهاء من تثبيت العضوية وذلك تمهيدا لعقد مؤتمره العام الأول. كما ناقش المنتدى مشروع لائحته الداخلية، التي تحدد هويته ومبادئه التنظيمية، وشروط العضوية التي تنص على عدم جواز الازدواجية بين عضوية المنتدى وأي فصيل سياسي، وحقوق وواجبات الأعضاء، والهيئات المختلفة للمنتدى ونظامه الانتخابي، ومصادر تمويله التي حددها النظام باشتراكات الأعضاء وأية تبرعات غير مشروطة من فلسطينيين، وعدم قبول أي تمويل خارجي. وتنص اللائحة الداخلية على تشكيل جميع لجان وهيئات المنتدى بالانتخاب الديمقراطي الحر عبر الاقتراع السري، وعدم التجديد لرئيس المنتدى لأكثر من فترتين متتاليتين وضمان حق الأقلية بالتعبير عن آرائها داخل اطر المنتدى وخارجها، وحق التكتل وتشكيل المنابر داخل المنتدى. الرأي العام الشعبي وانطلاقا من ايماننا العميق بقوة وأهمية الرأي العام الشعبي وفي سبيل التواصل المستمر مع هذا الرأي، سيقوم المنتدى بتنظيم لقاءات جماهيريه شعبيه يدعى اليها كافة القوى ومؤسسات المجتمع المدني لتشكل منبرا للحوار والنقاش الشعبي يعكس هموم وقضايا المجتمع، حيث يقام فيها نشاطات تطوعيه ومجموعه من العروض الفنيه والثقافيه وندوات للحوار السياسي والمجتمعي والتي سيقوم عبرها بالتفاعل مع الحس الجماهيري لبلورة رؤية شعبية تكون هادياً لبرامجنا ونشاطاتنا الدورية. |