|
امرأة أخلاقية..امرأة حرة..!
نشر بتاريخ: 24/05/2016 ( آخر تحديث: 25/05/2016 الساعة: 00:06 )
الكاتب: اسامة العيسة
أن تكون كاثرين هول، مؤرخة مرموقة ومشهورة في بريطانيا، وتعمل في كلية لندن، فهذا يعني، ان المجتمع الذي أنتجها، يحترم التاريخ كعلم، ويستفيد من أعمالها، ونبشها في تاريخ الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس وعلاقتها بمستعمراتها السابقة.
أن تُمنح هول، من قبل جامعة تل أبيب، الراسخة أكاديميًا، والتي تسبق جميع الجامعات العربية، جائزتها وقيمتها المادية مليون دولار، فان المسألة تتعدى البحث عن بروباغندا دعائية لجامعة في دولة الاحتلال. وان ترفض هول الجائزة، لتواطيء جامعة تل أبيب مع الاحتلال، هو أولاً موقف أخلاقي، وانتصار مهني. دُهش جرجي زيدان عندما وصل فلسطين عام 1913 وزار الكلية التي ستصير جامعة تل أبيب في "محلة تل أبيب في يافا"، والتي تُعلم: "العلوم العالمية، والطبيعة، والرياضية، فضلا عن التاريخ والجغرافيا والآداب، وتُعلم اللغات العبرانية والفرنساوية والتركية والعربية، وفيها المعارض والمعامل للطبيعيات والكيمياء والتاريخ الطبيعي والتصوير"، وتحي اللغة العبرية وتُدرس بها العلوم. تل أبيب هزمت يافا ونَكَبتها، وبعد 68 نكبة، ما زالت تُنتج نَكَبات ثقافية، وسياسية، وسياحية، واجتماعية، واعلامية، وأكاديمية. انظروا فقط للمتحكمين في شؤون ما تبقى من بلاد. ليس لدى هول، عقد نقص، اتجاه الجامعة الإسرائيلية، ومستواها، ويفصح البيان الذي أصدرته عن موقف نِدّي غير متعجل، مشيرة إلى ان قرارها رفض الجائزة جاء كخيار سياسي مستقل، بعد مناقشات مع متخصصين في السياسات الإسرائيلية -الفلسطينية. كاثرين هول، مَثَل أخلاقي، ومهني. شخصيًا، أشعر بامتنان لموقفها..! |