|
رئيس بلدية خان يونس:سياسة الحصار الإسرائيلي تجبر البلدية على نقل أحواض الصرف الصحي
نشر بتاريخ: 15/11/2007 ( آخر تحديث: 15/11/2007 الساعة: 16:54 )
خان يونس-معا- نظمت بلدية خان يونس جنوب قطاع غزة ، اليوم ( أمس ) ورشة عمل حول مشروع " النقل المؤقت لأحواض الصرف الصحي من حي الأمل إلى منطقة المحررات غرب المدينة " بهدف تجنيب المدينة كارثة بيئية وصحية باتت محدقة بخان يونس في حال إستمر منسوب مياه الصرف الصحي بالإرتفاع في بركة تجميع مياه المطر شمالي حي الأمل .
وحضر ورشة العمل التي عقدت في قاعة المؤتمرات التابعة للبلدية الدكتور فايز أبو شمالة رئيس بلدية خان يونس والنائبين الأستاذ يحيى موسى ود . صلاح البردويل عن المجلس التشريعي بالمحافظة إضافةً إلى أعضاء المجلس البلدي للبلدية والمهندس منذر شبلاق مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل وممثلي لجان الأحياء والسكان القاطنين بالقرب من بركة تجميع مياه الأمطار بحي الأمل وممثلين عن منطقة المواصي ووجوه المجتمع وشخصيات إعتبارية . وكانت البلدية قد شرعت قبل أسبوعين بدعم مالي من منظمة الصليب الأحمر الذي قام بتمويل تنفيذ المشروع لصالح مدينة خان يونس بالتعاون مع مصلحة المياه وبلدية خان يونس بكلفة مالية بلغت ( 400 ) ألف دولار. وقام رئيس البلدية د. أبو شمالة بوضع الحضور بأبعاد تنفيذ مشروع الصرف الصحي الذي بات تأخير تنفيذه يشكل معاناة حقيقية لما يقارب من ربع مليون مواطن يقطنون كافة مناطق نفوذ البلدية ، مشيراً إلى أم المشروع قد إستكملت أجزاء كبيرة منه بعد الإنتهاء من محطات الضخ الرئيسية المتمثلة في ( حسبة السمك والوفية والأوروبي ) . وبين أبو شمالة أن البلدية تمتلك ما يقارب من ( 110 ) دونمات في منطقة صوفاه معده خصيصاً لإستقبال المياه العادمة من الصرف الصحي ، لافتاً إلى أن سياسة الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة منذ مطلع العام 2006 أثرت بشكل كبير على تأخير تنفيذ الجزء المتبقي من المشروع والمتمثل في إستكمال الخط الناقل الممتد من منطقة الأوروبي وحتى أحواض المعالجة بمنطقة صوفاه وتقدر بـ ( 2.5 ) كيلو متر تقريباً ، حيث تمنع قوات الإحتلال إدخال مواسير الضغط الحديدية لبلدية خان يونس . وذكر أبو شمالة أن البلدية تقدمت بالعديد من الشكاوي الرسمية للجهات الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية للضغط على الجانب الإسرائيلي وإدخال معدات مشروع الصرف الصحي لتجنيب خان يونس كارثة إنسانية وصحية محدقة بكافة أنحاء المدينة لا سيما المناطق المنخفضة منها . وأوضح أبو شمالة حجم المعاناة التي تفاقمت خلال الآونة الأخيرة بعد إقدام السكان على شبك خطوط الصرف الصحي الخاصة بهم على خطوط تصريف مياه الأمطار بصورة غير شرعية ، مما ساهم في تجميع المياة العادمة في تلك الخطوط ووصولها إلى بركة تصريف المطر بحي الأمل والتي أصبحت تؤثر على السكان بالروائح الكريهه ، مما دعا البلدية وبشكل سريع على توسيع نطاق البركة لإستيعاب كميات مياة الأمطار القادمة والتدفق الهائل من مياه الصرف الصحي الخاصة بالمواطنين . وأضاف : أن منظمة الصليب الأحمر وبعد عدة محاولات من مصلحة المياة وبلدية خان يونس تدخلت وبشكل طارىء لإنهاء الأزمة الحالية ولتفادي الأخطار المحدقة حيث قامت بتمويل مشروع النقل المؤقت لأحواض المعالجة المذكورة إلى منطقة المحررات مبيناً أن منظمة الصليب الأحمر قد إستندت إلى دراسات بيئية وصحية مستفيضة بحيث لا تؤثر الأحواض الجديدة على السكان بالمواصي في كافة المجالات . وتابع قوله: المشكلة الأساسية تكمن في إنهاء الحصار وإدخال المواد الأساسية للمشاريع التطويرية والإستراتيجية ، لافتاً أن البلدية ستنتهي خلال عشرة أيام من تنفيذ المشروع بمنطقة المحررات متسائلاً في الوقت ذاته في حال تم تأخيرة من سيتحمل مسئولية غرق مدينة بأكملها بمياه المجاري ؟ . ودعا أبو شمالة كافة الحضور والمعنيين إلى تغليب مصلحة السكان بخان يونس والحفاظ على حياتهم ، مؤكداً أن الظروف الراهنة المحيطة ببركة حي الأمل وفي حال تم تأخير تنفيذ المشروع ستتفاقم المشكلة برمتها وستضع حياة ما يقارب من ربع مليون مواطن في مرمي الكوارث الإنسانية والصحية كما حدث في القرية البدوية شمال قطاع غزة . ومن جانبه ذكر المهندس راغب عطا الله مقرر اللجنة الفنية ومسئول ملف مشروع الصرف الصحي لدى بلدية خان يونس الأسباب الكامنة وراء تفاقم المشكلة البيئية في بركة حي الأمل بعد قيام المواطنين بربط مياه مجاريهم على خطوط تصريف المطر ، إضافة إلى التوصيلات العشوائية وغير القانونية على خطوط المجاري ، لافتاً إلى وجود خطر محدق من كميات الأمطار القادمة على خان يونس والتي من شأنها رفع منسوب المياة في البركة المذكورة وبالتالي تدفق المياه على السكان المحيطين بالمنطقة بالإضافة إلى المناطق المنخفضة المجاورة . وشدد المنهدس منذر شبلاق مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل أن مدينة خان يونس بوضعها الحالي غير قادرة على الصمود أكثر في وجه أي كمية أمطار فجائية قادمة ، مبيناً أن معظم شبكة تصريف مياه الأمطار المنتشرة بالمدينة مغلقة نتيجة للرواسب مما يؤكد أهمية تنفيذ المشروع المؤقت لأحواض المعالجة في منطقة المحررات مع ضمان عدم تعرض السكان للخطر في حال إتخاذ التدابير اللازمة . وأوضح شبلاق أن المصلحة قامت خلال الفترة السابقة بعقد عدد من ورش العمل مع المتخصصين والمؤسسات ذات العلاقة والبلديات للوصول إلى برامج ومشاريع يمكن لها أن تنمع حدوث الكارثة ، لافتاً أن الصليب الأحمر قد وافق على تنفيذ المشروع بعد أن تأكد أنه لن يسبب ضرر بيئي وإنساني . وأكد شبلاق أن مصلحة المياه أخذت الإحتياطات اللازمة لتجهيز المكان الجديد من خلال فرد طبقة سميكة من الطين المبلل لعدم التعرض للخزان الجوفي ، إضافةً إلى إنشاء عدد من أبار المراقبة المحيطة بالأحواض ، فضلاً عن تجهيز المكان بمشروع لاحق بشبك حماية مع شجر عالي ليكون عبارة عن محمية طبيعية مطالباً كافة السكان بتغليب المصلحة العامة لخان يونس لتجنيب السكان الموت بمياه المجاري بالمدينة. ومن جانبه أكد النائب في المجلس التشريعي عن دائرة خان يونس يحيى موسى وجود ضرر وخطر محدق بمدينة خان يونس ويجب تضافر كافة الجهوود من أجل إزالة هذا الخطر ، لافتاً إلى ضرورة تبنى خيار أهالي منطقة المواصي بإستخدام مواسير الحديد المتواجدة حالياً في منطقة المواصي للإستفادة منها في إستكمال الخط الناقل وذلك بعد فحصها والتأكد من سلامتها من قبل المهندسين في البلدية. وشدد موسى على ضرورة إنقاذ المدينة عبر إستكمال تنفيذ مشروع أحواض المعالجة المؤقت في المحررات وتخصيصه لاحقاً لمياه الأمطار فقط لتجنيب الضرر المستقبلي لسكان المنطقة ، مؤكداً عزمهم في المجلس التشريعي على إرسال رسائل إستغاثة عاجلة للحكومة الفلسطينية لتبني هذا المشروع . |