وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

‏"سوا" تعقد مؤتمراً حول التربية البديلة في فلسطين

نشر بتاريخ: 25/05/2016 ( آخر تحديث: 25/05/2016 الساعة: 21:10 )

رام الله-معا-  عقدت مؤسسة "سوا" مؤخرا، مؤتمراً حول التربية البديلة في فلسطين، بعنوان "دفيئة ‏المبادرات التربوية، نظرة مستقبلية"‏‎ ‎،وذلك تتويجًا لمشروع "دفيئة المبادرات التربوية- تمكين ‏المجتمع المدني"، الذي استمر لمدة ثلاث سنوات بالشراكة مع عدة مؤسسات فاعلة ‏بالمجتمع كجمعية مسار– من الناصرة، مركز دروب - يركا الجليل الغربي، مؤسسة آنا ‏فرانك- ألمانيا، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وذلك في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في ‏البيرة، بحضور مدير التربية والتعليم باسم عريقات وعدد من التربويين والأكاديميين ‏والناشطين الاجتماعيين، والطلبة‎.‎


وأشارت مديرة مؤسسة "سوا" أهيلة شومر‎ ‎‏ الى أن المرحلة الأولى‎ ‎من‎ "‎دفيئة المبادرات ‏التربوية، نظرة مستقبلية‎" ‎، هو مشروع جمع أربع مؤسسات التقت تحت هدف التربية البديلة ‏أداة للتغير والتطور الاجتماعي‎ ‎، وخلق قيادة شابة تؤمن بالتغيير الاجتماعي، منذ أن تأسست ‏‏"سوا".‏


وقالت شومر: نحن‎ ‎نعمل وما زلنا على تغيير نظرة المجتمع لمفهوم العنف والتمييز المبني ‏على أساس النوع الاجتماعي، للوصول إلى العدالة والمساواة بين الجنسين‎.‎


بدورها قدمت مديرة المشروع أمل أبو تايه شرحا مفصلاً للمراحل التي مر بها المشروع خلال ‏السنوات الثلاث والتحديات التي واجهها، فبدأت من تدريب المدربين، تجنيد وتدريب وكلاء ‏تغيير شباب، وفي المرحلة الاخيرة تطبيق لما تم اكتسابه من خلال تنفيذ مشروعات بديلة.‏


الى ذلك، قال الدكتور منير فاشية، "علينا تحرير فكرنا من الجهل الذي نعيشه، والبحث عن ‏المعرفة، والخروج مع عالم الوهم، حيث أن أسوء اختراع في مجتمعنا هو اختراع انسان ‏فاشل، يتفاخر بالعبودية ويكرم على عبوديته، وعبد للعلامة التي تكون كجسر عبور لكل ‏انسان، وهذه القضية كل فرد بالمجتمع عاشها، وحسب الاعتقاد السائد أن العلامة هي من ‏تصنع الإنسان".‏


وأكد فاشه أن التغيير والبديل الذي نسعى نحوه يقصد القبيلة الأوروبية، ولا بديل من الصين او ‏الهند، انما البديل موجود لدينا منذ القدم، كمدرسة خليل السكاكيني ويمكن الرجوع والاحتذاء ‏بهذا النموذج دون خلق نظام جديد" .‏


وعبرت المتطوعة في المشروع لينا صالح عن تحمسها لفكرة المشروع منذ بدايته، لخوض ‏تجربة تعليم مغايرة، لما خاضت في التعليم المدرسي والجامعي، حيث ان اللقاءات التي نفذت ‏لم تعتمد على نقل المعلومات الى المتدربين وانما تحديد وتفكيك المعيقات الشخصية التي ‏يواجهها الشخص في حياته اليومية في اطار المجتمع الموجود به، لتتبلور من خلالها معرفة ‏جديدة، وهذا يتطلب مجهود فكري بل اكثر جاهزية واستعداد للدخول في العمق، واستعادة ‏تجارب ومواقف شخصية حدثت بالسابق والتعبير عنها.‏


من جانبه أعرب المستشار القانوني لمؤسسة "سوا" المحامي جلال خضر، عن رضاه لحصيلة ‏السنوات الثلاث من العمل اللامنهجي التجريبي الهادف لإيجاد منظومة تربوية بديلة قادرة ‏على اطلاق الطاقة الإبداعية الكامنة في داخل كل طفل، بعيدا عن النظام التلقيني القائم والتقييم ‏القائم على معايير محدودة ومحددة مسبقا، نظام بديل يعطي المساحة كي يكون الطفل جزءا من ‏العملية التعليمية برمتها، ويجعل من المدرسة المكان الذي يحبه الطالب المكان الذي من خلاله ‏يطلق العنان لخيالة ويكتشف مكامن القوة لديه وينميها.‏


من جانبه تحدث مدير مدرسة "مسار" ابراهيم ابو الهيجا، عن التجربة الفلسطينية الرائدة في ‏التربية البديلة، مؤكدا ان نظام التربية والتعليم السائد هو منبع ومصدر ثقافة الاستهلاك، لأننا ‏نستهلك المعرفة ولا نبحث فيها وهذا ما مررنا به جميعا كطلاب مداراس وجامعات، من هنا ‏بدأنا بالتفكير بتأسيس مدرسة نموذجية يشارك الطلبة من خلالها في العملية التعليمية، ولا ‏يكونوا فقط متلقين، وهذا ما ميز مدرسة مسار، ففيها يستخدم المدرسون وسائل بديلة للتعليم، ‏فلا تستخدم الكتب ولا نظام العلامات، ولا الزي المدرسي، كما انها تدخل الدراما و الرسم ‏والتصوير والرياضة والمهن اليدوية في نظامها التعليمي، وهذا ما يساعد الطالب على الابداع ‏‏ وحبه للتعليم.‏


وفي الختام أكد المشاركون اهمية طرح هذا المشروع، ومدى الحاجة له في بلادنا، وتغيير ‏منظومة التعليم، بدءا بالمدارس والمدرسين، مرورا بالجامعات، وضرورة العمل مع وزارة ‏التربية والتعليم لبناء نظام تعليم جديد وبديل يطبق بالمدارس.‏
جدير بالذكر أن المشروع تضمن 12 مبادرة ريادية اجتماعية، ثقافية وتربوية ردا على ‏المنظومة الفكرية والاجتماعية والسياسية السّائدة والرّاكدة.‏