|
محطات من دورينا
نشر بتاريخ: 28/05/2016 ( آخر تحديث: 28/05/2016 الساعة: 14:32 )
بقلم : صادق الخضور
حطّ الدوري الرحال، والعميد صال وجال، وباللقب ظفر عن جدارة واستحقاق، وبعد الفوز باللقب يأتي الدور على العميد للإعداد للموسم المقبل بمهنية، خاصة وأن خروج الفريق من الكأس ثم الخسارة في مباراة التتويج مؤشر ذو دلالة، فالمشاركات الآسيوية، والاستحقاقات القادمة تتطلب تدارك بعض الهفوات، والبناء على ما تحقق من نجاحات. من جديد؛ مبارك للعميد، وبالتوفيق دوما. بلا مجاملة ...حضور فاق التوقعات، وآمال لما هو آت بداية .. أعشق الرياضة، وأتفاعل معها، ولست من الباحثين عن الانتفاع الشخصي من الحراك الرياضي، وأكتب بتجرّد ، ومن هنا أكتب وسأكتب، فبعد الإعلان عن تحديد موعد لإجراء الانتخابات للاتحاد مطلع أيلول القادم، فإن الإشادة بما أنجزه اللواء الرجوب للرياضة الفلسطينية أمر بديهي، وهو ما يستوجب التعريج على ما حملته السنوات الماضية من قفزات نوعية، أولها وأهمها أنه باتت لدينا مؤسسات في الاتحاد والأولمبية، وبات هناك مقومات للاستدامة، وعلاقات، وموارد، وبناء قدرات، وغيرها من المجالات الممكن الاعتماد عليها معايير للتقييم، فهذه هي المهنية. أما التقييم بناء على الموقف من ومن، وردود الفعل، فهذا مما لا يلامس المهنية البتة. عبر سنوات من العمل حضر اللواء الرجوب ومعه كادر مؤهل في الأولمبية وفي الاتحاد، وتحققت نجاحات طالت البنية التحتية والمشاركات والأكاديميات، وغيرها من الجوانب التي لا يختلف اثنان على أنها محط امتنان للرجل الذي جعل الحالة الرياضية تعيش أزهى فتراتها، وهنا قد يطالعنا البعض مثلا بتقييم نتائج المنتخب، ونقول: من الظلم أن نحاكم نتائج فارق تاريخي بتقييم يتناسى هذا الفارق، والتقييم الموضوعي لا يقتصر فقط على المقارنة بالغير بل يتضمن المقارنة بالذات، أين كان المنتخب؟ وأين صار؟ إجابة قد تكون إجابتها الشافية كامنة لدى الجهاز الفني واللاعبين والمتابعين المتخصصين وإدارات الأندية التي تعرف طبعا الإجابة. إن الحديث عما تحقق من إنجازات يكشف وبوضوح أن ما تحقق فاق التوقعات، ما يجعل الأمل يحدونا بأن تتواصل الحالة، ويكفي أن الحراك الرياضي فرض حضوره على المحافظات الجنوبية والشمالية على حد سواء، وأن الرعاية، والاهتمام بأدق التفاصيل مقومات حضرت طوال سنوات. مع الإعلان عن الانتخابات نتأمل خيرا، ونتطلع لأن يواصل اللواء الرجوب حضوره الكفيل باستكمال عديد الخطوات التي ترسي لدعائم إحداث مزيد من التحولات الجذرية في واقع كرة القدم الفلسطينية شكلا ومضمونا. الكثير مما تحقق حقائق واقعة عصيّة على التجاهل، وإذ قالوا إن البعض لا يرى إلا النصف الفارغ من الكأس، فإن معظم البعض للأسف لا يرى الكأس أصلا، وبالتالي وجب التنويه إلى أن الكرة الآن في ملعب إدارات الأندية التي تشكل حجر الزاوية في رسم معالم الآتي. كل التقدير لما تحصّل من إنجازات، والحديث يطول ويطول، وقد يتبدى أن التغيير هدف في حد ذاته، لكن بعض التغيير مجازفة، والمخاطرة تكمن في أننا لا زلنا في إطار تنفيذ رؤيا وبرنامج عمل، وفي خضم استكمال العديد من الخطوات التي لا يأتي الحديث عنها فجائيا، فالكل يعرف أن هناك برامج بدأت وتتطلب استكمالا، وأن الرؤى والاستراتيجيات الماثلة تتطلب مساحة من الوقت. في الحديث عن الاستدامة ومقوماتها يركّز الكثيرون على الموارد المادية، وينسون أو يتناسون مثلا أن القيادة الفاعلة والإدارة الحكيمة مقوّم لا يقل شأنا، وفي نظري أنها الأهم، ومع قرب الاستحقاق وجب التأكيد على أن تقييم الأمور يجب أن ينتصر للمهنية، لتحظى الرياضة بشبكة أمان تنأى بها عن الخلافات الشخصية أو الجهوية وحتى السياسية، وهذا ما كان فقد نجح اللواء الرجوب في إدارة الملف الرياضي بعيدا عن كل تجاذب. في النهاية، هي وجهات نظر، لكن وجهة النظر التي تعززها الحقائق تغدو قناعة، والقناعات المحكومة دوما بتحليل تؤسس لمزيد من الرؤى، وأعتقد أن أول المطلوب التعاطي مع موضوع استحقاق الانتخابات بمنطق يأخذ بعين الاعتبار ما كان، وما هو كائن، وماذا نريد أن يكون. انتقالات غزة ..حراك واسع بمجرد انتهاء الدوري في المحافظات الجنوبية، نشطت حركة انتقالات اللاعبين، والحديث يدور عن أسماء كبيرة، وأجمل ما في الدوري هناك أن التحول نحو الاحتراف تدريجي ومدروس وعلى مراحل، ما يؤسس لانتقال سلس في طبيعة التعاقدات. تتوالى أخبار الانتقالات في غزة، وكيلا يتكرر سيناريو عايشته العيد من أندية المحافظات الشمالية وجب التأكيد على مراعاة الأندية لمعايير معينة في اختيار لاعبي التعزيز، وتحديد منْ يقرر في هذا الباب الجهاز الإداري أم الفني أو في كثير من الحالات عضو واحد من الإدارة. إن تشكيل لجنة تعاقدات مهنية في كل ناد مطلب ضروري للحفاظ على المهنية الواجب توافرها، وإلا تكرر ما شاهدناه لدى بعض أندية الضفة من تعاقدات اقتصرت أحيانا على خط واحد في الفريق، فبدا وجود وفرة في البدائل في بعض الخطوط وشح في بعضها سمة طاغية. كل التوفيق للأندية. أي إدارات نريد؟ مع إجراء العيد من الأندية انتخاباتها لاختيار مجالس إدارة جديدة وجب التنويه إلى أهمية منح الموضوع اهتماما يليق بما يشكله من ركيزة من ركائز العمل. الإدارات الجديدة: المعايير والدور المطلوب، نقطتان تحكمان الاختيار، وتعكسان ذاتهما على معايير الانتقاء، وإذ كانت الأمور في كثير من الحالات تتم بالتزكية فهذا من باب الإحباط وعدم وجود من لديه استعداد للعمل أكثر من كونه أمرا يندرج في إطار التوافق، ما يجعل البداية كما النهاية متعثرة. دور أعضاء الهيئات العامة والجماهير يجب ألا يقتصر على الاختيار من بين من سيترشح، بل يتطلب الضغط على بعض الكفاءات كي تترشح، وهو ما يكفل توسيع دائرة الاختيار، وإفراز هيئات إدارية لا تكتفي بالحديث عن التحديات بل تتعاطى معها ....وللحديث بقية. |