|
الاردن: سبعون عاما من الصمود رغم شح الموارد وعظم التهديد
نشر بتاريخ: 28/05/2016 ( آخر تحديث: 30/05/2016 الساعة: 09:53 )
بيت لحم - معا - " ارفع رأسك انت اردني " عبارة خطت على لوحة اعلانات الكترونية في احد شوارع العاصمة الاردنية عمان قبيل الاحتفالات بعيد الاستقلال السبعين وكانت من بين اكثر ما لفت نظر مراسل " يديعوت احرونوت " العبرية الصحفي " روعيه قايس " الذي حل على العاصمة الاردنية مدعوا من قبل منظمة " EcoPeace " وهو الاسم المختصر لمنظمة " اصدقاء الكرة الارضية - الشرق الاوسط " وعاد بالتقرير التالي : كان من الممكن الاحساس بالتحديات الكبيرة التي تواجه المملكة والملك عبد الله الثاني في عام 2016 ايضا والشعور بها خلال جولة قمنا بها الاسبوع الماضي على طول الحدود "الاردنية الاسرائيلية " التي تعتبر الاطول حيث تمتد لمسافة 300 كلم . دفع الاردن ثمن التغيرات والهزات الجيوسياسية العظمى التي تعيشها العراق وسوريا وانعكست سلبا على اقتصاد وبيئة وامن الاردن . الاردن دولة فقيرة تواجه تحديات اقتصادية هائلة مع موارد طبيعية محدودة وأخذة بالنفاذ مثل المياه على سبيل المثال فيما يشكل مئات الاف المهاجرين السورين وآخرين قدموا من دول اخرى عبئا كبيرا على اقتصاد المملكة الاصغر بين اقتصاديات الشرق الاوسط . ادت نتائج" الربيع العربي" والحرب الدائرة في سوريا الى تعميق وتعزيز ارتباط الاردن وتبعيته للمجتمع الدولي ودول المنطقة وإسرائيل التي شهدت ثورة في مجال تحلية مياه البحر وزادت كمية المياه التي تقدمها للأردن بشكل كبير بما يزيد كثيرا عن الكمية التي تحدثت عنها اتفاقية السلام. ويتوق الاردن الى وقف وإنهاء ارتباطه وتعلقه بالغاز القطري واستبداله بصفقات يوقعها مع اسرائيل في مجالي المياه والطاقة علما ان الدولتين اتفقتا على مد انبوب عبر مياه البحر الميت ينقل الغاز من حقل" تمر" الى الاردن وذلك رغم اصوات المعارضة الصادرة من البرلمان الاردني وفي المقابل ازدادت المساعدات السعودية فيما واصل سيل اللاجئين تدفقه وإلقاء ثقله على اقتصاد الاردن من جهة لكنه ياتي معه بالمساعدات والأموال الدولية من ناحية اخرى . تشعر بتعقيدات حياة الاردنيين فور اجتياز المعبر الحدودي في بيسان حيث يقيم 600 الف اردني على الجهة الشرقية من الغور في العديد من البلدات والقرى التي تعتبر في جزء منها الافقر والأشد فقرا في المملكة . لن تجد صعوبة في اكتشاف الفرق بين المدن الاردنية والمناطق النائية حين تسافر على الطريق 65 الممتد من مثلث الحدود جنوبا وهو المقابل الاردني لشارع رقم 90 الاسرائيلي . في هذه المرحلة لا زلنا قادرين على رؤية السيارات الاسرائيلية تتحرك على الجانب الاخر فيما لا زال بالإمكان استقبال اشارة الهواتف الخلوية الاسرائيلي بشكل قوي . يتبنى الاردن سياسية عسكرية صارمة في منطقة الحدود المغلقة عسكريا بشكل تام وكامل وذلك تنفيذا لالتزاماته النابعة من اتفاقية السلام . والى جانب الفقر المدقع والحساسية الامنية يعمل في المنطقة القريبة من نهر الاردن 100 الف عامل زراعي سوري ومصري فيما يظهر وضع البلدات المتهالكة والبنية التحتية المتداعية مثل حفر الامتصاص والشوارع السيئة ان مشروع تطوير منطقة حوض نهر الاردن ستشكل الى جانب ابعادها البيئية رافعة اقتصادية تمنح سكان المنطقة الاردنية افاق تطور ونمو اقتصادي . يسمعون اسم اسرائيل فيقولون عدو: وفي ظل الصراع ضد المتطرفين والتطرف فان مهمة الوصول الى مثلث الحدود ليست بالسهلة واليسيرة هذه الايام فحين نقف على نهاية منطقة عسكرية مغلقة وبعد مرورنا بالعديد من الحواجز العسكرية يمكننا حينها ان ندرك مدى قرب مواقع المنظمات السورية والمواقع الاردنية والإسرائيلية جنوب هضبة الجولان ومنطقة " السخنة . داعش هنا : تقع مدينة اربد الشمالية حوالي 30 كلم من موقعنا وتعتبر اربد المدينة الثانية في الادرن من حيث عدد السكان 1:7 مليون نسمة وتاتي بعد العاصمة عمان من هذه الناحية . وشهدت المدينة قبل شهرين معارك دامية بين قوات الامن الاردينة وخلية ارهابية تابعة لتنظيم داعش ووقع قتلى بين طرفي الاشتباك لكن الامن الاردني احبط المؤامرة لتعود اسواق اربد في ساعات ظهيرة يوم الاشتباك الى سابق عهدها تعج بالمتسوقين والحياة فيما تؤكد الحكومة الاردنية ان اربد تعيش حالة من الامن والآمان وهناك عدد كبير من سكان المدينة ممن يعملون في صفوف الاجهزة الامنية لذلك يجد الارهابيون صعوبات كبيرة في العمل داخل هذه المدينة . "ان خلية داعش في مدينة اربد تم كشفها من قبل رجال المخابرات والأردنيون يصلون ليل نهار ان يبقى بلدهم امنا ومستقرا " قال تاجر محلي للمراسل الاسرائيلي . هناك وجهتي نظر او معادلة مزدوجة تحكم التعامل مع اللاجين حيث يقول سائق سيارة اجرة يدعى محمد" كل الاماكن ممتلئة بفضل اللاجئين السوريين وتشهد الفترة الاخيرة حفلات ليلية ذات طابع سوري وهناك سوريون يفتتحون المصانع والمطاعم والمشاغل وهناك من يعتمدون على تبرعات الجمعيات الخيرية ". وقال سائق سيارة اجرى اخر " اتفق مع المقولة التي تقول ان اللاجئين يثقلون علينا اقتصاديا وان الوضع ليس على مايرام لكن حين يأتي شخصا ما الى بلدك ولا يوجد لديه مكان اخر يذهب اليه لا يمكنك طرده الانسان هو الانسان ". |