وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حفلات رياض الأطفال في أرقى فنادق غزة

نشر بتاريخ: 29/05/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
حفلات رياض الأطفال في أرقى فنادق غزة
غزة- معا- على الرغم من الأوضاع الصعبة التي يفرضها الحصار على سكان قطاع غزة، إلا أن مظاهر الفرح لا تكاد تغادر المواطنين الساعين لخلق البهجة والتغلب على الالم، وتعتبر رياض الأطفال منفسا للكثيرين للترفيه، مستغلين حفلات التخرج لتحويلها إلى مناسبات سارة تقام في فنادق فاخرة على الرغم من التكلفة المرتفعة نسبيا.

ويختلف بعض المربين وأولوياء الأمور في تقييم هذه الاحتفالات، فمنهم من يرى أنها واجبة لتكريم الاطفال وتشجيعهم وهم يستعدون لاستقبال مرحلة جديدة من مراحل حياتهم، فيما يرى آخرون أنه ليس من المناسب أن تضاف تكاليف جديدة على كاهل الاهالي الذين يعانون أصلا من وضع اقتصادي صعب.

فاطمة مرتجى مديرة احدى الروضات النموذجية في قطاع غزة، أكدت ان التخرج لم يعد مقصورا على مرحلة الجامعة كما بات معروفا، مبينة ان الكثير من المؤسسات التربوية في آخر 15 سنة توجهت لتخريج طلابها بطريقة تتلائم مع المستوى والجهد المبذول خلال العام الدراسي، وقالت:" الواقع المنعكس في المهرجان هو الواقع الذي يعيشه الأطفال في الروضة لم نظهر بعروض لم نتعلمها خلال الفصول الدراسية".

وأضافت: "كل فعالياتنا تكون بهذا الشكل لان هذا هو طبيعة عملنا وطبيعة مؤسستنا، فنحن لا نقوم بعمل حفلات خمس نجوم من باب التفاخر بالشيء وإنما ندرك تماما أن أطفالنا يفهمون ويعون كل ما يقومون به ويستحقون أن يكرموا".

وتؤكد مرتجى ان هذه المهرجانات هدفها تخريج الطفل من نهاية مرحلة ينتقل فيها الطفل من رياض الأطفال إلى المدرسة، ليلتقي بجيل جديد وتكون شخصيته قادرة على التعامل مع هذا الواقع الجديد بكل ثقة".

وتؤكد مرتجى أن هذه المهرجانات تضفي الكثير من الفرح على الأطفال وذويهم وتزيد ثقتهم بنفسهم وهم يؤدون عروض استعراضية أمام ذويهم، حيث تتفاوت هذه العروض ما بين عروض أدبية ودينية وأجنبية واستعراضية وطنية وترفيهية.

واكدت مرتجى ان المهرجانات تخرج جيلا ملتزما دينيا ومبدعا ثقافيا ومختلفا فكريا ومتطورا أخلاقيا وتكنولوجيا، مبينة ان المهرجانات تمثل تحدي كبير للقائمين عليها لكل مؤسسة ولكل شخص عامل في مرحلة رياض الأطفال.

وتقول:"هذا المهرجانات تعكس تعب وجهود جبارة وعقول مبتكرة وطواقم عمل فريدة، من تصميم أزياء وجلبها إلى البلد وتصميم فقرات وتنوعها وتدريب الأطفال لساعات متواصلة".

وتتراوح تكاليف مشاركة الطفل في حفل التخرج ما بين 20 دولار للطفل الواحد الى 50 دولار وهو مبلغ يوازي مبلغ ما يدفعه الطالب الجامعة للمشاركة في حفل تخرجه.

وتتفق هالة جمعة مع ما سبق وأبدت فرحا أكثر من طفلتها التي شاركت في إحدى مهرجانات التخرج، التي انعقدت في احد الفنادق الضخمة في القطاع مؤكدة ان هذه المهرجانات تقوي من شخصية الطفل عندما يقف على المسرح أمام الجمهور، متحمسا وجريئا للعرض الذي سيقدمه مع أصحابه.

على سبيل المثال فقد شاركت الطفلة سارة في مهرجان بتكاليف وصلت الى 150 شيكلا اعتبرته الام مبلغا زهيدا جدا مقابل العروض والتصاميم التي تم تقديمها وقالت جمعة:"لم يكن المهرجان مبالغا فيه وانما عكس الترتيب والتنظيم مقابل بطاقتين للاه لوزي الحفل بالإضافة إلى الضيافة والتحضيرات التي عكست أجواء الحفل من ناحية النظام والتصوير والضيافة وتجهيز الأطفال من لبس وشهادات وهدايا والعاب قدمت للاطفال.

واضافت بلهجة متحمسة جدا :" من الاخر لم يكن المهرجان فت مصاري بالعكس وانما كان له اثر جميل جدا عكس فرحة الاطفال وذويهم كانها حفلة تخرج للكبار".

من جانبها أبدت جهاد شرف اعتراضها على هذه المهرجانات التي اعتبرتها مكلفة ومبالغ فيها كالأعراس التي تقام في الصالات والأماكن العامة، مشددة انه لا ضرر من احتفال يسعد قلوب الأطفال.

وتساءلت" لماذا لا يكون الاحتفال بسيط تشجيعي يدخل الفرحة والبهجة علي قلوب الأطفال التي يفترض أنها بريئة ولا تعرض المظاهر والتفاخر، يكون بها فقرات تناسب طبيعة الأطفال في هذه السن المبكرة وتبرز مواهبهم وتزيد من ثقتهم بأنفسهم خصوصا أنهم علي أعتاب مرحله الدراسة الشاقة".

واعتبرت شرف أن هذه المهرجانات التي وصفتها بالمبالغ فيها، أنها تعلم الطفل الاهتمام بالقشور والمظاهر وليس الجوهر لان تكاليفها تضيع هباءً فيما لا يفيد بالنسبة لأوضاع القطاع المادية.

وبينت شرف أن المبالغ المالية المطلوبة للاشتراك في المهرجانات لا تنعكس على فقرات الحفل في معظم الأحيان وقالت:" الأمر لا يتعلق بالأوضاع المادية لقطاع غزة بقدر ما يتعلق بالوضع المادي للأهالي أنفسهم التي يلتحق بها مدارس أطفالهم عندما يتم دفع مبلغ 120 شيكلا لمشاركة طفل في الروضة ولا تنعكس على فقرات الحفل هنا تكمن المشكلة".

وتأتي هذه المهرجانات التي تستهدف فئة الأطفال في رياض الأطفال من سن أربع سنوات إلى ست سنوات ،في ظل افتقار هذه الفئة إلى الاهتمام والدعم من قبل المؤسسات التي تعي بتنمية الأطفال ومواهبهم فمعظم الأنشطة الترفيهية وغيرها تبدأ من سن ست سنوات فما فوق.

تقرير هدية الغول