وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المطران عطا الله حنا يستقبل "جمعية أصدقاء الشعب الفلسطيني" من فانزويلا

نشر بتاريخ: 30/05/2016 ( آخر تحديث: 30/05/2016 الساعة: 13:16 )
المطران عطا الله حنا يستقبل "جمعية أصدقاء الشعب الفلسطيني" من فانزويلا
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم الإثنين، وفدا من جمعية اصدقاء الشعب الفلسطيني في فنزويلا ضم عددا من الشخصيات الحقوقية والاكاديمية والاعلامية والثقافية من مناصري القضية الفلسطينية.

ورحب بهم المطران في مدينة القدس وهم يزورونها بهدف التعرف على مقدساتها ومؤسساتها ولقاء ابناءها والوقوف عن كثب على اوضاع المدينة المقدسة وما تتعرض له.

وقال:" إننا ننظر الى الشعب الفنزويلي على انه شعب صديق ونحن بدورنا نتمنى لهذا البلد الاستقرار والسلام والامن والقوة في مواجهة ما يخطط لفنزويلا ولغيرها من الدول الصديقة المناصرة للقضايا العربية من مؤامرات ومخططات هادفة للنيل من امنها ووحدتها واستقرارها".

وعبر المطران عن سعادته من زيارة الوفد الى مدينة القدس، وقال:" إننا في المدينة المقدسة نفتخر بإنتماءنا الى تاريخها وحضارتها وهويتها ومقدساتها، فالقدس مدينتنا بالدرجة الاولى وحاضنة مقدساتنا وعاصمتنا الروحية والوطنية، ونحن كفلسطينيين لا نتحدث عن قضية شعبنا وعن وطننا دون ان نبرز مدينة القدس التي ننتمي اليها ونحن متعلقون بها وسنبقى ندافع عنها وعن هويتها وتاريخها ومقدساتها".

ووضع الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس من استهداف غير مسبوق يطال المدينة المقدسة ويطال حياة المقدسيين بكافة مفاصل حياتهم، فالاجراءات الاحتلالية التعسفية مستمرة ومتواصلة في المدينة المقدسة منذ ان تم احتلالها، وفي الآونة الاخيرة نشهد امعانا وتكثيفا وتواصلا للنشاط الاحتلالي في المدينة المقدسة في ظل ما يحدث في منطقتنا العربية من احداث محزنة وفي ظل ما نشهده في عالمنا من انحياز لاسرائيل وتبرير لممارساتها وسياساتها.

وأفاد المطران: إننا كفلسطينيين نراهن على اصدقاء فلسطين في كافة ارجاء العالم اصدقاءنا الحقيقيون وهم منتشرون في كل القارات والدول ومن كل الاجناس والقوميات والعرقيات والديانات ، هؤلاء هم اصحاب الضمير الحي والذين لا يخافون من ان يقولوا كلمة الحق حتى وان كانت تغضب البعض.

وأضاف:" ان اصدقاءنا المنتشرين في كل مكان في هذا العالم هم قوة لنا ومصدر تعزية وتضامن وتعاطف وسعي حثيث، من اجل ابراز عدالة القضية الفلسطينية في وجه هذا التضليل الاعلامي الذي يزور الحقائق والوقائع فيتحول القاتل الى ضحية والمقتول الى ارهابي ومجرم".

وشدّد المطران:" إننا لن نيأس ولن نقنط ولن نعود الى الوراء قيد انملة، فلا توجد هنالك قوة في عالمنا قادرة على جعلنا ان نتنازل او نتراجع او نتوقف عن سعينا من اجل الحرية واستعادة الحقوق وتحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني".

وأوضح:" المسيحيون في فلسطين كما هم في سائر ارجاء منطقتنا العربية هم ليسوا طائفة بحاجة الى حماية وهم ليسوا اقلية في وطنهم وليسوا جالية او عابري سبيل او ضيوفا عند احد فالمسيحيون المشرقيون والفلسطينيون بشكل خاص هم اصيلون في انتماءهم لهذه الارض المقدسة التي منها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها".

وقال المطران: ان صوت المسيح في عالمنا اليوم هو صوت صارخ في البرية، في برية هذا العالم الذي تسوده اجواء العنف والعنصرية والكراهية والانحياز الى الظالمين على حساب المظلومين.

وأفاد: ان صوت فادينا ومعلمنا ما زال يرن حتى اليوم في اذاننا وهي كلمات خالدات نازلة الينا من السماء فهو الذي قال احبوا بعضكم بعضا وهو الذي انحاز للمظلومين والفقراء ومنكسري القلوب والمعذبين والمحزونين في عالمنا فمنه نتعلم الانسانية ومنه نتعلم المحبة والتواضع، وانطلاقا من مواقفه ورسالته نحن ننادي بالعدالة وبرفع الظلم عن كافة المظلومين ونصرة المتألمين لا سيما شعبنا الفلسطيني هذا الشعب المظلوم الذي يحق له ان يناضل من اجل ان يزول عنه هذا الظلم لكي ينعم بالحرية التي يستحقها مثل باقي شعوب العالم".

وأكد أن "ارضنا المقدسة هي ملتقى الديانات التوحيدية وهي بقعة مقدسة من العالم تتميز بتاريخها وتراثها وهويتها وبهائها فهي مصدر اشعاع روحي وهي ارض الفداء والقداسة والنور وارض الانبياء والقديسين والشهداء والمعلمين الذين تركوا لنا هذا التراث الروحي العظيم والذي يجب ان نحافظ عليه بكل ما اوتينا من قوة".

وشدّد المطران: لن نستسلم لاولئك الذين يريدوننا ان ندخل في متاهات الصراعات الدينية والمذهبية خدمة للمشاريع الاستعمارية المشبوهة في منطقتنا وسيبقى المسيحيون والمسلمون في بلادنا رغما عن كل الظروف سيبقون معا يناضلون من اجل قضيتهم الوطنية العادلة ومن اجل ان تبقى فلسطين نموذجا متميزا في العيش المشترك والتآخي والتلاقي الاسلامي المسيحي.

وأشار إلى أن هنالك من يخططون ومن يسعون لكي لا نكون موحدين لان وحدتنا تزعجهم وتقلقهم وتفشل مخططاتهم وسنبقى ندافع عن قدسنا ومقدساتنا ووطننا رغما عن كل معاناتنا وجراحاتنا وآلامنا.

وأوضح "ان الاصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والاخرى والتي تمارس ثقافة التحريض والتكفير وتفكيك المجتمعات انما هذه ظاهرة غريبة عن ثقافتنا وخارجة عن سياق انتماءنا الوطني".

وأكد:" نحن نقول بأننا نرفض ما تقوم به سلطات الاحتلال بحق شعبنا ونحن مع شعبنا في نضاله من اجل الحرية، نحن منحازون بشكل كلي للقضية الفلسطينية ودفعنا اثمانا باهظة لاننا لن نتراجع عن مواقفنا وسنبقى متمسكين بهذه المبادىء والقيم، عاقبونا وما زالوا يعاقبون وهددونا وما زالوا يهددون وسنبقى ثابتين صامدين متمسكين بمواقفنا شاء من شاء وآبى من آبى، والمؤامرات والضغوطات لن تزيدنا الا عزيمة وقوة وثباتا".

وتحدث عن وثيقة الكايروس الفلسطينية، وقال:" إننا نرفض التطرف والعنف والارهاب والكراهية وندعو الى التسامح والتلاقي والاخوة بين اصحاب الاديان التوحيدية ، فلسطين الارض المقدسة هي قضية الشعب الفلسطيني ولكنها قضية كل احرار العالم بكافة انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية".