|
اعشقي مقاوِماً
نشر بتاريخ: 30/05/2016 ( آخر تحديث: 30/05/2016 الساعة: 11:12 )
الكاتب: فاطمة البشر
قلبكِ يا عزيزتي رقيقٌ مثلكِ ، جميلٌ كجمالِ شمسِ الأصيل ، متوهجٌ كتوهّج سراجٍ أُسرِج بزيت الزيتون ، لا تُسكني فيه أيّاً كان ، ولا تعشقي به أيّاً كان ...
اعشقي مقاوِماً يراكِ زيتونة رومانية شامخة ، لا يعلم متى كنتِ بقلبه، يعلمُ فقط أنكِ ستكونين هناك في مُهْجته مدّ الأبدية! اعْشقِي مقاوِماً يراكِ قضيّته التي لا بديل لها ، يجدُ فيكِ ثوابته التي لا يتنازل عنها –وإن ارتقى ! اعْشقِي مقاوِماً يراكِ وطنه الذي يسكن فيه ، يرعاه، يتفقّده ، يتلمّسه ، يلثم ترابه ، يراهُ –كما يراكِ- ملاذه الأول والأخير... اعْشقِي أسيراً تنتظرينه على نافذتك لربما يأتي وأنتِ تعرفين خلْف أيّ قضبانٍ يقبع ، ولا تعشقي من تنتظرينه على نافذتك ولا تعلمين أين يتسكّع ! لا تعشقي من ينتظركِ لتكوني بأبهى حُلّة ليلتفتَ إليكِ ، بل اعْشقِي مُطارَداً هارِباً من الاحتلال لا تعرفين متى سيطرقُ بابكِ ليعطيكِ قبلة ، فالحبّ هنا أسْمى وأطهر! لا تعشقِي من يخاطر بكِ لأجل متعته ، بل اعْشقِي مقاوِماً يخاطر بحياته ليلمحكِ ، ليخطف لمسة من يديكِ ، يجازفُ بالموتِ لأجلك... اعْشقِي مَنْ تنبعثُ منه رائحة البارود ، مَنْ يعودُ إليكِ بيديْن سوداويْنِ من زجاجات المولوتوف... اعْشقِي مَن فلسطين هواهُ ووجْده وكَلَفه وصبَاه وعِشقه ووُدّه وغَرامه وهُيامه! اعْشقِي منْ لا تنافسكِ على حُبّه سوى فلسطين ! اعْشقِي مقاوِماً ! |