|
الإصلاح حق يراد به باطل
نشر بتاريخ: 30/05/2016 ( آخر تحديث: 30/05/2016 الساعة: 13:22 )
الكاتب: رمزي نادر
قد يفاجأ البعض من مضمون مقالي لاسيما بعد أن نشرت عنوانه وجزء من فكرته على مواقع التواصل الاجتماعي والتي لاقت اهتمام جزء من الناس وفهمها كل حسب رغبته في فهم ما كتبت لاشك انه لا يوجد إجماع مطلق على فكرة معينة أو شخص ما فحتى الرسل والأديان هناك من اختلف معهم فهناك من امن وهناك من استحسن ومشى عابر سبيل وهناك من كفر وجميعهم كان يعتقد انه على صواب .
ويبقى الاختلاف ظاهرة صحية في إطار تطوير المضمون طالما أن هذا الاختلاف يهدف إلى الارتقاء بالفكرة ولعل هذا الأمر هو ما ميز فتح عن غيرها وجعلها قابلة للحياة طوال هذه السنوات رغم كل ما عصف بها ولعل ابرز ما منيت به فتح من انتكاسة هو رحيل قائدها الجامع ياسر عرفات في توقيت حرج ودون إنذار مسبق تاركا فتح منقسمة على ذاتها وغير مهيأة لما بعد رحيله . رغم أن الاختلاف والتيارات وحتى التكتلات داخل جسم فتح كانت سمة من سماتها منذ نشأتها إلا أن الاختلاف لم يكن يوما على المبدأ أو الهدف بقدر ما كان على وسائل التنفيذ والآليات التي يجب أن تتبع لكن بعد رحيل عرفات بدأ الاختلاف يأخذ شكل ومنحنى مختلف تماما حيث أصيح على المضمون والاستراتيجيات وحتى نظام الحركة الداخلي وهو اعنف مشهد يعصف بحركة فتح والأخطر في رحلتها الطويلة مع جماهير شعبنا والتي كان من الممكن أن تهدد وجودها وتقتلعها من جذورها لاسيما بعد بروز خصم منظم وتغيرات جذرية في المنطقة تخدم هذا الخصم السياسي . نسمع يوميا عبارة أن الإصلاح حق يراد به باطل وأنا لا انفي عن من رفعوا راية الإصلاح أنهم يخلوا من الباطل وهو أمر طبيعي أن تعلق في أي فكرة شوائب حتى الذهب لا يخلو من الشوائب ولكن هذا لا ينفي سلامة الفكرة واحتياج الحركة لها وان الباطل الاستمرار في التصدي لرغبة الآلاف من أبناء الحركة في التمسك بنهج الحركة الذي قامت من اجله وتصحيح المسار وتقييم الوضع الراهن و إن إنكار وجودهم بحجة ان هناك نفر فيمن يحملون الفكرة يعكرون صفوها لن يفيد ولن يمنح المنكر القوة . رغم كل محاولات اقتلاع جزء كبير من أبناء فتح من جذورهم وتجريدهم من تاريخهم واتهامهم بالانفصال والتجنح عن الحركة إلا أن هؤلاء استمروا متمسكين بها وأعلنوا مرارا أنهم أصحابها الشرعيين ولم تقم قيادة الحركة بأي خطوة من اجل معالجة الواقع الموجود والذي تدركه وتصرف موازنات للحد من انتشار من تصفهم بالمتجنحين ورغم كل ما مورس من ضغط وظلم وصل حتى التهديد حتى بلقمة العيش وممارسة هذا الفعل على عدد منهم إلا انه استمر التوسع وتضخم جسم وحصة الإصلاحيين في الحركة رغم إدراك هؤلاء الكوادر أن المكاسب والمغانم والامتيازات في يد التيار الذي يواجهونه وان قيادات الإصلاح لا تملك من أمر السلطة شيئا فماذا الذي دفعهم للاستمرار ؟؟! بعد انسلاخ غزة عن جسم الوطن الأمر الذي يحتاج إلى وقفة واحده وألف علامة استفهام استمر تعلق الناس بفتح وعلى عكس كل التوقعات زادت رقعة شعبيتها وأمل الجماهير إلا أن قيادة الحركة تجاهلت صوت الجماهير التي تناديها وكأنها تخلصت من حمل زائد وغاب دور التنظيم بشكل واضح هذا من باب ومن زاوية أخرى لم تستخلص فتح العبر بعد ما أصابها في غزة وبدأت رحلة تفصيل الناس وتقسيمهم علاوة عن الهفوات المتكررة للسلطة وقيادة فتح واستفزازها لمشاعر الجماهير في أمور ثابتة وإستراتجية وتجاهل رأي معظم كوادر الحركة ومركزة القرار في يد نفر من اللجنة المركزية الأمر الذي دفع جزء غيور من كادر الحركة لمحاولة حماية السفينة من الخرق . فماذا فعل الإصلاحيين ؟؟ ... قاموا بتغطية عورة الحركة وضعفها التنظيمي من خلال خلق حالة من التواصل على مستوى الشارع والجماهير وعلى مستوى الكوادر والقواعد لإبقاء الحركة حية بعد موتها لاسيما في غزة وفي الوقت الذي كان يصادر فيه سلاح المناضلين في الضفة الغربية كان إنشاء ذراع عسكري للحركة "نضال العامودي" الذي شارك في صد العدوان عن شعبنا ورفع هامات أبناء الحركة وكوادرها, ووفروا الحد الأدنى من مساندة الفئات المسحوقة من الناس عمال وطلاب ومحتاجين وجرحى وعائلات شهداء وابقوا رموز الحركة في وجدان الناس من خلال إحياء ذكراهم ودافعوا عن حقوق الناس الموظفين والمقطوعة رواتبهم ماذا كانت تنتظر اللجنة المركزية من كوادر فتح ترك الحركة لمصيرها تذوب من تلقاء نفسها للتخلص من صداع غزة ماذا كانوا ينتظرون أن يستمر الجميع في التهليل للتنسيق الأمني المقدس أم ترك غزة يخنقها الحصار وحدها إن الإصلاح هو الوسيلة الوحيدة لإنقاذ فتح وحمايتها حتى لا تتكرر كارثة بير زيت في مواقع أكثر خطورة حيث لم ترشق أسهم في قلب شبيبة بير زيت إلا أسهم إخفاقات السلطة وقيادة الحركة فهم من سقطوا ولم تسقط الشبيبة وبعد ذلك نقول أن الإصلاح حق يراد به باطل ,نعترف بان في الإصلاح بعض الشوائب لا تعيبه ولكن ماذا نقول في الكبائر والخطايا التي ترتكب بحق الحركة ؟؟؟ حقا على من رفع قيادة الحركة الحالية ومكنها من التحكم في رقاب العباد جلد أنفسهم كما يفعل الشيعة تكفيرا عن خطئهم بحق أنفسهم وفتح وأبناءها .... |