وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس

نشر بتاريخ: 02/06/2016 ( آخر تحديث: 04/06/2016 الساعة: 14:34 )
الرئيس
الكاتب: المحامي شوقي العيسة
كل يوم نقرأ عن الرئيس وما بعد الرئيس وشعبية الرئيس وعلاقات الرئيس و و و .....

وكثير مما نقرأه كلام فارغ من المضمون السياسي او المعلوماتي ، وكثير ممن يكتبون تحت مسمى محلل سياسي لا ينطبق عليهم الوصف ، فالمحلل السياسي اذا لم تكن لديه المعلومات الحقيقية وليس الاعلامية يفقد اهم مصدر يؤهله للتحليل، وفي العالم العربي وفوضاه لا تجد حتى محاضر لاجتماعات المطابخ السياسية ، اما الذي يعتمد على المصادر الاجنبية فعليه ان يعيد حساباته ، فحتى لو توفر لديهم معلومات فانهم لا يفصحون الا عن الاجزاء التي تفيد مخططاتهم ، وبالتالي المحلل الذي يكتب معتمدا على ذلك يكون قد وقع في فخهم .

في حالتنا يمكن الكتابة عن الرأي العام الشعبي وعن الوضع المعيشي والحياتي وعن نتائج ما يقوم به الرئيس على قطاعات الشعب ومن خلال ذلك يتبين ما هو وضع الرئيس .

بداية يجب ان نعرف ان 40% من شعبنا في الاراضي المحتلة اعمارهم تحت سن 14 عاما، وفقط 4% فوق سن ستين عاما ، ونصف الشعب تقريبا تحت ال 18 عاما ، اي اطفال بالتعريف القانوني. وبالمجمل قرارات القيادة السياسية فردية . اذا كان الواحد فينا يستصعب ايجاد لغة مشتركة مع اطفاله في عصر التطور التكنولوجي اليومي اذا لم نقل اللحظي ، فكيف للرئيس ان يسوق قراراته السياسية حتى اذا كانت صحيحة على نصف المجتمع او اكثر دون وجود اليات ومؤسسات اعلامية وغير اعلامية فعالة ومتطورة ومواكبة للغة العصر ومطلعة على ما يعيشه هؤلاء يوميا ، سواء بحكم اصطدامهم المباشر مع قمع الاحتلال او الفقر والبطاله التي يعيشها اهلهم ، وفي ظل نظام تعليم في المدارس وحتى المعاهد العليا اقل ما يقال عنه انه متخلف عن العصر الذي نعيشه ، وفي ظل اعلام مستقل حر ومتشعب ويفضح الفساد والاخطاء ومشاكل المجتمع يوميا ، اضافة الى اعلام حزبي واقليمي ودولي مجند لاجندات مختلفة، في حين الاعلام الرسمي فاشل في الوصول لهؤلاء او التأثير عليهم .

نواة الموقف السياسي للرئيس لا تختلف عن الموقف السياسي للشهيد ياسر عرفات او مروان البرغوثي او مجمل التنظيمات الفلسطينية . الفرق في خطوات العمل والاساليب المتبعة ولغة مخاطبة الشعب .

مجمل الاستطلاعات للرأي العام الفلسطيني الصحيح منها والمزور تعطي الرئيس شعبية متدنية ، لماذا؟!

لا شك ان الاسباب كثيرة ولكن من الممكن الاجتهاد في بعضها .

الفساد - اغلبية الشعب مقتنعه ان الفساد يسود (مع ان هناك تضخيم ) ولكن في عصرنا يستحيل حجب المعلومات فهي كالنهر الهادر بكل الوسائل وكما يتندر الناس ان هذه بلاد مقدسه لا اسرار فيها . وهذا طبعا يفسح المجال لاضافة الشائعات الى ما هو صحيح.

الاعلام الحكومي الفاشل – هناك كثير من الاحداث والاخطاء في العمل التي يغطيها الاعلام الخاص ولا يسمع عنها الناس في الاعلام الحكومي والاهم ان الاعمال الصحيحة لا ينجح الاعلام الحكومي في ايصالها للناس .

الحكومة – ضعف وفشل الحكومة في التعاطي مع القطاعات المختلفة من الشعب والتعامل الاستعلائي واحيانا المهين مع هذه القطاعات .

غياب العمل المؤسساتي – عندما انتخب الرئيس تفائل الناس بان مأسسة العمل ستقوى وسيتحسن الحال لان العمل المؤسساتي الجماعي المنظم والمخطط له والمبني على اسس علمية يقلل الاخطاء بكل انواعها الى اقل درجة ، ولكن واقع الحال مع الاسف اصبح العكس تماما .

اساليب العمل السياسي والتكتيكي - ثبت اكثر من مرة انها لن تؤدي الى الوصول الى الاهداف السياسية المعلنه ، وهي بحاجة لاعادة تقييم .

الاحباط الشعبي – يوميا نسمع من الناس ، هذه الجمل، نحن في اسوء اوضاعنا ، نمر في اسوء مرحلة ، لا يوجد افق ، نحن وحدنا وفقدنا اصدقاءنا وما شابه .

لا يمكن لأي رئيس ان ينجح اذا لم يبث التفائل في اوساط شعبه باستمرار ، اذا لم يتفاعل مع همومهم اليومية ، وهناك كثير من هذه الهموم يمكن معالجتها داخليا بعيدا عن موازين القوى الاقليمية والدولية مثل مشاكل الفساد والعمل المؤسساتي والاعلامي والمجتمعي والثقافي والتعليمي ....

القضية ليست في من هو الرئيس ومن سيخلفه ، القضية ان شعبنا يريد نتائج يريد حياة كريمة يريد انتصار وليس فقط صمود ، يريد كرامة واحترام من القيادات .

مسؤولية ذلك لا يتحملها الرئيس فقط بل كل اطراف العمل السياسي المجتمعي الفلسطيني ، كلنا ، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرميني ليس بحجر بل بصاروخ .