|
بين النادي والمدرسة بقلم - عبد المطلب الشريف
نشر بتاريخ: 17/11/2007 ( آخر تحديث: 17/11/2007 الساعة: 19:42 )
بيت لحم - معا - بعيدا عن الأساليب المنهجية وغير المنهجية ، نجد أن هنالك الكثير من أوجه الشبه بين المسؤوليات الملقاة على عاتق كل من المدرسة والنادي فيما يتعلق برعاية وتربية أبنائنا وبناتنا ، وتعليمهم والأخذ بيدهم ووضعهم على الطريق الصحيح ، ليتمكنوا من شق طريقهم في حياتهم العملية وفقا لأسس سليمة تضمن لهم نسبة معقولة من فرص النجاح ، فنجد أن كلاً منهما يهتم بتنمية وصقل مواهب هؤلاء الأطفال والشباب ومساعدتهم على إبراز إبداعاتهم في مجالات الحياة المتعددة سواء كانت رياضية أو ثقافية أو فنية أوغيرها من الجوانب الأخرى التي يحتاجها الطفل لتكوين شخصيته المستقلة والتي تؤهله ليكون فردا صالحاً ومنتجاً في مجتمعه .
ومن البديهي أن تكون التربية الرياضية بأشكالها وألوانها المختلفة ، من أهم القواسم المشتركة في المسؤولية المنوطة بكل منهما من حيث تنمية وصقل المواهب والقدرات الرياضية لهذه الشريحة المستهدفة ، ورغم أن كل منهما يعتبر مكملاً للآخر إلاّ أن المسؤولية الرئيسية في هذا الجانب تتحملها المدرسة على إعتبار أنها المؤسسة الأولى التي تستقبل الطفل وتعمل على إعداده ، ورجوعاً الى الماضي أذكر أن إدارات الأندية ومدربيها كانوا يلجأون الى المدارس لإختيارلاعبيهم في الألعاب الرياضية المختلفة ، فكانت المدارس بمثابة الينابيع الدائمة التدفق في إمداد الأندية بأفواج اللاعبين المدربين المبدعين ، ويبدو أن الحال قد انقلب رأساً على عقب في أيامنا الحالية ، إذ أصبحت المدارس تعتمد بنسبة عالية في منافساتها وبطولاتها على اللاعبين الذين يتم إعدادهم في الأندية ، وهذا بدوره قلل من عدد الطلاب المنتمين والممارسين لهذه الألعاب الرياضية ، وحرم بالتالي مجموعة كبيرة منهم من أخذ فرصتهم للظهور والتميز ،على إعتبار أن الأندية لا تستطيع إستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من طلبة المدارس ، فلم نعد نرى من الأنشطة الرياضية المدرسية الاّ القليل ،فغابت عنها ألعاب القوى بأنواعها المختلفة ولم نعد نشاهد رمي القرص والسهم والجلة والقفز بأنواعه والجمباز والزانة ، وكلها كانت موجودة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي ،رغم قلة عدد المدرسين المؤهلين من الكليات والجامعات في تلك الفترة ، ومع الأسف تغيب اليوم عنا هذه الألعاب وغيرها كالسلة واليد والطائرة والطاولة في ظل وجود هذا الكم الهائل من المدرسين المتخصصين وخريجي المعاهد والجامعات . ولأن هذا الحال قد يكون أحد أهم أسباب الضعف والترهل في حالنا الرياضي ، فلا بد لنا من إعادة النظر والبحث في الأسباب التي أدت الى إضعاف دور المدرسة والتقليل من دورها في إعداد جيل رياضي قادر على ولوج ابواب المنافسة الرياضية الحقة ،ليأتي بعدها دور الأندية في إحتضان ورعاية المتميزين منهم . ومن خلال قراءتنا ومتابعتنا لهذا الموضوع نستطيع أن نجمل أسباب هذا التراجع في الأداء المدرسي في عدة نقاط أهمها : 1 - المنهاج المدرسي ، وأعني عدم إيلاء الألعاب الرياضية الإهتمام الكافي وذلك بإنقاص عدد الحصص المدرسية الرياضية ، أو إستغلال جزء من هذه الحصص لتعويض بعض المواد الدراسية الأخرى ، وهذا يستدعي إعادة النظر في هذا الموضوع وزيادة عدد الحصص المخصصة للألعاب الرياضية . 2 - عدم وجود المرافق والملاعب المدرسية المتنوعة اللازمة لممارسة هذه الألعاب ، وهذا يتطلب العمل على إيجاد هذه النواقص ، من خلال تضافر الجهود بين المجتمع المحلي والسلطة المسؤولة عن ذلك . 3 - عدم وجود الأدوات الرياضية اللازمة لعملية التدريب ، ومن المفروض هنا التركيز على توفير هذه الأدوات من خلال زيادة حصة الرياضة من ميزانيات المدارس ، إضافة لإضطلاع الجهات الرسمية بمسؤولياتها في هذا المجال . 4 - عدم الإهتمام الكافي من جزء كبير من مدرسي التربية الرياضية - رغم أن معظمهم من حاملي الشهادات الرياضية والتخصص في الألعاب المختلفة - وعدم بذلهم الجهد المطلوب لإعداد اللاعبين وإيصالهم الى المستوى المنشود . هذه العوامل مجتمعة وغيرها بحاجة الى إعادة نظر وبحث من جديد ، إذا ما أردنا لرياضتنا الفلسطينية التقدم والإرتقاء ، ولا بد لنا من العودة الى القاعدة الأوسع للإستفادة من الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها . |